الملك يبحث مع الرئيس النمساوي التعاون الاقتصادي

mainThumb

10-04-2008 12:00 AM

أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس النمساوي هانز فيشر مباحثات في العاصمة النمساوية فيينا الاربعاء ركزت على آليات تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وذلك في إطار جولة العمل الأوروبية الحالية لجلالته والتي شملت بالإضافة إلى النمسا كلا من فرنسا وسلوفينيا.
وأكد جلالته والرئيس النمساوي حرصهما المشترك على توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والبناء عليها في مختلف الميادين وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.
وبحث الزعيمان خلال اللقاء الذي تخلله مأدبة غذاء حضرتها جلالة الملكة رانيا العبدالله وعقيلة الرئيس فيشر سبل تشجيع العلاقات الاقتصادية، وخاصة في مجال التجارة والاستثمار، إضافة إلى قطاعات الطاقة، والتعليم، والبيئة، معربا جلالته عن تقديره لمشاركة النمسا في مرحلة مبكرة في عملية شراء جزء من ديون الأردن لنادي باريس.
وركزت مباحثات الزعيمين على التطورات المتصلة بعملية السلام والجهود المبذولة لتذليل العقبات أمام الفلسطينيين والإسرائيليين للمضي قدما في العملية التفاوضية وصولا إلى تحقيق السلام العادل والدائم المتضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بما يتفق مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأكد جلالة الملك أهمية دور الاتحاد الأوروبي وبشكل خاص النمسا في دعم مساعي السلام وتوفير عوامل الاستقرار في المنطقة، منبها في الوقت ذاته من تداعيات عدم إحراز تقدم في عملية السلام على مستقبل وأمن شعوب الشرق الأوسط باعتبار أن حل القضية الفلسطينية سيمهد الطريق لحل النزاعات الأخرى في ذلك الجزء من العالم.
وقال جلالته في هذا الصدد انه إذا اخفق المجتمع الدولي في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية فان مستقبل المنطقة سيبقى رهين التطرف وعدم الاستقرار.وأعرب جلالته عن أمله بأن تتقدم العملية التي بدأت في آنابوليس بسرعة، وأن تؤدي إلى اتفاق يمهّد الأرضية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة إلى جانب إسرائيل آمنة.
وأشار جلالته إلى ضرورة توفير بيئة مناسبة لإجراء مفاوضات سلام ناجحة من خلال تطبيق الالتزامات على الأرض، بما في ذلك تجميد توسيع المستوطنات، وإيقاف الأعمال الأحادية الجانب في القدس الشرقية، وإزالة حواجز الطرق التي تعيق حرية الحركة للفلسطينيين.وشدد جلالته على أهمية دعم المجتمع الدولي للسلطة الفلسطينية في بناء اقتصادها ومؤسساتها، وتقديم الخدمات الضرورية للشعب الفلسطيني ، مشيرا جلالته في الوقت ذاته إلى أهمية تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق يحقق هدف السلام المنشود.
وبحث الزعيمان الأوضاع السائدة في لبنان والعراق واتفقا على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في أسرع وقت ممكن مؤكدين دعمها لوحدة لبنان وسيادته واستقلاله وبما يحفظ أمنه واستقراره. وفيما يخص العراق أكد جلالة الملك اهتمام الأردن بإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق، وضمان استمرار وحدته مبينا جلالته ان استقرار العراق امر حيوي لاستقرار المنطقة.ووجه جلالة الملك الدعوة للرئيس النمساوي لزيارة الأردن في وقت لاحق من العام الحالي.
وقال جلالة الملك في تصريح صحفي مشترك مع الرئيس فيشر عقب جلسة المباحثات .." تربطنا مع النمسا علاقات طيبة وقديمة ،ومن دواعي سروري دائما زيارة النمسا لتقوية العلاقات بين بلدينا"، مشيرا جلالته إلى أن المباحثات التي أجراها اليوم مع الرئيس فيشر كانت مثمرة وصبت في تعميق علاقات التعاون بين الأردن والنمسا.
ولفت جلالته إلى أن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس النمساوي إلى الأردن في نهاية العام الحالي ستتيح الفرصة أمامنا لتوسيع علاقاتنا الاقتصادية، معربا جلالته عن أمله بان تؤدي الاتفاقيات الثنائية التي ستوقع خلال الزيارة إلى فتح فصل جديد لمزيد من علاقات التعاون بين البلدين.
