وجه الرئيس الأسد بشارة خير جديدة الى الشعب السوري أكد من خلالها قرب النصر الكامل على الجماعات المسلحة ومن يدعمها ويقف وراءها في حلب، متعهداً في الوقت ذاته برفع العلم السوري في مدينة حلب قريباً، بعد أن أكد بثقة كبيرة إن النصر اصبح بمتناول اليد ، مع مواصلة الجيش السوري وحلفاؤه في التقدم نحو أجزاء من المدينة التي كان يسيطر عليها المتطرفين، وبذلك بات النصر أقرب من أي وقت مضى مع قرب السيطرة بشكل كامل على حي الشيخ سعيد شرق حلب وإنهاء خلايا التطرّف والإرهاب المزروعة هناك، لذلك لا حل بالمنطقة إلا بسورية ولا موافقة سوريّة بالحل إلا بتحقيق النصر الحاسم والنهائي.
لجأت التنظيمات المسلحة وأعوانها الى خطة جديدة رسموها في مخيلاتهم وأوهموا بها أسيادهم من الغرب ومعظم الدول العربية وهي الإستيلاء والسيطرة على حلب، لكن بعد تلك السنوات الطويلة من الحرب على سورية لم تأت النتيجة كما يريدونها، بل أصبحت محاولات بائسة و يائسة تعكس الخيبة وتعترف بالفشل وتعطي دلالات واضحة على أنهم باتوا يبحثون عن مخرج من المستنقع السوري الذي وقعوا فيه، بعد أن أحدثت سورية خللاً كبيراً في موازين القوى الكبرى وأربكت معادلات وحسابات المنطقة بأكملها ، وهذا ما لم يكن ضمن حسابات التنظيمات المسلحة وأخواتها وعلى رأسها داعش المتطرفة.
وفي حين كان المتوقع في عقلية التنظيمات المتطرفة وأسيادها ان تنهار سورية و تستسلم، كان الجيش السوري قد فتح الأبواب نحو مراحل إنتصارات كبيرة و فرض معادلات جديدة على جبهات القتال، وأصبحنا نشهد مع كل إنتصار سوري إرتباكاً وإنهياراً لنفسيات ومعنويات هذه التنظيمات تعكسها تخبط التصريحات السياسيه والإعلامية المترافقة مع أي إنجاز جديد للجيش السوري التي يسطره في الميدان العسكري وخاصة في حلب.
اليوم يسود الجماعات المسلحة وأخواتها الرعب والخيبة بعد أن فشلوا في إحداث أي خرق في اي جبهة تكون لها وزن كما رأينا في أحياء حلب، بعد أن كان الجيش لهم بالمرصاد حيث كسروا كل زحوفاتهم وكبدوهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعدات، فقد إستطاع الجيش السوري وحلفاؤه تحرير الجزء الشرقي من مدينة حلب من المجموعات المسلحة، وحررأكثر من 14 حياً خلال الساعات الـ24 الماضية، كما سيطرت قوات الجيش السوري وحلفاؤها بشكل كامل على حي الشيخ سعيد جنوب حلب في وقت يسعى فيه الجيش السوري وحلفاؤه للتقدم نحو حيي السكري والعامرية جنوب المدينة للسيطرة عليهما وطرد المجموعات المسلحة منهما وتحرير المدنيين الذين يتخذونهم رهائن، في هذا الإطار يدأت هذه الجماعات وداعميها من الغرب تدرك بأن معركة الجيش السوري من أجل تحرير حلب بكافة مناطقها ستكون لها كلمة الفصل وفق نتائجها بأي حديث مقبل يتحدث عن تسويات بمسارات الحرب على سورية، لذلك تشير المعطيات الواردة من حلب وريفها إلى أن الأيام المقبلة لن تكون أقل سخونة على مختلف المحاور، فمع تثبيت الجيش لنقاطه داخل مدينة حلب، لم تتوقف عمليات الاستهداف المكثّفة على أطراف القسم الجنوبي من الأحياء الشرقية للمدينة، بالتوازي مع تحريك جبهة المدينة الغربية والتقدم على محور جمعية الزهراء، والتي ستكون لها تداعيات كبيرة على جميع ملفات الميدان العسكري في سورية.
مجملاً .....إن الضربة الأهم التي لا بد أن يوجهها الجيش السوري وحلفاؤه للتنظيمات المسلحة هو منع تسلسل المقاتلين إليها وخاصة من تركيا التي تفتح الباب دائماً للدعم القادم إلى داعش وأخواتها في حلب والمناطق الأخرى، لهذا على الغرب وحلفاؤه ان يدركوا ان الجيش وحلفاؤه والشعب السوري الصامد لن يستسلم ولن يسمح لهم بتحقيق أطماعهم وأهدافهم في نهاية المطاف بل سوف نعتبر المرحلة القادمة مرحلة التحرر والتطهير وإعلان النصر، وبإختصار شديد إن معركة حلب سترسم مستقبل سورية ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها في الفترة المقبلة.