طريق خراسان إلى إيران سالكة

mainThumb

14-09-2016 10:04 AM

تماما كما هو الحال بالنسبة للدول العربية "السنية" ،التي أشعلت فيها النيران على التوالي "تونس ، مصر ، سوريا ،ليبيا  واليمن" بعد قيام الشاب التونسي محمد البوعزيزي بإحراق نفسه ، لشعوره بالعجز التام عن مقاومة  نظام وكيل إسرائيل في تونس الهارب بن علي، وقد تم حرف الثورات العربية عن مساراتها من قبل يهود ممثلين  بالفيلسوف اليهودي الفرنسي بيرنارد ليفي ،  وعضو الكونجرس الأمريكي جون ماكين  ، ومساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق جيفري فيلتمان ، كل ذلك بسبب عدم وجود معارضة عربية حقيقية  تقود الحراك العربي.
 
بعد أن إشتعلت النيران في البدان العربية المذكورة ،  ومواصلة إشتعال النيران في العراق ، ظهر علينا فرع  خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية"ISIS" الملقب بداعش ، وعاث قتلا وتقتيلا في المنطقة  ، ولم يسلم من جرائمه حتى المسلمون  ، وإنتهى المطاف به إلى التمكن في العراق وسوريا وليبيا ، وها نحن بإنتظار تقسيم العراق وسوريا بسبب داعش ، كما ورد في مخطط الشرق الأوسط الكبير الأمريكي ووثيقة كيفونيم الإسرائيلية ، وقد كرر مدير السي آي إيه الأمريكية بالأمس ،  أنه لا يضمن عودة العراق وسوريا موحدين .
 
وللتذكير فقد حذرنا مسؤولو السي آي إيه سابقا ومنذ ظهر داعش ، من ظهور تنظيم إرهابي أشد فتكامن وإرهابا من داعش وإسمه خراسان ،  ولهذا التنظيم الإرهابي الجديد قصة  ، وهو أنه الجيل الثالث للقاعدة التي أسستها السي آي إيه  ، وهو الذي سيخلف داعش الذي قررت أمريكا  وضع نهاية له ،  لأنه  أعطى أكله ونجح في وضع كل من العراق وسوريا " الهلال الخصيب " على مذبح التقسيم ، وهذا هو الهدف .
 
بعد البحث والتمحيص تبين أن تنظيم خراسان  المنبثق من تنظيم القاعدة الإرهابي ، وزعيمه الكويتي محسن الفضلي الذي كان مقربا من  زعيم القاعدة أسامة بن لادن حسب تسريبات السي آي إيه  ، سوف تناط به مهمة تفتيت إيران ، ولأنه سيكون بحاجة إلى دعم مالي ،  فإنه وبحسب المخطط الأمريكي سيقوم بالسيطرة على الكويت لتشكل له بنكا مركزيا وبئر نفط .
 
وضع إيران هذه الأيام  ، إثر توقيع الإتفاق النووي الإيراني مع الغرب وأمريكا وإستفحال الصراع السعودي – الإيراني ، بعد أن  أيقنت السعودية أنها باتت خارج الحضن الأمريكي ، حرج جدا وهو على المحك  داخليا ، خاصة وأننا بتنا  نسمع يوميا عن مقتل جنرالات عسكريين إيرانيين  كبار في سوريا ، وها نحن نشهد أجواء توتر سعودية –إيرانية  ، تشبه تماما الأجواء التي سادت  العراق وإيران قبل إندلاع الحرب العراقية – الإيرانية  ، التي كانت زلزالا كبيرا  راح ضحيته القضية الفلسطينية.
لا أحد ينكر أن العداء بين السعودية وبعض دول الخليج العربية وبينإيران ،  قد إستفحل بعد الإتفاق النووي  الإيراني ، وترجم الأمر إلى صراعات  ومعارك طاحنة في سوريا واليمن ، وتصعيد في قضية الحج ، وهذا مؤشر قوي على أن الإنفجار  قد إقترب  ، خاصة وأن مستدمرة إسرائيل دخلت على الخط ، وهي هنا لا يهمها أن ترى دولة إسلامية او عربية تمتلك وسائل القوة والعيش ، أو ان ترى وفاقا وإتفاقا بين العرب والمسلمين .
 
المشهد الإيراني الداخلي ومنذ فترة ، يتسم بالتوتر على طريق الإنفجار ، وقد تذكر العرب أن الأحواز التي تسيطر عليها إيران منذ زمن ،  عربية ، وبدأنا نلحظ العديد من الباحثين يصدرون الكتب والبحوث التي تؤكد عروبة الأحواز، كما أن الأحوازيين  بدأوا يتلقون الدعم الخارجي للإنتفاض على الحكومة الإيرانية  ، على طريق تثوير القوميات الإيرانية الأخرى ضد القومية الفارسية التي تحكم.
 
معروف أن الإيرانيين وبغض النظرعن خلافاتهم الداخلية  ،  يتوحدون دفاعا عن بلدهم في حال تعرضها لغزو خارجي ، ولهذا السبب جرى  تخريج العراق في نهاية الحرب العراقية – الإيرانية بأنه هو المنتصر ، ليسهل  غزوه بناء على  المخطط الأمريكي الذي كشفه وزير خارجية امريكا " العزيز" هنري كيسنجر ،  في الأيام الأولى للحرب العراقية –الإيرانية  ، إبان مؤتمر صحفي له  في فرانكفورت بألمانيا ، حين قال ردا على أحد الصحفيين الألمان "إن بلادي الولايات المتحدة الأمريكية ستتولى أمر الرابح في هذه الحرب".
 
لذلك فإن المخطط الذي يستهدف إيران ، يقضي بإشعال الحرائق داخليا ، وتفتيت إيران على غرار الدول العربية  والإسلامية ، مثل الباكستان وتركياوبنغلادش واندونيسيا ، لأنه لا يجوز أن تكون هناك دولة عربية أو إسلامية  ،  في الإقليم الواسع " الشرق الأوسط" يتوقع منها ولو واحد بالمليون، أن تكون ندا لمستدمرة إسرائيل اليهودية  ، التي ستعلن قريبا بموافقة عربية رسمية  ، وحتى من قبل سلطة اوسلو وكيلة الإحتلال المندثرة قريبا  ،  لصالح المشروع الإسرائيلي القديم الذي يطلق عليه " الخيار الأردني " الذي يقضي بضم أشلاء من الضفة الفلسطينية إلى الأردن.
 
قريبا وبعد أن نشهد آخر مشهد لإخفاء داعش من المنطقة ، ووضعه طاقية خراسان على رأسه ، سنرى الحرائق تشتعل في إيران ، ليتطور الأمر كماهو مخطط إلى حرب أهلية  يراد منها أن تفضي إلى تقسيم إيران .
كلمة لا بد منها وهي أن التحالف الأمريكي- السني  ، الذي أنشء لتأسيس مستدمرة إسرائيل قد إنتهى ، وظهر بدلا منه التحالف الأمريكي – الشيعي لتثبيت مستدمرة إسرائيل اليهودية هذه المرة ، بمعنى أن الدخان السني قد جرى  وقفه  ،وسنرى لاحقا إخماد النار الشيعية المستعرة في المنطقة ، وعموما فإن مستدمرة إسرائيل الخزرية هي المستفيد الأول من غبائنا عربا ومسلمين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد