روسيا .. الشريك الإستراتيجي لإسرائيل في المنطقة

mainThumb

13-08-2016 09:47 PM

من المتعارف عليه أن منطقة الشرق  الأوسط ،  عبارة عن رمال متحركة  في‎ ‎ما ‏يتعلق بأوضاعها وتحالفاتها  ، فمستدمرة إسرائيل على سبيل المثال  تحالفت  منذ ‏نشأتها  على هيئة عصابات مسلحة إرهابية أبرزها  شتيرن والهاغاناة  ، مع ‏إمبراطورية بريطانيا العظمى ، التي لم تغب عنها الشمس ‏‎ ‎آنذاك ، وبعد أن  قويت ‏شوكة  تلك العصابات الإرهابية ، وقامت بالتشبيك مع قوى  إقليمية بعينها  ، ‏طردت  القوات البريطانية  من فلسطين ، وصنفتها على انها قوات إحتلال  يجب ‏إخراجها من فلسطين ،  وشنت عليها  إرهابا فظيعا تمثل  بقطع رؤوس الجنود ‏البريطانيين وتعليقهم على  الأشجار وأعمدة الكهرباء في الشوارع والطرقات العامة  ‏، ونسفت  المعسكرات  البريطانية بعد نهبها  ، إضافة إلى نسف فندق  الملك داوود ‏الذي كان يؤوي القيادة البريطانية  ، كل ذلك بطبيعة الحال  حقدا على بريطانيا ‏التي إستثنت "شرق الأردن "  من وعد بلفور.‏
 
بعد قيام  مستدمرة إسرائيل بمباركة وموافقة إقليمية  ، دخلت  هذه المستدمرة ‏الإرهابية في تحالف جديد مع  الولايات المتحدة الأمريكية التي تضم 51 ولاية ‏أمريكية  ، وبات معروفا  أن هذه المستدمرة باتت هي الولاية  رقم 52 في الإتحاد ‏الفيدرالي الأمريكي ، بسبب عدم إلتفات الشعب الأمريكي لرسالة رئيسه الأسبق  ‏بنجامين روزفلت  ، الذي حذر فيها من أن الشعب الأمريكي سيتحول إلى  عبيد ‏لليهود في حال  إعطاء اليهود كل ما يطلبون  وغض النظر عن ممارساتهم ‏الإفسادية.‏
 
تبلور هذا التحالف  إلى حالة تبني كامل  لهذه المستدمرة من قبل أمريكا التي  ‏وقعت  بالكامل تحت السيطرة  الصهيوينة  بفعل اللوبيات اليهو – صهيوينية  ،  ‏وفي مقدمتها "الإيباك" و"ميمري" ، وأصبحت هذه المستدمرة ترتكب الإرهاب ‏بإسم  امريكا  ، ولم نجد المسؤولين الأمريكيين  يشعرون بالحرج من  الإنتماء ‏لمستدمرة إسرائيل والتفاني لتحقيق مصالحها وتفضيل ذلك على المصالح الأمريكية ‏الوطنية ، لأنهم أدركوا  أن سر المجد في بلادهم  أصبح يكمن  في مدى التهافت  ‏والإرتماء في احضاء مستدمرة إسرائيل ، وقد مثلت اليهو- صهيونية السوسة  ‏الخطيرة التي نخرت العظم الأمريكي   ، وخاصة بعد توريطها  في ملاحم إرهابية ‏أربع بدأ ت بجريمة  إنهيار البرجين وتوابعها  في 11 سبتمبر 2001 ،  وغزو ‏وإحتلال كل من أفغانستان  والعراق ، وتوريط أمريكا في حرب وهمية  أطلق ‏عليها الحرب ضد الإرهاب ، ما شكل نزفا  ماديا ومعنويا  لأمريكا  ،  التي ‏أصبحت  دولة نامية لولا الدعم الصيني لها ، الناجم عن   قناعة الصين بعدم ‏قدرتها على  حكم العالم بمفردها ، ولهذا فإنها  تستمر في إقراض أمريكا  وعدم ‏المطالبة بديونها ، لأنها تعلم علم اليقين  أنها لو فعلت ذلك  ، لتسببت في إنهيار ‏أمريكا.‏
 
