البحث عن شركاء

mainThumb

23-09-2009 12:00 AM

على ذمة وسائل الإعلام ، فإن مجموعة من الألمان يضعون صورهم ومعلومات مفصلة عنهم تصل حتى نمرة الحذاء ، ويعلنون عن استعدادهم للقيام بالمظاهرات مقابل أجر. نعم ، يحملون شعاراتك ، يهتفون ، يحملون أحدهم على الأكتاف ، وربما يشتبكون مع الشرطة... مقابل أجر يصل إلى 150 يورو على الرأس في كل مظاهرة،،.

أنه مشروع ناجح يا جماعة الخير ، من يشاركني في إنشاء شركة مسجلة في وزارة الصناعة والتجارة والموافقة ، كل ما علينا استئجار مكتب والإعلان عن فرص عمل للطموحين من مختلف الأعمار ، إذ ينبغي ان يشترك الشيوخ والشباب والنساء والأطفال حتى تظهر المظاهرة بشكل لائق وحقيقي أمام الفضائيات.

طبعا لا داعي للتفرغ ، وكل ما على المشترك في برنامجنا هو الحصول على إجازة أو مغادرة من موقع عمله لمدة ساعتين ، والقدوم إلى المكتب لاستلام الشعارات والهتافات والانطلاق إلى موقع المظاهرة الذي هو في العادة مجمع النقابات المهنية أو أمام مبنى مجلس الأمة أو ساحة الجامع الحسيني الكبير. لكن يمكن نقل هذه المظاهرات الى القرى والبوادي الأردنية.

اذ ليس من الجيد ان يدخل ابناؤنا في القرى والارياف في مواجهات مع شرطتنا ، فالجرح في الكف ، لكننا في ذات الوقت لا نستطيع ان نقف مكتوفي الأيدي بينما ابناؤنا في القرى يتظاهرون خلال فورة الدم. لذلك فان استئجار المتظاهرين المرتزقة هو حل ممتاز يرضي الأطراف الثلاثة.

للعلم ، أنا شاطر في تأليف الشعارات والهتافات الموزونة وقد شاركت في الثمانينيات في كتابة الكثير من الهتافات للمظاهرات التي كان يقوم بها أو يقودها طلبة الجامعة الأردنية ، ولا يزال صديقي عامر الجابر يحتفظ بمعظمها بخط اليد ، وربما ينتظر وفاتي لنشرها في كتاب مطنطن يعوض فيه عن خسائرة في البورصة (لكني اعتقد انه سيزيد خسائره ألف دينار أخرى).

أكثر من مرة دعتني الصديقة الأستاذة زينة كرادشة للمشاركة في مظاهرات تنطلق من أمام مجمع النقابات ، وكنا لا نجد هناك أكثر من عشرين شخصا وبعض الفضائيات ، فنعود مخذولين لأن المظاهرة تحولت إلى مؤتمر صحفي لبعض الثرثارين ، ونلوم زينة التي ما عادت تزعجنا برسائلها النصية ولا مكالماتها المنفعلة. لذلك أدعوها فورا إلى مشاركتي في إنشاء (شركة المتظاهرين الأحرار).

هكذا يستطيع الحزب الشيوعي مثلا ، ان ينطلق بمظاهرة عرمرمية أكبر من أي مظاهرة لحزب جبهة العمل ، مقابل بضعة الاف (سعر المظاهرة عندنا ارخص بكثير من ألمانيا) ، فهو أولا يتخلص من فائض القيمة ويحافظ على طهارته الثورية ، وهو ثانيا يجعل راياته ترفرف في سماء الوطن دون ان تلتهب حناجر اعضائه وعضواته ، او يتعرضون للحنتش بنتش ، طبعا المتظاهرون المرتزقة مؤمنون شامل.. صحيا وضد الغير وهناك اعادة تأمين واعادة اعادة التأمين.. ويمكن ان ندفع لهم اكثر في المشاجرات الجماعية بعد اعطائهم دورات عسكرية في (لهد) الشباري و(فنع وصهد) القناوي.

بالمناسبة ، أستطيع (مط) هذا المقال ليكون أطول من مظاهرة ، لكني مشغول في البحث عن شركاء لتنفيذ الفكرة.. فالزبائن ينتظرون على أحرّ من الشطة.الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد