ساعات حاسمة، تفصل تحرير مدينة حلب بالكامل من الجماعات المسلحة والقوى المتطرقة الأخرى، عقب الترتيبات الكبيرة التي يجريها الجيش السوري بالتنسيق مع حلفاؤه، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القوات الروسية لطرد هذه الجماعات من المدينة، ويبدو من سير الأحداث ان الجيش نجح أخيراً فى كسر دفاعات جبهة النصرة وحلفاؤها، وتمكن من بسط نفوذه على المواقع الحيوية شرق مدينة حلب، وبذلك بات تحرير المدينة أمراً واقعاً لا مفر منه، وأصبح المسلحون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الإستسلام والتخلي عن القتال، أو الموت المحتوم.
قبل عدة أيام رفرف العلم السوري في سماء عدة أحياء من مدينة حلب وإنتشى السوريون بنصر لطالما إنتظروه، وفي الوقت ذاته، كانت الجماعات المسلحة تتجرع مرارة أكبر هزيمة لها منذ أن زحفت على مساحات شاسعة من حلب، الأن هناك أخبار مؤكّدة عن تكبّد هذه الجماعات لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد… وقد تمّت إبادتهم في مناطق متعددة من سورية، وإثر هذه الخسائر طلبت هذه الجماعات من داعميها وحلفاؤها الإقليميين والدوليين، تمكينهم من ممرّ آمن للخروج من هذه المناطق باتجاه المناطق الأخرى وخاصة إدلب، في هذا السياق دعا قادة الدول الغربية الكبرى لوقف إطلاق نار فوري في مدينة حلب بذريعة إدخال مساعدات إنسانية للسكان شرق حلب.
اليوم أصبح الجيش السوري وحلفاؤه هم من يملكون الميدان بالكامل بعد أن فقدت الجماعات المسلحة قرابة 80 بالمائة من مواقعها، وباتت هذه الجماعات في مأزق خاصة بعد سيطرة الجيش السوري وحلفاؤه على حي الشعار وحيي المرجة والشيخ لطفي وتلة الشرطة شرق حلب، كما تقدم الجيش دون قتال الى محيط قلعة حلب الشمالي والغربي، وأصبح مطار حلب الدولي آمن بشكل كامل وبذلك شهدت الجماعات المسلحة تراجعاً كبيراً للمناطق التي كانت تحت سيطرتها بعد قطع جميع طرق الإمداد لها، وتلقت هذه الجماعات ضربة قوية بخسارتها لهذه المناطق الحيوية، بذلك أصبح من الصعب عليها ربط خطوط إمدادها بين أكبر معقلين لها في سورية وتركيا، وإنطلاقاً من ذلك أصبحت الجماعات المسلحة وحلفاؤها عسكرياً ضعيفة بل وأصبحوا في موقع الدفاع مما يجعل سيطرتهم على مواقع جديدة شبه مستحيل بحكم خسارتهم اليومية التي على إثرها أصبحت تحركاتهم تقتصر على نشر الفوضى ومحاولة إرباك الوضع في المناطق المحررة.
بذلك بدأت نهاية الجماعات المسلحة والقوى المتطرفة ودقت ساعة الهروب لآلاف الإرهابيين باحثين عن فرصة للعودة الى بلدانهم الأصلية، بعد التقدم والنصر الكبير الذي حققه الجيش السوري في جبهات القتال، فساعة النصر باتت قريبة جداً، لأن الجيش السوري وحلفاؤه مصرون على إنهاء وإجتثاث الجماعات المسلحة وأخواتها بكافة الوسائل الممكنة في الساعات القادمة بفضل القوة النارية الكبيرة التي تنهال على رؤوس المسلحين والمتطرفين الذين لم يعودوا قادرين على التقاط أنفاسهم والمدافعة عن مواقعهم، بل تركوا قلب مدينة حلب تاركين وراءهم السلاح بكلفة أنواعه فيما سلم عدد منهم أنفسهم للجيش السوري.
مجملاً..... إن معركة حلب كانت أحد المعارك الفاصلة في تاريخ سورية، فتحريرها يعني تحرير كل المدن والأراضي السورية، لأن تحريرها سيصيب معنويات الجماعات المسلحة وأخواتها بالإنهيار وسيقطع أذرع الغرب وأعوانه في الشمال السوري، وسيسقط حلم أردوغان وحلفاؤه لأنهم يدركون مكانة وأهمية حلب، لذلك فالنصر على الإرهاب ودحره وإجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة من المنال خاصة بعد أن إستطاع الجيش كسر المعايير المتعلقة بالتوازن, وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن سورية.
بإختصار شديد، اليوم ينظر السوريون إلى يوم تحرير حلب من سيطرة المسلحين وأعوانهم حتى آخر شبر منها ورفع العلم السوري فوق سماؤها، كما يجدد السوريون إصرارهم على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة، لذلك فالساعات القليلة القادمة من شأنها أن تحمل المزيد من المفاجأت والتطورات، فجميع المعطيات تشير الى صمود الجيش السوري واتجاهه نحو الحسم النهائي للمعركة بعد أن أثبت صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية إستثنائية في الميدان العسكري.
khaym1979@yahoo.com