هذه الأيام  وتحديدا منذ أن  قام  قيصر روسيا   الإمبراطور بوتين بالتدخل ‏العسكري المسلح في سوريا في شهر أيلول /سبتمبر الماضي  ، ظهر أمامنا  ‏تحالف   خطير قوي من نوع آخر ، وهو أن مستدمرة إسرائيل  تحولت من القوى ‏الإستدمارية الغربية المتمثلة في بريطانيا وأمريكا ،  إلى القوة الإستدمارية الشرقية ‏الجديدة التي كانت محسوبة على قوى التحرر العالمية  ، وكانت حليفا  للشعوب ‏المقهورة ، وقد تحولت  بدعمها  اللامشروع  لنظام  بشار"..." ، ضد الشعب ‏السوري الذي توزع بين الموت  إعتقالا في معسكرات بشار"..." أو الموت  قتلا ‏وحرقا  بفعل البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات بشار التي يقودها  طيارون ‏مرتزقة  من صربيا  وغيرها ، أو بين الموت  خنقا بالغاز أو الموت حرقا بقابل ‏الطائرات الروسية ، أو التشرد والإذلال في معسكرات ومخيمات  اللجوء والشتات ‏في دول الجوار أو أوروبا.‏
 
بعد هذا التحالف  الجديد بين  روسيا ومستدمرة إسرائيل  ، تحول إتجاه الصراع  ‏إلى مسار آخر ، وتأكد لنا  ما كان يتداول  ومفاده أن  أمريكا  ستغادر الشرق ‏الأوسط إلى جنوب شرق آسيا ، لمواجهة الصين وروسيا وماليزيا والهند  ، وهذا ‏ما يفسر النزاعات التي بدأ ت تبرز في ذلك الإقليم بين  دوله ، من أجل تبرير  ‏إنتقال أمريكا إلى هناك ، وليس بعيدا  أن  نسمع يوما  أن  الطائرات الأمريكية  قد ‏غادرت وإلى الأبد قاعدة  أنجرليك التركية  الإستراتيجة ، ولا أستبعد أن ذلك ‏سيظهر كإحدى تداعيات  الإنقلاب التركي الفاشل مؤخرا.‏
 
لم يعد سرا  التشبيك بين مستدمرة إسرائيل  وروسيا  ، وقد كان التدخل الروسي ‏المسلح في سوريا  بموافقة أمريكية ومباركة  إسرائيلية  ، ظهرت بوادر ذلك في ‏شقه الإسرائيلي على وجه الخصوص ، أثناء زيارة نتنياهو إلى موسكو قبل التدخل ‏الروسي بيوم واحد ، وكان  رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل شفافا في طرحه وهو ‏أن  مصالح إسرائيل ستكون في  الحفظ والصون ، والغريب في الأمر أنه صافح ‏بوتين وهو جالس وهذه قمة العنجهية والتعنت   ، أن يصافح ضيف مضيفه وهو في ‏بيته  وهو جالس ، وهذه رسالة واضحة تدل على  أجندة الضيف .‏
 
لم  يتوقف الأمر على ذلك فقط ، بل تعداه إلى  التنسيفق العسكري المشترك على ‏أرض الواقع بين  روسيا وإسرائيل بحجة منع الإشتباك المسلح بين طائرات روسيا ‏ومستدمرة غسرائيل .‏
بقي القول أن ما يجري بين روسيا وإسرائيل  ليس تنسيقا  طارئا ، بل هو تشابك ‏مصالح إرتقى إلى  حلف إستراتيجي  ولا عزاء  للعرب.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد