صحيفة السوسنة الأردنية

انقطعت المياه عن قرى الحميمة والعسيلة ودبة حانوت في لواء القويرة منذ شهر تقريبا بسبب تعطل بئر المياه التي تزود تلك القرى في الوقت الذي تكفلت فيه شركة مياه العقبة بايصال المياه الى الاهالي بواسطة الصهاريج مرتين في الاسبوع الا انها ترفض ضخ المياه الى خزانات المياه فوق اسطح المنازل في حين ان حل هذه المشكلة من قبل الشركة يتطلب وقتا يتجاوز الشهرين التي تقتضيها مرحلة حفر بئر جديد .
وحال اهل تلك القرى الرابضة على بحر من المياه تحت رمالها في حوض الديسة ينطبق عليها ما قاله الشاعر:
الهجن في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
تلك المشكلة اصبحت معاناة كبيرة انعكست على كل ظروف الحياة المعيشية في لواء القويرة ... فبدون المياه تصبح الحياة عدما وصعبة للغاية ــ على حد قولهم ــ .
وكالة الانباء الاردنية/ بترا /تبنت معاناة المواطنين في اللواء ... والتقت عددا منهم ... فالمواطن عودة حمدان الموسه من اهالي الحميمة قال لبترا : ان تعطل بئر المياه لم يكن جديدا بل كان منذ وقت طويل وبشكل متكرر وطالما طالبنا الشركة وسلطة المياه بحل هذه المشكلة وفي كل مرة يتم تاجيلها الى ان وصل الحال الى ما هو عليه .
ويبدي استغرابه من سبب تاجيل وتاخير النظر في مشكلة المياه التي شكى منها الاهالي في تلك القرى منذ سنوات ولا من مجيب لشكواهم ... ولماذا لم تحل الشركة المشكلة من قبل ان تنضب مياه البئر بالكامل ولا تجد الشركة امامها من حل الا الصهاريج التي لم تزود خزانات منازل المواطنين بالمياه ؛ لرفض المسؤولين عن الصهاريج ؛ وبالتالي بقيت المشكلة كما هي !!
ويبدى المواطن//الموسه// دهشته مما يحدث لا سيما وان البراميل والجالونات التي يجمعها المواطنون لتعبئتها بالمياه لا تكفى ؛ اضافة الى عدم تمكن اغلب الاسر في اللواء من شراء المواعين اللازمة لتخزين المياه فيها .
المواطن محمد سليمان الحساسين من قرية العسيلة قال : ان اغلب الاسر لا تملك براميل للمياه وجالونات لحفظ المياه وحتى لو توفرت فهي غير صحية ولذلك لا بد من ضخ المياه الى الخزانات فوق اسطح المنازل لأنها الاستخدام الامثل .
ويتساءل المواطن سالم صالح من قرية دبة حانوت .. الى متى ستستمر هذه المشكلة ومتى تقوم الشركة بحلها جذريا بشكل واضح وبدون تسويف ؟؟ لقد طالبنا منذ سنوات مضت ان يتم تزويدنا بالمياه من حوض الديسة الغني بالمياه الجوفية ومن منطقة القويرة على وجه التحديد حيث لا تبعد عشرين كيلومترا عن ابعد القرى التي تتبع لبلدية القويرة الكبرى .
رئيس بلدية القويرة الكبرى حسن الجرامية قال ان أهالي تلك القرى قدموا قبل 15 يوما عريضة يشكون فيها من انقطاع المياه وطالبوا فيها بحل مشكلتهم القديمة الجديدة التي يعانون منها ؛ مشيرا الى ان قراهم كانت تتزود بالمياه من بئر ابو اللسن التي انخفض فيها منسوب المياه الى عشرين مترا في الساعة ؛ وكانت قدرتها سابقا سبعين مترا في الساعة ؛ مما سبب ازمة مياه عانى منها زهاء سبعة الاف مواطن تقريبا .
واشار الجرامية الى ان شركة مياه العقبة قامت فورا بتزويد الاهالي بالمياه بواسطة الصهاريج مرتين في الاسبوع وهذا لا يعتبر حلا جذريا ؛ معربا عن اعتقاده ان الحل الامثل يتمثل في تزويد تلك القرى بالمياه من منطقة القويرة التي تعتبر الاقرب الى تلك القرى من منطقة بئر ابو اللسن .
ولفت الجرامية الى ان الشركة تنوي حفر بئر بديلة في نفس منطقة ابو اللسن وهذا ليس حلا والافضل ان يتم حفر البئر في منطقة تتوسط تلك القرى وتكون قريبة من خط المياه القديم .
من جانبه قال نائب مدير عام شركة مياه العقبة المهندس جهاد الصقرات ان القرى الثلاث التي انقطعت عنها المياه منذ التاسع عشر من اذار الماضي تم تزويدها بالمياه بواسطة الصهاريج وايصالها الى منازل اكثر من 600 مشترك وبشكل دوري ولم يكن هناك اي نقص وكل منزل تصله المياه .
وعزا انقطاع المياه عن تلك القرى بسبب تدني منسوب المياه في البئر الذي يزود تلك القرى وذلك للنقص العام في الجيب المائي الذي تتغذى منه البئر بالمياه لقلة الامطار الموسم الاخير وهذا ينسحب على بقية الابار في منطقة ذلك الجيب .
واشار الصقرات الى انه نتيجة لهذا الظرف الطاريء لم تجد الشركة امامها من حل سريع الا استخدام الصهاريج لتزويد الاهالي بالمياه رغم ارتفاع كلفة ايصال المياه الى تلك القرى .
وبين ان الشركة تنوي حفر بئر جديدة في نفس المنطقة وقريبة من خط المياه الرئيسي وسيتم الانتهاء من ذلك خلال شهرين على أقصى حد .
كما ان تحديد مكان البئر الجديدة مرتبط بالدراسات الجيولوجية ؛ وسيتولى ذلك مختصون من قبل وزراة المياة لتحديد المكان الانسب لايصال المياه باسرع وقت .
ولفت الى ان الحل الامثل والمناسب لتزويد تلك القرى بالمياه هو ايصال خط مياه رئيسي من خط المياه على مثلث الراشدية الذي يتغذى من ابار الديسة والقويرة ولكن المسافة تبعد ما يقارب عشرين كيلو مترا عن تلك القرى وهذا يحتاج الى كلفة عالية تتجاوز المليوني دينار لايصال هذا الخط اضافة لمعدات محطات الضخ وغيرها من الامور الفنية التي يحتاجها تنفيذ المشروع الذي يتطلب تنفيذه ما يقارب العامين .(بترا)