شنودة: بنديكت جرح المسيحيين .. وخسر المسلمين

mainThumb

16-07-2007 12:00 AM

انتقد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الوثيقة التي وقعها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، وتقول بأفضلية الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على غيرها من الكنائس، مشددا على أن بنديكت خسر المسيحيين‏،‏ بعد خسارته من قبل كل المسلمين.

وفي حوار نشرته جريدة "الأهرام" المصرية  السبت قال شنودة: "أنا عرفت بهذه الوثيقة‏،‏ وأنا في نيويورك في طريق عودتي للقاهرة (بعد رحلة علاج)‏‏،‏ وعرفت أن بابا الفاتيكان بنديكت اعتمدها في‏29‏ يونيو الماضي‏،‏ وشعرت بأن الرجل يكسب أعداء في كل مرة".

وأوضح البابا شنودة بقوله: "قبل أشهر خسر المسلمين جميعا‏،‏ ثم في هذه المرة خسر كثيرا من الطوائف المسيحية لأنه بدأ يخطئ في المسيحيين أنفسهم‏،‏ فعندما يقول إن البروتستانت والإنجليكانيين ليسوا كنائس وإنما مجرد‏ كميونتيز (جماعات) فهذا يجعل الإنجليكان لا يحبونه وهم تحت رئاسة كنيسة كانتربري ولهم فروع في أمريكا وأوروبا وإفريقيا ومناطق أخرى كثيرة‏،‏ والبروتستانت أيضا..‏ غالبية أمريكا بروتستانت".

وأبدى بطريرك الكرازة المرقسية دهشته مما وصفه بـ"التصريحات التي تسبب خسائر في مشاعر الناس"‏ متسائلاً: "لماذا يخسر كل هؤلاء؟".

وسبق لبنديكت أن أغضب المسلمين بعد أن ألقى محاضرة العام الماضي زعم فيها أن الإسلام دين عنف انتشر بحد السيف، ولا يدعو لاستخدام العقل.

انقسام كاثوليكي

وشدد شنودة على أن "بابا روما بنديكت يسير في طريق وباقي الكاثوليك يسيرون في طريق آخر في بعض الأفكار، بدليل وجود علاقات بين الكاثوليك والإنجليكان داخل روما‏،‏ والكاثوليك انضموا إلينا في مجلس كنائس الشرق الأوسط‏،‏ ويمثلون أسرة من أسرات مجلس كنائس الشرق الأوسط‏".

وتساءل شنودة: "لو كانت كنائس الشرق الأوسط الأرثوذكس والبروتستانت والإنجليكان ليست كنائس حسب وثيقة البابا‏،‏ فلماذا انضم الكاثوليك لهذا المجلس".

وألمح إلى أن ما جاء في هذه الوثيقة ليس جديدا على بنديكت بل "تكرار لوثيقة سابقة أصدرها سنة ‏2000‏ ميلادية حينما كان مسئولا عن لجنة التعليم والأديان‏" بالفاتيكان.‏

وتقول الوثيقة التي أقرها بابا الفاتيكان بأفضلية الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على غيرها من الكنائس، وتعتبرها "كنيسة المسيح الحقيقية" و"الطريق الحقيقي الوحيد للخلاص".

وتأتي تعليقات البابا شنودة عقب انتقادات حادة وجهها أقباط مصر للوثيقة معتبرين أنها تعيد المسحيين "لعصور الظلام"، بينما اعتبر مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك أنها تستهدف طقوس الكنيسة الغربية، ولا تطعن في إيمان أي كنيسة أخرى.

الشخصية الكاثوليكية

وعن أسباب إقرار مثل تلك الوثيقة أرجع بابا الإسكندرية ذلك لما أسماه "الاعتزاز بالشخصية الكاثوليكية.. كما لو كانوا هم المسيحيين الوحيدين في العالم كله".

ومضى يقول: "إن كانت الكنيسة الكاثوليكية تعتقد أنها الكنيسة الوحيدة، فلا داعي أن تجرح شعور الآخرين‏،‏ ونحن لسنا ضد اعتزاز الكاثوليك بكنيستهم‏،‏ لكن ليس معنى ذلك أن كل كنيسة لا تنضم إليهم هي ليست كنيسة‏".

واعتبر أن الوثيقة وصفت كنائس الأرثوذكس بالمعيبة أو تعاني من نقصان لأن هذه الكنائس "لا تؤمن برئاسة بابا الفاتيكان‏،‏ و(تعتبر أن) رئاسة بابا الفاتيكان لكل كنائس العالم لا تتفق مع تعاليم المسيح نفسه‏،‏ لأن تلاميذ المسيح تصارعوا بينهم وبين أنفسهم بسبب من يكون فيهم الأول".

وأوضح: "الكاثوليك يريدون أن يقولوا إن بطرس الرسول أحد تلاميذ المسيح هو رئيس الرسل‏،‏ وإن بطرس أسس كنيسة روما‏،‏ وبذلك تصبح روما رئيسة الكنائس‏،‏ والكتاب المقدس لا يقول إطلاقا إن بطرس أسس كنيسة روما‏"‏.

ورفض شنودة فكرة وجود دوافع سياسية وراء إقرار الوثيقة حيث قال: "إنه لا داعي لإقحام السياسة في ذلك الأمر" معتبرا أن "مردود تلك الظاهرة هو طبيعة الإنسان فبعض الأشخاص إذا اقتنعوا بفكرة يرون أن كل الأفكار الأخرى خاطئة فيهاجمون الأفكار الأخرى".

واستبعد بابا الإسكندرية إمكانية تقديم بنديكت اعتذرا عن توقيعه تلك الوثيقة قائلا: "هو لا يعتقد أنه أخطأ‏،‏ هو يعتقد أن هذه هي الحقيقة‏،‏ أما حكاية اعتذار فهي ليست أمرا يراه هو ممكنا‏،‏ فالشخص العادي ممكن يخطئ ويعتذر‏،‏ لكن بابا روما حسب عقيدتهم القديمة معصوم من الخطأ‏،‏ فكيف يخطئ‏،‏ ومعنى أن يعتذر أن يعترف بأن ما قاله خطأ‏،‏ هو لا يعتقد أنه أخطأ بل إن الكاثوليك قالوا قبلا إن الناس فهموه غلط‏" في إشارة ضمنية لتبرير البابا لكلام محاضرته التي أغضبت العالم الإسلامي من أنه فهم على نحو خطأ.‏



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد