الملك والملكة يعودان إلى ارض الوطن بعد زيارة للولايات المتحدة

mainThumb

07-03-2008 12:00 AM

السوسنة - عاد جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله إلى أرض الوطن بعد ظهر اليوم بعد زيارة عمل إلى الولايات المتحدة استمرت عدة أيام تضمنت لقاءات أجراها جلالته مع الرئيس الأمريكي جورج بوش وأركان الإدارة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة.
وأكد جلالته خلال لقاء القمة مع الرئيس بوش أن تحقيق السلام يتطلب العمل للوصول إلى اتفاق شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين يعالج مختلف القضايا وفي مقدمتها قضايا الوضع النهائي ويفضي في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وبين جلالته أن السياسات الأحادية الجانب وفرض الأمر الواقع أثبتت فشلها في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد، شدد جلالته على أن ما تمارسه إسرائيل من سياسات الحصار والاعتماد على القوة العسكرية ليس من شأنها إلا تعميق دائرة الخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتهديد بإضاعة جهود سنوات طويلة من التفاوض لتحقيق السلام في المنطقة.
وأكد جلالته أن السلام الذي يتطلع إليه العرب هو ذلك المبني على إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا لحل الدولتين.
من جانبه عبر الرئيس الامريكي جورج بوش عن تقديره لصلابة موقف جلالته عندما يتعلق الامر بمكافحة الارهاب ومواقفه الانسانية عندما يتعلق الامر بالناس.
وأكد بوش أن بلاده مستمرة في مساعدة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في عملية السلام،
مضيفا أن الموضوع الآن هو وجود رؤية لما سيبدو عليه شكل الدولة الفلسطينية والاتفاق على الحدود وحق العودة وقضايا أخرى.
كما أكد بوش على أن دور الولايات المتحدة يتمثل في المساعدة في تطوير رؤية للدولة الفلسطينية القادمة بعد تلبية المتطلبات على أن تكون تلك الدولة مترابطة جغرافيا.
والتقى جلالته بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني وبحث معه العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على ساحة عملية السلام.
من ناحيته أشاد تشيني بدور جلالته في السعي لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مشددا على الالتزام الأمريكي بتحقيق السلام من خلال حل الدولتين اللتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام.
وفي خطاب ألقاه جلالته في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية في جامعة برنستون الشهيرة في ولاية نيوجيرسي، أكد جلالة الملك أن قوة إسرائيل العسكرية واحتلالها للأراضي الفلسطينية لن يحقق لها الأمن، مثلما لن تؤمن لها الجدران العازلة السلام، مبينا أن الأمن الحقيقي لإسرائيل سيتحقق عندما تعمل مع جيرانها لتحقيق الأهداف المشتركة.
وقال جلالته أن ستين عاما من قيام إسرائيل لم تجلب القبول والاعتراف بها في محيطها وأن الفرصة الوحيدة لها للحصول على الاعتراف والقبول من ثلث دول العالم هو قبول المبادرة العربية للسلام وإنهاء الاحتلال.
وطالب جلالته الولايات المتحدة في الخطاب أن تعمل على دعم العملية السلمية لأنها الوحيدة التي تمثل مرجعية قوية يمكن أن تتحرك بسرعة لضمان الوصول إلى السلام المنشود.
وحذر جلالته في لقاءاته مع المنظمات الإسلامية والعربية واليهودية الأمريكية في واشنطن وفي مباحثاته مع قيادات مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي من أن إضاعة الفرصة المتاحة حاليا لتحقيق السلام ستعرض جهود السلام لنكسة ربما تمتد عقوداً، مما سيقوي المتطرفين ويضعف قوى الاعتدال والتغيير الإيجابي.
كما حث جلالته المنظمات الإسلامية والعربية على العمل المؤسسي للتوعية من خطورة الوضع الإنساني الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والحاجة الماسة لمساعدتهم.
وخلال حديثه مع المنظمات اليهودية، دعا جلالته هذه المنظمات على العمل لتشجيع إسرائيل على الالتزام الحقيقي بعملية السلام سبيلا وحيدا لإرساء دعائم الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة.

وأجرى جلالته خلال زيارته لواشنطن اتصالات هاتفية مع مرشحي الرئاسة الأمريكية أكد خلالها على أهمية استمرار الموقف الأمريكي الداعم لعملية السلام في المرحلة المقبلة لضمان تحقيق نتائج على الأرض وتشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المضي في طريق السلام.
وفي اليوم الأخير لزيارته، رعى جلالته حفلا افتتاحيا لتجمع أصدقاء الأردن في الكونغرس الأمريكي الذي بادر إلى إنشائه أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس بغرض تعزيز العلاقات الأردنية الأمريكية ومساعدة الأردن في التعامل مع التحديات التي يواجهها وخاصة في مجال المياه والاقتصاد والبنية التحتية وتلبية الاحتياجات الأساسية للعراقيين الذين فروا من بلادهم إلى المملكة نتيجة للوضع الأمني المتدهور.
كما يسعى التجمع إلى تنوير أعضاء الكونغرس والمعنيين بأهمية تشجيع التجارة والاستثمارات الأجنبية المباشرة بين الطرفين، مما يستلزم التعريف باتفاقية التجارة الحرة والترويج لها في البلدين، إضافة لتسهيل تبادل الأفكار بين النواب الأمريكيين والمسؤولين الأردنيين.
وأشاد المتحدثون في الحفل بشجاعة قيادة جلالة الملك التي اعتبروها الأهم في مسيرة السعي نحو تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وخلال لقاءات جلالته مع رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وعدد من قيادات وأعضاء اللجان الفرعية في مجلس الشيوخ الأمريكي، عبر جلالته عن امتنانه للدعم الثابت الذي يقدمه الكونغرس للأردن وللصداقة التي يبدونها تجاه الأردن.
وقد أكد أعضاء الكونغرس الذين التقوا جلالته عن التزامهم بدعم الأردن وزيادة المساعدات إليه لتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة قائلين إن "الأردن الذي يقدم نموذجا عصريا للسلام والأمن والاستقرار يستحق الدعم والتقدير من الولايات المتحدة."
وأشاد رؤساء اللجان وقيادات الكونغرس بالدور البناء الذي يقوم به الأردن من أجل دعم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومساندة جهود تحقيق الأمن والاستقرار في العراق.
وقالت بيلوسي في تصريحات للصحفيين إن زيارة صاحبي الجلالة إلى العاصمة واشنطن مناسبة مميزة فعلا، معبرة عن اعتزازها برسالة الأمل والسلام التي وجهها جلالته من على منبر الكونغرس العام الماضي.
وقالت إن الجميع يتطلع إلى سماع رأي جلالته فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط.
وضم الوفد المرافق لجلالته في الزيارة سمو الأمير فيصل بن الحسين ورئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض الله ووزير الخارجية الدكتور صلاح الدين البشير والسفير الأردني في واشنطن سمو الأمير زيد رعد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد