راجعت صباح السبت 30 نيسان مستشفى اليرموك بلواء بني كنانة، فكنت واحدا من الذين يعانون جراء مراجعة هذا المستشفى، وشاهدا على معاناة الآخرين، هذه المعاناة التي تبدأ من لحظة الوقوف أمام موظفة السجل الطبي، ولا تنتهي إلا بمغادرة المستشفى. فيتحول هم المريض وسعيه إلى مغادرة المستشفى، سواء حصل على الخدمة الطبية أم لم يحصل عليها .
واستطيع من خلال ما شاهدته في ذلك اليوم العصيب أن الخص معاناة مراجعي المستشفى والتي قد تزيد أو تقل من يوم لآخر ومن هذه المشاهدات التي ألقت بها إدارة المستشفى على نظام الحوسبة (حكيم) ما يلي :-
1- عندما تتم عملية التسجيل لدى السجل الطبي يحصل المريض على ورقة لمراجعة العيادة المختصة، تحمل هذه الورقة دورا معينا، لكن هذا الدور يكون على جميع العيادات وليس للعيادة التي يرغب المريض بمراجعتها، فقد حصل أحد المرضى على رقم دور(12) في السجل الطبي أي أن كل من سبقه للتسجيل على مستوى المستشفى اقل من (12)، وعند ذهابه إلى عيادة العظام كان دوره (24) والسؤال لمن تم حجز الأرقام الـ 23 السابقة، عندما سألنا مساعد مدير المستشفى قال قد تكون محجوزة للمراجعين من القسم لكن والقول له لا يمكن أن يتم حجز كل هذه الأرقام لمراجعي القسم فهم لا يتجاوزون ثلاثة إلى خمس مراجعين بأي حال .
2- عندما تحصل على ورقة الدور من السجل والمسجل عليها اسم العيادة، فأن دورك لا يظهر على جهاز الحاسوب لدى الطبيب المعني أو الممرضة التي تعمل مع الطبيب.
3- بعض عيادات المستشفى تغطى من قبل الأطباء المقيمين فهي تفتقر إلى الأخصائيين.
4- في ذلك اليوم صادف عدم وجود اختصاصي باطني ما اضطر إدارة المستشفى للاعتذار للمراجعين وإلغاء المواعيد طالبين من المرضى الذين يرغبون بالعلاج مراجعة المستشفى في يوم آخر، واستمرت هذه المشكلة حتى استعان المستشفى الساعة 12 ظهرا بطبيب مقيم سنة ثانية من مستشفى الأميرة بسمة .
5- أكثر المشاكل تظهر في عيادة العظام فعدد مراجعيها تجاوز في ذلك اليوم الستين مراجعا، مع ملاحظة أن أكثر من نصفهم يراجع الطبيب مرتين في الأولى يتم تحويله إلى قسم التصوير، وفي الثانية يتم بعد خروج الصور وتحويلها للطبيب وهنا نستطيع مضاعفة عدد مراجعي عيادة العظام التي لم يكن فيها غير طبيب مقيم واحد ولا يوجد فيها أخصائي عظام.
6- من أسوأ ما رأيته تدخل موظفي أمن المستشفى بالدور والتوسط للمرضى، وكذلك توسط اغلب كادر المستشفى بما فيهم الممرضون والممرضات والإداريون، إضافة إلى معارف الأطباء وكل هؤلاء يعتدون على دورك دون رادع أو رقيب، وعندما تشكوهم لإدارة المستشفى تنتصر لهم، فجميعهم زملاء وأبناء وأقارب زملاء .
7- أما الأشد سوءا فهو المناداة على أكثر من مريض للدخول للعيادة، لدرجة أن خمس حالات مرضية كانت تجلس في بعض العيادات، فلا يحصل المريض على خصوصيته، ولماذا الخصوصية والطبيب لم يسألني غير سؤال واحد أين مكان الألم، ليقول لي بعدها اذهب إلى قسم الأشعة.
حملت مشاهداتي وذهبت إلى إدارة المستشفى، فكان مكتب المدير مكتظا بمساعديه وبعض الأطباء وبعض رؤساء الأقسام، فانتظرت ساعات حتى ينتهي الاجتماع الذي طال حتى الظهيرة، معتقدا أن اجتماعا منعقدا لإدارة المستشفى ، فقررت الدخول لأجد أنها جلسة دردشة يحتسون فيها الشاي والقهوة والسجائر، رغم اللوحات الإرشادية التي امتلأت بها جدران الممرات المؤدية لمكاتبهم، عن منع التدخين ومضاره، وعقوبة من يدخن في الأماكن العامة، ورؤية المستشفى ورسالته والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى، وتبسيط الإجراءات والوصول بالمستشفى إلى مراكز متقدمه .
تركتهم وخرجت، وقلت إذا كان هذا حال الإدارة فلمن يشكي المواطن والمريض، ثم عدت مرة أخرى، ونقلت تلك المشاهدات للإدارة التي علمت بعدم وجود أخصائي باطني من الوزارة بعد شكوى من احد المرضى، ليستعين المستشفى بمقيم سنة ثانية باطني من مستشفى الأميرة بسمة، وكان ذلك في الظهيرة، كما تفاجأت أدارة المستشفى بما نقلته من ملاحظات، وكيف لها أن تعرف دون أن تفض تلك الجلسات، وتخرج من مكاتبها، وتجول بين الأقسام والعيادات والمرضى وتستمع لهم.