كيف فقد" سرمد العراقي" عضوه الذكري .. !

mainThumb

15-06-2007 12:00 AM

سرمد هو بطل رواية" التشهي" الجديدة للكاتبة العراقية المقيمة في باريس عالية ممدوح,والرواية تصور مرحلة تتقاطع مع الازمنة والامكنة في حياة" سرمد" الذي فقد عضوه الذكري الذي ضمر تماما نتيجة السمنة الزائدة التي اصابته ومنعته من الحراك وتعكس الرواية من خلال القصور الجنسي لدى سرمد, العجز العراقي اليوم امام المحتل تماما كما كان بالامس امام الطاغية . يذهب سرمد الى باريس حيث يعمل صديقه الطبيب لاستعادة فحولته ولكن دون جدوى .و قبل ذلك وفي حياة سابقة كان سرمد يبدو في علاقته بالجنس وطريقة ممارسته له كمن يقوم بفعل انتقامي او تعويضي يغرق فيه ويظهر عبره مهارة فشل في ابتكارها في السياسة. واذا كانت احداث الرواية تدور في باريس فهي كثيرا ما تعود بالذاكرة الى العراق ولندن واماكن التشتت العراقي لترسم لوحة لما احاط بسيرة هذا الرجل.

ويمثل العراق في الرواية مكانا للحدث الاصلي الذي تتوالد منه بقية الاحداث وتتعاقب وتقوم الرواية في كل فصولها على زمن استعادي للعراق وامكنته واوقاته وخباياه وحياته وعلاقاته.

.غير ان صورة هذا العراق المستحضر وما يواكبها تتوارى وكانها انفرطت في الذاكرة لتلملم الكاتبة فتاتها تماما كما سعى سرمد المريض العراقي الى استعادة عضوه الذي بدا ان الامل في استعادته ضئيل للغاية. في عالم الكاتبة الروائي هنا ترتد كل الاحداث الى الخلف الى العراق ارض الطفولة والشباب التي قادت هذا الرجل لان يصبح ضعيفا ومنكسرا وفاشلا.

ويتوازى هذ الفشل مع مستوى استعاري للفشل السياسي القائم في البلاد وفي كل تلك الامكنة التي تبدو وكانها تضمحل وتخبو بعد خضوعها طويلا لارادة رجل المخابرات القادر على تحريك وتحويل كل شيء بجلد لا مثيل له. تحمل الرواية في طياتها وعبر شخصية سرمد الشيوعي السابق وشخصية الطبيب الصديق المعالج ملامح المرارة والاسى والخسارة وتختزل الوجود في الذاكرة التي يحض عليها المكان الجديد الابيض تماما داخل المستشفى الذي تتم فيه المعالجة. تقول عالية ممدوح "من قبل كان يقال انها مشكلة ان تكون يهوديا، اليوم هي كارثة ان تكون عراقيا، اعني ان تبقى عراقيا عاديا. كيف تلاحق بلدا بالكلمات والسرد والشخصيات وهو يحتضر ما بين قوة الاحتلال وبين الخراب والجرائم والميليشيات التكفيرية؟".

اما عن محركها الاساسي لهذا العمل فتقول ان "موضوع الجنس كجبروت سلطوي قد يؤسس للقتل بمعانيه المجازية والاجرائية والفعلية اثارني وما زال". وتضيف عالية "حاولت الاشتغال على شخصيات خربها الفساد والتدليس ما بين قوتين مهلكتين، الجنس والسياسة، من خلال رجل شيوعي ورجل مخابرات عراقي". ويلعب موضوع الجنس دورا كبيرا في تعرية المجتمع العراقي عند الكاتبة اضافة الى تعرية البشر وكشف ما يعتري النفوس لكن اللغة المستخدمة للرواية تحاول ان تكون حيادية معتادة وتاتي مجبولة بالسخرية السوداء. لكن العجز هنا لا يقتصر على الجانب الجنسي وانما يشمل العجز الشامل

اليوم امام المحتل تماما كما بالامس امام الطاغية وما يخفه ذلك من خراب لا يصيب الامكنة وحدها وانما ايضا النفوس "التشهي" صدرت حديثا عن دار الاداب في بيروت وهي العمل الروائي السابع للكاتبة التي سبق ان صدر لها مجموعتان قصصيتان وخمس روايات هي "ليلى والذئب" (1981) و"الولع" (1995) و"حبات النفتالين" و"الغلامة"(2000) و"المحبوبات" (2003).

وسرمد برمزيته يعيدنا الى غسان كنفاني في روايته الاولى" رجال في الشمس"حيث نتعرف على اهم شخصيات الرواية وهو" ابو الخيزران" العاجز جنسيا ,والى تلك الصرخة المدوية ..لماذا لم تدقوا الخزان ..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد