عالم الحيوان عالم قائم بذاته وامة لها مالها وعليها ماعليها وايد القران الكريم ذلك ان الطير والحيوان امم مثلنا لها طريقتها في الحياة ولها صلاتها وتسبيحها لكن ادراكنا يقف عاجزا عند هذه الحدود قادني هذا الحديث الى حكاية عشعشت براسي منذ سنوات وهذه الحكاية لها مايبررها وان اتت على لسان الحيوان فكتاب كليلة ودمنة يزخر ايضا بهذه الحكايات التي تشتمل على الحكم والنصائح.
نزح ذئب من البادية الى العمران واثناء بحثه عن وكر ياويه وجد ضالته عند احد الضباع الذي اعلمه انه على استعداد ان يقوم بتاجيره الوكر مقابل فريسة دسمة كل شهر على ان لا تكون الفريسة من الطير او من الحيوانات الصغيرة فاتفقا ان يقوم الذئب كل نهاية شهر بتقديم خروف الى الضبع
مرت سنوات وهما يعيشان بتفاهم تام رغم ان الضبع جشع ولا شيء يملا عينه والذئب يسايره ويقدم له المتفق عليه بيد ان الايام لم تمض على وتيرة واحده فاصبح الذئب يجد صعوبة في الحصول على خروف فكان كل شهرين او ثلاثة يقدم للضبع كبشا مقابل تاخره عن تقديم الخروف في موعده فراقت الفكرة للضبع ولم يعترض لكن الامور تعسرت مرة اخرى واصبح الذئب يعاني والضبع يترقب ويسال نفسه ماذا سيكون القادم فجاء الذئب بعجل حنيذ وقدمه للضبع فراق ذلك للضبع واستمر على هذه الوتيرة بيد ان الضبع اهتدى لوكر جديد وترك الذئب بهذا الوكر واستمر يتقاضى منه عجلا حنيذا بين الفينة والفينة فجاء خنزير بري وعرض على الضبع شراء الوكر القديم فوافق لكن معضلته وجود الذئب فاخذ يضايق الذئب بطرق شتى ناسيا جيرتهم ومتناسيا ان بينهما ملحا وعيشا ثم توجه الضبع الى النمر مشتكيا ووكل الثعلب ليقوم بالمرافعة في قضيته ولما كان الذئب طيب القلب وتعشعش بذهنه ايام الجيرة الطيبة فقد استبعد ان يقوم الضبع باي اجراء لكنه فوجىء بالثعلب وبايعاز من الضبع يستصدر مرسوما يلزم الذئب بتقديم ماعليه من خراف مستحقه وتسليم الوكر خاليا فخطر على بال الذئب قصيدة شعر بدوي حفظها اثناء تجواله في الصحراء
يالله يالمطلوب يا والي الأقدار
أنت الذي مدّات جودك لطيفه
يالله يالمعبود عاون هل الكار
تحل شطاتٍن عليهم كليفه
اللي مجالسهم بها بن وبهار
ونجرنٍ يصوّت للهشالا رجيفه
مكارمٍن للضيف أصيلات وكبار
ومفطحاتٍن في صحونٍ نظيفه
يا مزنتن غرا من الوسم مبكار
اللي جذبنا من بعيدٍن رفيــــفه
تومر على كل المفالي بالأمطار
تصبح به خدان قومي امريفه
غب الحيا فاحت بها ريح الأزهار
تخالف النـــــــوّار مثل القطيفه
ترعى بها قطعانّا سر وجهار
تقطف زهر مرباعها مع مصيفه
يبني عليها الشحم بنية اجدار
عقب الضعف راحت رجومٍن منيفه
قطعانّنا ما ترتع دمنـــــــة الدار
ترعى زماليق الفياض النظيفه
ترعى بها وضحاً من الذود معطار
غبوقة الخطّار عجلٍن عطيفه
ترعى بضف الله ثم جبران وجبار
خيالتن يوم المــــــلاقا عنيفه
إن سوهجوا عنها قليلين الأبصار
من دونها نروي السيوف الرهيفه
ماهي حكاية مسردٍن عقب ما نار
اللي نكس وأطراف رمحه نظيفه
(حنا كما مشخصٍن عن الصرف ما بار
بالوزن يرجح والمصاري خفيفه)
(حنا نرى في زلة الجار لو بار
تضحك حجاجه بالعلوم اللطيفه)
نرفى خماله رفية العش بالغار
ونودع له النفس القوية ضعيفه
ولا نبدي الخافي ليا صار ما صار
يفلج قصير البيت لو بان حيفه
ونكرم سبال الضيف حق وتعبّار
لامن ولد العفن شح برغيفه
(الجار لابد مقـــفي عن الجار
وكلٍن بجيرانه يعد الوصيفه
نبغي ليا من بدّل الدار بديار
وعقب البطا كلٍن تذكر وليفه
كلٍن تذكر ما جراله وما صار
وكلٍن تذكر ما جراله من عريفه
لابدها ترجع تواريخ وأذكار
وتبقى لدسمين الشوارب وظيفه
أحدٍن على جاره بختري ونوّار
وأحدنٍ على جاره صفاةٍ محيفه
الصبر مفتاح الفرج هو والأذكار
ومن لا صبر تصبح أحواله كسيفه
خطو الولد مثل البليهي لن ثار
يا زين حمله لن تمدرا زفيفه
يشدي هديب الشام حمّال الأخطار
زودن على حمله نقل حمل وليفه
وخطو الولد مثل النداوي ليا طار
حسّه على صيد الخلا له وحيفه
ترجي العشا في مخلبه وقعن وطيّار
صيده سمانن ولا يصيد الضعيفه
وخطو الولد ينبش على موتة النار
مع العرب يشبه لخطوى الهديفه
ليا بخصته ما سوى ربع دينار
صفرٍ على عوده تضبّه كتيفه
وخطو الولد يا مال قصّاف الأعمار
لا نافعٍن نفسه ولا منه خيفه
لم يقف الذئب عند هذا الحد بل قرر ان يعود لاحضان البادية تاركا الضبع يطارد الجيف في حاويات بعيده ينهب منها ويحمل الى وكره الجديد