مع الاحتلال الاميركي للعراق وتدميره، وإعدام رئيسه صدام حسين، انهار جدار البوابة الشرقية للامة ، ونسل الايرانيون الى المناطق العربية من كل حدب ، ناشرين القتل والدمار في العراق وسوريا واليمن..!.
نشوة النصر الوهمي الذي حققته إيران الشيعية في العراق وامتد لبلدان اخرى بأيد أميركية استعمارية وتمويل عربي غير مفهوم، لم يظهر منه الا القتل والدمار والخراب وبث روح الكراهية ، وكأنها عملية انتقام من ثأر قديم وحقد دفين لم تغسله عشرات او مئات السنين...
لم نشاهد عملاً خيرياً أو تنموياً حقيقياً من التوسع الايراني، الا هدفه بث الكراهية والطائفية والفرقة في صفوف المسلمين ونشر المذهب الجعفري، فهم ينشرون مذهبهم في أقطار العالم الاسلامي بوتيرة متسارعة تحت مسميات مختلفة، وكأنه دين جديد ظهر للتو، خاصة بعد شعورهم بالنصر وكأنه نصر الفتوحات، مما أصابهم بجنون العظّمة.. !!.
أنشأت إيران جامعة المصطفى المنبثقة عن المركز العالمي للعلوم الإسلامية التابع لمكتب المرشد الأعلى، للتبشير بالمذهب الشيعي ونشر التشيع في العالم الاسلامي ،لايجاد بؤر شيعية تتبع لولاية الفقيه المطلقة وتحريكها سياسياً كورقة ضغط ونفوذ لها في الدول الاسلامية، فالمسألة في نهاية المطافة سياسية مصلحية أكثر منها دينية.
وفرت إيران الأموال والكادر التعليمي والتبشيري لتلك الجامعة واستقطبت الاف الطلبة من العالم الاسلامي، ووفرت لهم المسكن والمال، بل زوجتهم بنسائها،وحولتهم بالاغراءات الى المذهب الجعفري تعزيزا لنفوذها السياسي عبر الدين في العالم.
يقول مسؤول عراقي كبير عمل في عهد نظام صدام حسين،وعاش في عمان لفترة من الوقت، أن «الايرانيين يعملون بسياسة مبرمجة غير متسرعة، ويدخلون البلاد الاسلامية من خلال مشاريع ظاهرها اقتصادي باطنها تبشيري»، وفي حديث مطول معه، حذر الاردن من مخاطر المشاريع الايرانية لا سيما التي يقوم عليها عراقيون شيعة يكنون الولاء المطلق لولاية الفقية، مضيفاً « انا ارى ما يحدث ويحزنني ان السلطة غير منتبهة، انا اعرفهم جيدا واعلم كيف يخططون ويفكرون «.. !.
وفي جلسة مطولة مع وزير شؤون الاعلام والثقافة الصومالي محمود عبدي حسن، أبلغني أن ايران دخلت بلاده عبر مشاريع اغاثية وتعليمية، وأسست المدارس والمعاهد، وقال :» لاحظنا في الحكومة الصومالية المخطط الايراني في نشر التشيع عبر المساعدات والتعليم في صفوف الشباب الصومالي»، مؤكدا ان حكومة بلاده قد «احبطت بتوفيق من الله هذا المخطط وطردت السفير الايراني واغلقت السفارة،ومؤسسات ايرانية أبرزها مؤسسة الخميني للإغاثة والهلال الأحمر الإيراني».
وفي اليمن، حيث تحول الحوثيين من الزيدية–أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة–الى الجعفرية وبدأوا يمارسون طقوس الشيعة الجعفرية الايرانية، بدعم واضح من طهران خلال السنوات الماضية، وعندما ارتأت ايران ان الظروف مواتية حرّكتهم ضد الشعب اليمني لينقبلوا على الشرعية ويدمروا البلاد ويعيثوا بها الفساد ، وبهذا الصدد يقول دبلوماسي يمني في لقاء معه أن :»الحوثيين وبدعم إيراني واضح يمارسون الارهاب، ويعلمون الاطفال على صناعة الاحزمة الناسفة والقنابل من خلال نشر فيديوهات على الانترنت بعناوين « كيف تصنع حزاما ناسفا ؟!ً»، مؤكدا ان ميلشيا الحوثي تنظيم ارهابي، لا يختلف عن عصابة داعش الارهابية، بل ميلشيا الحوثي اشد فتكاً كونها مدعومة من دولة ذات موارد نفطية..!.
وفي نيجيريا، قال الدبلوماسي اليمني الذي يعمل في افريقيا ان :» اتباع ايران وصل الى ملايين الاشخاص هناك «، منتقدا تقصير الدول العربية في هذا الشأن وترك الساحة مفتوحة للايرانيين، فيما قلل مسؤول خليجي من هذا الرقم وقال لي انهم «لا يتعدون الالاف».
نيجيريا، يسكنها أغلبيبة مسلمة سنية على المذهب المالكي، بدا المذهب الشيعي فيها بالانتشار منذ عام 1980 على يد ابراهيم الزكزاكي، الذي هاجمته السلطات هناك بمعقله هو واتباعه بعد ان هاجموا قوات الجيش محاولين اغتيال قائده العام الماضي، وهذا مثال واضح على اثارة البلبة والفتن في البلاد الاسلامية من خلال تلك البؤر الناشئة والموالية لولاية الفقيه.. !!.
وفي سوريا والعراق، حدث ولا حرج، فهي ساحة خلفية لاثارة الفتن والقلاقل التي تزهق أرواح الابرياء يوميا بدم بارد،وفي هذا الصدد ابلغني مسؤول عربي رفيع المستوى ان :» ايران مهما عملت في العراق لن تنجح، فالعراقيون شعب صاحب أنفة لن يقبل التبعية لايران سواء كانوا شيعة ام سنة، وسيلفظون ايران عاجلا ام اجلا «.
جميع من تحدث معي في هذا الصدد، أجمع على أن ما تشعر به ايران هو «وهم» وعليها الادراك ان دين الاسلام، جاء بنشر مبادئ الرحمة والتسامح بين الناس، لا اثارة القتل والفتن، وفي نهاية المطاف ستدرك الشعوب هذه الحقيقة، وستنبذ هذه السياسة المبنية على المصالح الاقتصادية والنفوذ السياسي من خلال الدين.الراي