شعارات تملأ العاصمة وتغرق شوارعها ببحر من القماش

mainThumb

28-10-2007 12:00 AM

السوسنة - بترا - فيروز مبيضين - يبدو عاديا ان تؤيد عائلة او عشيرة معينة احد المرشحين وتؤازره عن طريق وضع يافطة في الشارع العام ..لكن ما يلفت النظر ان تقوم اسرة مقهى او مطعم او صالة افراح بوضع يافطة تؤازر فيها مرشحا ما . يافطات المرشحين التي غرقت بها شوارع العاصمة عمان وافقدتها الكثير من ملامحها لم تترك مكانا الا واحتلته فهي على الاعمدة والجسور والميادين والاشجار الوسطية والجدران ومعلقة على اسوار المدارس.. احد الخطاطين قال لوكالة الانباء الاردنية ان المشكلة ليست في توفر اليافطات بل تكمن في توفر مكان لوضعها.
غالبية شعارات المرشحين تركزت على قضايا وطنية عامة مثل مكافحة الفساد ودعم المرأة والشباب والدعوة للمساواة بين افراد المجتمع والتأكيد على الوحدة الوطنية والانتماء للوطن والتركيز على اهمية الاصلاح القانوني وحماية البيئة ودعم المعلمين والموظفين وغيرها ..
القضيتان الفلسطينية والعراقية وجدتا مكانا في شعارات بعض المرشحين الا ان غالبيتها شعارات عامة لا تحمل موقفا ملزما للمرشح كشعار "فلسطين والعراق في القلب" .. باستثناء بعضها الذي حمل موقفا واضحا من حق العودة بوصفه حقا مقدسا.
بعض الشعارات اثارت تحفظا لدى الناخبين.. يقول احد الناخبين لوكالة الانباء الاردنية .. لا اعرف ما هو الهم المشترك بيني وبين احد رجال الاعمال المعروفين والميسورين ممن وضعوا شعار "الهم مشترك " .
مقارنة مع انتخابات 2003 فان شعارات الدورة الحالية لمجلس النواب تبدو اكثر واقعية ومنطقية باستثناءات بسيطة مثل الدعوة الى الاصلاح الدستوري دون تحديد مكمن الاصلاح ودواعيه واولويته في المرحلة الراهنة .
وحملت شعارات مرشحين اسلاميين مستقلين التأكيد على اهمية وحدة العالم الاسلامي وصون المقدسات الاسلامية ولم تغفل عن تذكير الناخبين بعدد المسلمين في العالم والبالغ مليارا ونصف المليار مسلم .
شارع الاردن" اطول شارع في عمان " يشهد اكتظاظا ملحوظا في عدد يافطات المرشحين ومن الطبيعي ان يضم اكبر عدد من الخطاطين الذين يشكل موسم الانتخابات بالنسبة لهم موسم رزق استثنائيا .. وبسبب تراجع عدد الخطاطين الاردنيين "الذين فقدوا نقابتهم منذ عام 1996" ولتأمين حاجة السوق استعان اصحاب محلات تخطيط اليافطات بخطاطين من دول عربية مجاورة وخاصة من سوريا ..
الخطاط حسان رمّال سوري الجنسية قال.. ما زال العمل في اوله وما زال المرشحون يطلبون مزيدا من اليافطات ,لقد قمت بتخطيط نحو 170 يافطة موضحا انه متخصص في اليافطات ذات الالوان الزاهية والملفتة للنظر والعمل فيها اصعب من اليافطات البيضاء .. لافتا الى ان المرشحين يطلبون انواعا معينة من القماش او التصميم او الحجم حسب امكاناتهم المادية وقيمة ما يرصدونه لحملاتهم الدعائية .
ثانية من الدقيقة الواحدة قيمتها عند احد الخياطين 25 قرشا .. واذا عرفنا ان عدد اليافطات التي خاطها تجاوز ال 400 يافطة فان ربحه في سبع دقائق يصل الى 100 دينار .
وبحسب صاحب مشغل خياطة / كفاح ابو طوق فان هناك نوعيات عديدة من اقمشة اليافطات وجميعها محلي الصنع وتختلف بجودتها الا ان ذلك لا يعنيه ..لكنه يقدم النصح اذ ان نوعيات من الاقمشة قد تتضرر خاصة واننا مقبلون على فصل الشتاء .
الظاهرة التي تزعج المرشحين وتزداد يوما بعد يوم بازدياد حدة المنافسة واقتراب موعد الاقتراع هي قيام مؤيدين لمرشح معين بازالة وتمزيق يافطات واعلانات مرشح آخر عن الدائرة ذاتها.
احد المرشحين ممن رصد مبلغا يصل الى نحو عشرة الآف دينار للحملة الدعائية قال ان مؤيدين لاحد المرشحين قاموا بوضع سكين على عصا ومزقوا يافطات لمرشحين اخرين .. واشتكى من ان يافطاته تمت ازالتها على مدى الايام الثلاثة الماضية مما اضطره الى ايقاف مزيد من عمل اليافطات الخاصة به .
وناشد الجهات المسؤولة خاصة وزارة الداخلية وامانة عمان الكبرى بمراقبة ومعاقبة من يقومون بمثل هذه الاعمال الخارجة عن نطاق المنافسة واللياقة ..وقال انه كان من الافضل تحديد مواقع الاعلان للمرشحين مسبقا وعدم ترك الامر بدون تنظيم وخاصة فيما يتعلق بوضع اعلانات المرشحين على الشواخص المرورية والتي تعيق رؤيتها وتتسبب في حوادث السير .
الخطاط فادي عز الدين الذي يعمل في المهنة منذ حوالي عشر سنوات قال ان سعر اليافطة الواحدة تتراوح بين 8 و 20 دينارا وتختلف حسب نوعية القماش واحتوائها على صورة المرشح وحجمها وان الاسعار خلال الايام العادية تكون اعلى .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد