تماما كما هو الحال بالنسبة للدول العربية "السنية" ،التي أشعلت فيها النيران على التوالي "تونس ، مصر ، سوريا ،ليبيا واليمن" بعد قيام الشاب التونسي محمد البوعزيزي بإحراق نفسه ، لشعوره بالعجز التام عن مقاومة نظام وكيل إسرائيل في تونس الهارب بن علي، وقد تم حرف الثورات العربية عن مساراتها من قبل يهود ممثلين بالفيلسوف اليهودي الفرنسي بيرنارد ليفي ، وعضو الكونجرس الأمريكي جون ماكين ، ومساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق جيفري فيلتمان ، كل ذلك بسبب عدم وجود معارضة عربية حقيقية تقود الحراك العربي.
بعد أن إشتعلت النيران في البدان العربية المذكورة ، ومواصلة إشتعال النيران في العراق ، ظهر علينا فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية"ISIS" الملقب بداعش ، وعاث قتلا وتقتيلا في المنطقة ، ولم يسلم من جرائمه حتى المسلمون ، وإنتهى المطاف به إلى التمكن في العراق وسوريا وليبيا ، وها نحن بإنتظار تقسيم العراق وسوريا بسبب داعش ، كما ورد في مخطط الشرق الأوسط الكبير الأمريكي ووثيقة كيفونيم الإسرائيلية ، وقد كرر مدير السي آي إيه الأمريكية بالأمس ، أنه لا يضمن عودة العراق وسوريا موحدين .
وللتذكير فقد حذرنا مسؤولو السي آي إيه سابقا ومنذ ظهر داعش ، من ظهور تنظيم إرهابي أشد فتكامن وإرهابا من داعش وإسمه خراسان ، ولهذا التنظيم الإرهابي الجديد قصة ، وهو أنه الجيل الثالث للقاعدة التي أسستها السي آي إيه ، وهو الذي سيخلف داعش الذي قررت أمريكا وضع نهاية له ، لأنه أعطى أكله ونجح في وضع كل من العراق وسوريا " الهلال الخصيب " على مذبح التقسيم ، وهذا هو الهدف .
بعد البحث والتمحيص تبين أن تنظيم خراسان المنبثق من تنظيم القاعدة الإرهابي ، وزعيمه الكويتي محسن الفضلي الذي كان مقربا من زعيم القاعدة أسامة بن لادن حسب تسريبات السي آي إيه ، سوف تناط به مهمة تفتيت إيران ، ولأنه سيكون بحاجة إلى دعم مالي ، فإنه وبحسب المخطط الأمريكي سيقوم بالسيطرة على الكويت لتشكل له بنكا مركزيا وبئر نفط .
وضع إيران هذه الأيام ، إثر توقيع الإتفاق النووي الإيراني مع الغرب وأمريكا وإستفحال الصراع السعودي – الإيراني ، بعد أن أيقنت السعودية أنها باتت خارج الحضن الأمريكي ، حرج جدا وهو على المحك داخليا ، خاصة وأننا بتنا نسمع يوميا عن مقتل جنرالات عسكريين إيرانيين كبار في سوريا ، وها نحن نشهد أجواء توتر سعودية –إيرانية ، تشبه تماما الأجواء التي سادت العراق وإيران قبل إندلاع الحرب العراقية – الإيرانية ، التي كانت زلزالا كبيرا راح ضحيته القضية الفلسطينية.
لا أحد ينكر أن العداء بين السعودية وبعض دول الخليج العربية وبينإيران ، قد إستفحل بعد الإتفاق النووي الإيراني ، وترجم الأمر إلى صراعات ومعارك طاحنة في سوريا واليمن ، وتصعيد في قضية الحج ، وهذا مؤشر قوي على أن الإنفجار قد إقترب ، خاصة وأن مستدمرة إسرائيل دخلت على الخط ، وهي هنا لا يهمها أن ترى دولة إسلامية او عربية تمتلك وسائل القوة والعيش ، أو ان ترى وفاقا وإتفاقا بين العرب والمسلمين .
المشهد الإيراني الداخلي ومنذ فترة ، يتسم بالتوتر على طريق الإنفجار ، وقد تذكر العرب أن الأحواز التي تسيطر عليها إيران منذ زمن ، عربية ، وبدأنا نلحظ العديد من الباحثين يصدرون الكتب والبحوث التي تؤكد عروبة الأحواز، كما أن الأحوازيين بدأوا يتلقون الدعم الخارجي للإنتفاض على الحكومة الإيرانية ، على طريق تثوير القوميات الإيرانية الأخرى ضد القومية الفارسية التي تحكم.
معروف أن الإيرانيين وبغض النظرعن خلافاتهم الداخلية ، يتوحدون دفاعا عن بلدهم في حال تعرضها لغزو خارجي ، ولهذا السبب جرى تخريج العراق في نهاية الحرب العراقية – الإيرانية بأنه هو المنتصر ، ليسهل غزوه بناء على المخطط الأمريكي الذي كشفه وزير خارجية امريكا " العزيز" هنري كيسنجر ، في الأيام الأولى للحرب العراقية –الإيرانية ، إبان مؤتمر صحفي له في فرانكفورت بألمانيا ، حين قال ردا على أحد الصحفيين الألمان "إن بلادي الولايات المتحدة الأمريكية ستتولى أمر الرابح في هذه الحرب".
لذلك فإن المخطط الذي يستهدف إيران ، يقضي بإشعال الحرائق داخليا ، وتفتيت إيران على غرار الدول العربية والإسلامية ، مثل الباكستان وتركياوبنغلادش واندونيسيا ، لأنه لا يجوز أن تكون هناك دولة عربية أو إسلامية ، في الإقليم الواسع " الشرق الأوسط" يتوقع منها ولو واحد بالمليون، أن تكون ندا لمستدمرة إسرائيل اليهودية ، التي ستعلن قريبا بموافقة عربية رسمية ، وحتى من قبل سلطة اوسلو وكيلة الإحتلال المندثرة قريبا ، لصالح المشروع الإسرائيلي القديم الذي يطلق عليه " الخيار الأردني " الذي يقضي بضم أشلاء من الضفة الفلسطينية إلى الأردن.
قريبا وبعد أن نشهد آخر مشهد لإخفاء داعش من المنطقة ، ووضعه طاقية خراسان على رأسه ، سنرى الحرائق تشتعل في إيران ، ليتطور الأمر كماهو مخطط إلى حرب أهلية يراد منها أن تفضي إلى تقسيم إيران .
كلمة لا بد منها وهي أن التحالف الأمريكي- السني ، الذي أنشء لتأسيس مستدمرة إسرائيل قد إنتهى ، وظهر بدلا منه التحالف الأمريكي – الشيعي لتثبيت مستدمرة إسرائيل اليهودية هذه المرة ، بمعنى أن الدخان السني قد جرى وقفه ،وسنرى لاحقا إخماد النار الشيعية المستعرة في المنطقة ، وعموما فإن مستدمرة إسرائيل الخزرية هي المستفيد الأول من غبائنا عربا ومسلمين .