وقال جلالته .. " لقد ناقشنا قضايا الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه المنطقة"، مبينا جلالته أن النمسا صديقة للمنطقة ودورها ضمن الاتحاد الأوروبي مهم لمواجهة تحديات تحقيق السلام خلال الفترة القادمة معبرا جلالته عن تقديره لهذا الدور الذي له خصوصيته في المنطقة ورحب بزيارة الرئيس النمساوي القادمة إلى المملكة.بدوره رحب الرئيس النمساوي هانز فيشر بزيارة جلالة الملك وجلالة الملكة للنمسا معبرا عن تقديره للجهود التي يبذلها جلالته لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال في تصريحه الصحفي "من دواعي سعادتي الترحيب بجلالتكم هنا في النمسا"، واصفا العلاقات بين البلدين بأنها ممتازة مبنية على دعائم الصداقة والاحترام المتبادل والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية وتبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين.
واضاف" نحن عازمون على المضي قدما في تعزيز هذه العلاقات" موضحا أن مباحثاته مع جلالة الملك كانت بناءة وجرت في أجواء من الصراحة والوضوح حيث ناقشنا العلاقات الثنائية وبشكل خاص العلاقات الاقتصادية والاستثمارية واليات تفعيلها في شتى الميادين إلى جانب تفعيل التعاون المجالات العلمية والثقافية.
وأضاف "لقد وجه جلالة الملك الدعوة لي لزيارة الأردن خلال شهر تشرين الثاني مع العام الحالي وأنا أتطلع إلى القيام بهذه الزيارة والتي سيوقع بلدانا خلالها على اتفاقيات تعاون ثنائي في مختلف القطاعات".
وأشار الرئيس فيشر إلى أن مباحثاته مع جلالة الملك عبدالله الثاني تناولت كذلك تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود دفع عملية السلام، مجددا التأكيد على موقف بلاده الداعم لهذه الجهود.حضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض الله ووزير الخارجية الدكتور صلاح الدين البشير والسفير الأردني في فيينا مكرم القيسي فيما حضرها عن الجانب النمساوي عدد من كبار المسؤولين.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد قام بزيارة رسمية للنمسا عام 2001 حيث تم التوقيع خلالها على اتفاقية ثنائية لحماية وتشجيع الاستثمار. وسبق ذلك عدة اتفاقيات من أبرزها الاتفاقية الاقتصادية الثقافية التكنولوجية المشتركة واتفاقية النقل الجوي المدني وبرنامج للتبادل الثقافي واتفاقية تعاون في مجال المساعدات المتبادلة في حالات الكوارث والحوادث الخطرة.
وفي تصريح للتلفزيون الأردني قال السفير الأردني لدى النمسا وغير المقيم لدى سلوفينيا مكرم القيسي ان زيارة جلالة الملك الى كل من سلوفينيا والنمسا جاءت في إطار حشد الدعم والتأييد الدولي اللازمين لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال إن أهمية الزيارة تنبع من أن سلوفينيا ترأس الاتحاد الأوروبي الذي يلعب دورا هاما في دعم العلمية السلمية على الصعيدين السياسي والاقتصادي وبخاصة دعم السلطة الوطنية الفلسطينية في بناء مؤسساتها بما فيه صالح الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الثنائي بين السفير القيسي انه تم الاتفاق على توقيع مجموعة من الاتفاقيات حيث تقدمت الحكومة الأردنية بمشاريع اتفاقيات في مجالات السياحة والنقل والبيئة وسيتم التوقيع عليها بعد دراستها مع الجانب السلوفيني، أما فيما يتعلق بالاتفاقيات مع الجانب النمساوي سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة المرتقبة للرئيس هاينز فيشر إلى الأردن في نهاية العام الحالي.وأشار إلى أن الأردن يتمتع بعلاقات ممتازة على الصعيد السياسي مع النمسا وسلوفينيا، مبينا أن زيارة جلالته للدولتين جاءت بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية لتصل إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة مع هذين البلدين الصديقين./بترا/



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد