كفيف .. تغلب على اعاقته بتجارة البيض البلدي

mainThumb

10-10-2007 12:00 AM

السوسنة - بترا - لم يمنعه فقدان بصره منذ طفولته من البحث عن قوته والتجوال مهتديا بعصاه على الطرق بين مضارب البدو والارياف في محافظة الكرك ليبيع ما تحتاجه النساء من ادوات الخياطة والتجميل. وبخبرته الطويلة يستطيع الحاج علي الخرشه 87 عاما ان يميز فئات العملة المعدنية بعضها عن بعض من خلال القيمة والحجم والنقوش التي توجد على اطرافها .
ويقول الحاج علي الخرشه انه فقد بصره كليا منذ طفولته بسبب مرض لم يعالج واستعاض عنه بالعصا للاستدلال على الطرق في ترحاله لتوفير مصدر العيش الكريم بدلا من طلب المساعدة والاتكال على الاخرين.
ويؤكد ان فقدان بصره اعطاه العزم والقوة والاصرار على مواصلة العطاء والاعتماد على النفس في تأمين متطلبات حياته واستطاع ان يتغلب على مشكلة فقدان البصر بقوة البصيرة وبالعزيمة العالية للعيش كبقية البشر.
واوضح ان اول مهنة مارسها لتأمين لقمة العيش كانت الاتجار بالبيض الذي كان يقوم بشرائه من المواطنين القاطنين في بيوت الشعر ومنازل الطين المتناثرة في المناطق الوعرة والتي تعجز الدواب عن السير فيها سالكا طرقا ترابية وعرة لشراء البيض البلدي في مطلع الستينات والسبعينات ويبيعها للمواطنين والتجار في المزار الجنوبي .
وكان يقوم بجمع البيض في سلة يعلقها على ذراعه ويسير بها على قدميه مسافات طويلة متلمسا الطريق بعصاه من مسقط راسه في قرية ام الغزلان التي تبعد ستة كيلو مترات عن السوق التجاري في مدينة المزار الجنوبي .
ولا يزال الحاج الخرشة رغم تقدمه في العمر يفضل السير على قدميه لمسافات طويلة مفضلا ذلك على ركوب السيارات.
وادى الحاج الخرشة فريضة الحج مرتين في عامي 1946 و1955 بواسطة الشاحنات والعمرة سبع مرات .. ويمتاز بذكاء وذاكرة قويتين بحيث يستطيع التعرف على الشخص من صوته ويحفظ الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة والايات القرانية من المجالس الدينية التي تعقد في المساجد بين الحين والاخر رغم عدم معرفته للكتابة والقراءة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد