السوسنة - مجددا يطل علينا النائب الكويتي مسلم البراك بمهاجمة الاردن ، وبث حقده الذي يعشعش بين احشائه ، رغم تطور العلاقات بين البلدين الشقيقين الذين يرتبطان بعلاقات مودة ومحبة بين القيادتين والشعبين الشقيقيين ، فقد اتهم البراك في تصريح له نشر اليوم في الصحافة الكويتية النائب الاردني السابق غازي الفايز بمحاولة لي ذراع الحقيقة وخلق ضبابية تجاه التاريخ الذي لا يمكن تزويره والقفز على حقائقه.
قال البراك في تصريح للصحافيين ردا على تصريح الفايز: «هذه هي المرة الثانية التي يخاطبني فيها الفايز محاولا قلب الحقائق والتدخل بما لا يعنيه». وأضاف: «أنا أرى ان لا شأن للفايز عندما يتحدث عن انتقادي لسفيرنا في الاردن الشيخ فيصل المالك وليس من مهامه ان ينبري للدفاع عنه ولكن الامر الذي أحرص على توضيحه يتعلق بالمغالطات التي ذكرها الفايز في تصريحه حتى لا يعتبر البعض ما يقوله صحيحا». وتابع قائلا: «هو يقول ان الناس الطيبة تنسى الماضي، وإذا كان هذا الماضي جيداً كما يدعي الفايز عندما يقول ان موقف الأردن أيام الاحتلال العراقي الغاشم تجاه الكويت كان طيبا لماذا إذاً يدعو إلى نسيانه؟».
وأشار البراك إلى حديث الفايز عندما قال ان الملك حسين في تلك الفترة كان ضد الغزو وانه طالب بحل عن طريق الجامعة العربية متسائلا: «هل يحاول الفايز عبر هذا الكلام المغلوط استغفال الشعب الكويتي؟ فأي محاولة تضليل يمكن ان تنطلي علينا ونحن نعرف كل الحقائق ولمسناها عن قرب وأي صورة يحاول ان يسوقها للشعب الكويتي وهذه الصورة ستبقى مشوهة ولا يمكن ان تمحوها ذاكرة الأيام».
وقال: «الكل يعلم ما هو موقف الملك حسين والحكومة والأحزاب والشعب الأردني الذي كان وقف بوجه الحق الكويتي انتصارا للباطل العراقي». وأوضح أن «هذه المواقف المخزية تبلورت في أبشع صورها في مؤتمر القمة العربية الذي عقد بعد أيام من الغزو عندما أراد العرب أن يضعوا الشرعية العربية أمام خيار الاستعانة بالقوات الصديقة للمساعدة في تحرير بلدنا من براثن الاحتلال وكان للاردن الموقف المخزي من هذا القرار».
وأضاف: «ربما الحقيقة الوحيدة التي ذكرها الفايز في حديثه هي التي ذكر فيها ان الملك حسين كان يحاول ايجاد حل عن طريق الجامعة العربية في حين ان الكل يعلم انه لا حول ولا قوة لهذه الجامعة وبالتالي أراد الملك حسين من هذا الموقف تحويل الاحتلال الى أمر واقع لانه يعلم وكل العرب تعلم كما قال الرئيس الراحل حافظ الأسد ان الدول العربية لو اجتمعت بجيوشها وقواتها لما تمكنت من طرد الجيش العراقي من الكويت».
وتابع قائلا: «هذه هي الحقيقة التي يحاول تزويرها الفايز مثلما أراد أيضا تزوير التاريخ»، مؤكدا ان الكويت لن تنسى كل مواقف العار والخزي التي جاءت من الأردن وفي أسوأ الظروف عندما سخر الملك وحكومته كل امكانات بلاده لدعم الغزو فتحولت الصحافة الأردنية إلى أبواق تنطق بما يريده النظام الصدامي البائد».
