صحيفة السوسنة الأردنية

يعيش احد الزملاء الصحفيين حبيسا للظلمة الدامسة بعد ان أفقده مرض السكري بصره وافشل كليتيه وأصابه بأرتفاع مستوى ضغط الدم ليحرمه من مزاولة مهنته التي احبها وعمل بها على مدى عشرين عاما. عمل الزميل قبل اصابته بهذا المرض مراسلا صحفيا لعدد من الصحف في بعض دول العالم كان خلالها يصارع مرض ارتفاع نسبة السكر بالدم ، الى ان اقعده ذلك المرض الذي يطلق عليه اسم " المرض الصامت " الذي اصابه وهو ما زال على مقاعد الدراسة ، وتغلب على احلامه التي طالما رغب بتحقيقها .

يرفض الزميل الصحفي الاتكالية ، او ان يكون عالة على احد ، فهو يرعى نفسه ووالدته حبيسة الكرسي المتحرك لاصابتها بشلل نصفي" ويتابع حالتها الصحية من خلال نبرة صوتها التي ترشده لألمها" حسبما يقول لوكالة الانباء الاردنية. ويصف العلاقة التكاملية بينه وبين والدته ، من خلال قيامه باجراء فحوصات قياس مستوى الضغط والسكر بالدم وقراءتها من قبل والدته المبصرة .

" يصاحب مرض السكري السمنة والضغط واضطرابات الدهنيات ويعتبر من اكثر الامراض انتشارا بالعالم يصفه الاطباء ب" الوباء المستعصي" لما يحدثه من مضاعفات خطيرة تؤثر على شبكية العين والاعصاب الطرفية والكلى واصبح السبب الرابع للوفيات في العالم "حسب احصاءات منظمة الصحة العالمية.

يحرص على تجهيز طعام افطاره بنفسه ويتابع امور منزله من دفع للفواتير وشراء لوازم المنزل بالاستعانة بمحلات التوصيل للمنازل ، ويقول انني " اتعامل مع قطع النقد ، من خلال مساعدة موظف البنك بفصل العملات النقدية حسب فئتها وترك علامة" . يحتاج الى دقيقتين لرسم خارطة خيالية للمكان الذي يدخله لاول مرة في مخيلته ، ليتحرك دون مساعدة اذ يقول " اصبحت أكثر تركيزا وصاحب احساس رفيع ، وذاكرة اقوى واكثر تمييزا لنبرة صوت المتحدث فيما اذا كانت ساخرة او جدية ".

" 73 بالمائة من سكان الاردن مصابون بالسمنة التي تعتبر السبب الرئيس لمرض السكري و25 بالمائة من الاردنيين مصابون بمرض السكري فوق سن ال 25 " حسب دراسات المركز الوطني للسكري.

يفتقد الزميل الصحفي متعة الخروج بمفرده وقيادة السيارة والاستمتاع باحتساء فنجان قهوة وقراءة الجريدة في احد المقاهي مع احد الزملاء او اختيار ملابسه دون الاعتماد على ذوق الاخرين .

واكثر ما يؤلم الزميل الذي وقع فريسة مضاعفات مرض السكري استكثار البعض عليه استمتاعه بالحياة رغم فقده لبصره ، كما يؤلمه الاحساس بالشفقة التي يطلقها البعض , وخشية البعض مجرد الاقتراب منه ! الا انه كسب بفقده لنعمة النظر عدم مشاهدة حوادث السير المروعة التي يمر بجانبها . " يبلغ عدد مرضى الفشل الكلوي في الاردن "2600 " شخص يجرون عملية الغسيل ثلاث مرات اسبوعيا بواقع اثنى عشر ساعة اسبوعية " حسب احصائيات وزارة الصحة.

أن معاناة الزميل الصحفي ابرز دليل على المضاعفات التي يخلفها هذا المرض الذي يشل حياة الفرد ويقطع اوصال ارتباطه بمجتمعه . وجدير بالذكر ان جهود جميع المؤسسات والهيئات في الاردن تتضافر لزيادة التوعية بمخاطر هذا المرض على الانسان . / بترا – سهير جرادات

ملاحظة : الزميل الصحفي رفض الافصاح عن اسمه .