وأضاف مخاطبا الفايز «وأنت تعرف أيضا قبل غيرك الدور الذي قامت به الأحزاب الاردنية بدعم من الحكومة الاردنية التي أطلقت يدها للاساءة الى الكويت والكويتيين»، مذكرا الفايز باعلان وضيع نشرته الصحافة الاردنية وفيه طلب لايجاد خادمة كويتية تحمل شهادة جامعية بهدف الاهانة والاساءة للشعب الكويتي».
وزاد: «وأنت تعرف ايضا ما قاله أئمة المساجد في خطبهم على المنابر عندما دعوا الى تدمير ابارنا وحرق أرضنا، وأنت تعرف أيضا ماذا كان موقف الشعب الاردني والاحزاب الاردنية من الوفد الشعبي الكويتي الذي زار الاردن لمناصرة الحق وتوضيح الحقيقة التي أراد لها النظام الاردني ان تطمس وكيف كان الاستقبال وكيف اطلقت الحكومة يد هذه الاحزاب الظالمة التي انتصرت للباطل العراقي».
واضاف البراك قائلا: «وتعرف أيضا يا الفايز ماذا فعل الملك حسين ايام الاحتلال عندما اطلق لحيته وطلب تسميته بالشريف في محاولة مفهومة ومكشوفة لما يريده ويخطط له عندما اعتقد ان هناك تطلعات لدى صدام بغزو المملكة العربية السعودية وصولا الى دول الخليج الأخرى وبالتالي كان يعد العدة ليأخذ من هذه الغنيمة ولكن خاب ظنه عندما هزم المقبور صدام وخابت طموحات كل من انتصر للباطل العراقي». وأشار البراك أيضا الى تحركات الملك حسين قبل الغزو العراقي الغاشم «التي يعرفها الفايز جيداً ويعرف ما هو المخطط المرسوم عندما قام الملك حسين بأمر من صدام بجولة مكوكية زار فيها الكويت ثم العراق بهدف اعطاء التطمينات والتعهدات للقيادة الكويتية وتأكيده على ان وجود القوات العراقية بالقرب من الكويت ما هي الا مناورة عسكرية».
وأكد البراك ان «هذا الدور والتطمينات والتعهدات كانت جزءا من المؤامرة الكبرى على الكويت وشعبها وربما هي جزء من مخطط واسع النطاق لم يكتب له النجاح بحمد الله». واعتبر البراك ان «الاسطوانة المشروخة التي يرددها الاردنيون في شأن الأسلحة الاردنية التي استخدمها الجيش العراقي اثناء احتلاله الكويت بأنها اعطيت للعراق أيام حربه مع ايران لا يمكن تصديقها لاننا لمسنا عن قرب دور المخابرات الاردنية أيام الاحتلال عندما كانت تستخدم السلاح في ترويع الكويتيين بهدف البحث عن حكومة يمثلها كويتيون لاعطاء غطاء شرعي للاحتلال».
وأضاف: «هذا هو دوركم المشبوه الذي لا يمكن أن ينسى والتاريخ لا يزور، وأيضا أنت تعرف يالفايز ماذا كان دور الفلسطينيين والاردنيين داخل الكويت أيام الاحتلال لمعرفتهم الدقيقة بالكويت وشعبها بعد الحياة التي عاشوها بكرامة لم يجدواها الا في الكويت».
وكرر حديثه قائلا: «يا أخ غازي لا تحاول أن تلوي ذراع الحقيقة وتزور التاريخ. والملك حسين عندما أصدر الكتاب الابيض بهدف تلميع الصورة السوداء تجاه الكويت التي قدمت الدعم للقيادة الاردنية وشعبها متناسين كل هذه المواقف الطيبة بما فيها موقف سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله من ثورة الخبز التي شهدتها الاردن عندما ذهب الى عمان وقدم دعما بـ 200 مليون دولار و200 مليون أخرى وضعت وديعة في البنك الأردني ولولا هذا الموقف لوصلت الأمور وقتذاك الى ما لا تحمد عقباه». ورفض البراك: «ان يسوّق الفايز وقائع غير حقيقية ويطالبنا بنسيان الماضي الذي لو كان مشرفا لما طلب منا نسيانه بل هي صفحات سوداء مخزية لن تنسى أبدا من ذاكرة الكويتيين».