الرئيس الأسد في رسالة جديدة !

mainThumb

18-04-2016 09:17 PM

بات من الواضح أن الغرب وحلفاؤه إرتكب حماقة كبيرة، وأوقع نفسه في دوّامة لن تنتهي بسهولة، فالرئيس ‏الأمريكي أوباما هو من بدأ الحرب على سورية بيده، لكن لا يمكن أن ينهيها بيده، فلم يعد يبحث عن "صورة ‏إنتصار" في الحرب على سورية، وإنما عن "صورة خروج"، تسمح له أن يدعي أمام الجمهور الأمريكي بأنه ‏إنتصر، فالحرب أظهرت مدى قوة الجيش السوري وقدرته على ضرب وزعزعة أمن ما تسمى بإسرائيل، كما ‏أظهرت إلتفاف الشعب خلف قيادته التي فاجأت الجميع وأربكت الأعداء، وإنطلاقاً من ذلك غيّر أبطال سورية كل ‏المعادلات، وضربوا أروع الأمثلة في الصمود وأثبتوا أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، والسباق نحو الشهادة، ‏أقوى من داعش وأخواته.‏
 
وجه الرئيس الأسد خلال إستقباله وفداً برلمانيّاً روسيّاً في دمشق قبل عدة أيام رسائل قوية في غاية الأهمية, ‏تحمل فى طياتها الكثير من الدلائل دقت ناقوس الخطر في المنطقة، إذ صرح على أن المنطقة بشكل عام، والحالة ‏السورية بشكل خاص تعتبر من المناطق الأكثر عرضة لمخاطر الإرهاب، مؤكداً موقفه الرافض لفدرلة سورية، ‏ومعتبراً أنّ النظام الفدرالي سيدمّر البلاد والمنطقة بـأكملها، كما أن الساحة العربية والإسلامية واحدة والإرهاب ‏الذي يضرب في كل مكان هو واحد، الأمر الذي يتطلب توحيد كل الجهود المخلصة والصادقة لمكافحته ووقف ‏تفشي هذه الظاهرة الخطيرة على شعوب المنطقة والعالم، كما رأى الرئيس الأسد أن استمرار دعم الإرهاب يشكل ‏عائقا كبيراً في وجه أي عمل سياسي حقيقي في سورية، وأضاف ان "ما يقوم به الإرهابيون في سورية هو أخطر ‏بكثير مما تقوم به إسرائيل من أجل دعمهم"، وتابع قائلاً:  "لا بد أن نتعامل مع مشكلة عملاء إسرائيل على حدودنا ‏قبل التعامل مع ما يليها من الناحية السياسية"، مؤكداً ان مواجهة إسرائيل تتطلب أولاً مواجهة أدواتها داخل ‏سورية، واعتبر الأسد أن "الأمل بالنصر لدى المواطنين السوريين هو الحافز لمواجهة الإرهابيي"، مستغرباً في ‏نفس الوقت كيف لتلك الدول التي دعمت الإرهاب أن تكافحه، متهماً تعامل الغرب مع الإرهاب بأنه مازال يتسم ‏بالنفاق من خلال مواصلة الغرب إزدواجيته في المعايير.‏
في الإتجاه الآخر تخوض القوات السورية معارك على جبهات عدة ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة على حد ‏سواء في محافظة حلب في الشمال، كما تمكن الجيش السوري مدعوماً بالقوات الحليفة وبتغطية جوية روسية ‏بدخول حي صلاح الدين بمدينة حلب وسيطر على عدة نقاط داخل الحي بعد عملية تسلل ناجحة تخللها اشتباكات ‏مع المجموعات المسلحة أسفرت عن مقتل المئات‎ ‎من عناصرها وجرح آخرين منهم وذلك في رد الجيش السوري ‏بقوة على خرق الإرهابيين المسلحين للهدنة بحلب، ?ما إستعادت الوحدات العس?ریة جبل القلیعة وبرج العطشانة ‏شرق خناصر بـ ١٥ ?م بریف حلب الجنوبي وبذلك أبعدوا خطر داعش عن طریق حلب خناصر الذی أعید فتحه ‏بعد انتهاء الإشتبا?ات فی محیطه، كما أحرز الجيش السوري تقدماً كبيراً وقام بتأمين مطار السين وسيطر على ‏استراحة الصفا ومثلث تدمر - بغداد - الاردن في القلمون الشرقي بريف دمشق
 
مجملاً... لقد راهنت القوى المتطرفة والتنظيمات المسلحة على أمريكا وحلفاؤها من العرب وخسروا رهانهم الكبير ‏بعد فقدانهم التعاطف الشعبي وإرتكابهم المجازر بحق المواطنين، وراهنت الإدارة الأمريكية على المليشيات ‏والجماعات المتطرفة فخسروا جوادهم الذي بدا أنه غير قادر على كسب السباق مع الملايين التي خرجت ترفض ‏إستمرار وجودهم في سورية، لذلك فإن تقدم الجيش السوري وحلفاؤه في مختلف المناطق السورية، شكّل ضربة ‏قوية للدور الغربي والإسرائيلي في سورية، فهذه المعركة حاسمة بالنسبة للمنطقة بأسرها، بدليل توحّد محور ‏المقاومة في جبهة واحدة، وإنطلاقاً ومن هنا يجب على واشنطن وإسرائيل وحلفاؤهم إعادة النظرة في الرهانات ‏السياسية الخاطئة التي يتبعونها.‏
 
في إطار ذلك يمكنني القول، إنهم واهمون بأن يفكروا ولو لحظة من الوقت بأن بإمكانهم الإنتصار على إرادة ‏الشعب السوري وجيشه، وواهمون من يحلمون بإستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية، وواهمون من ‏يمارسون مهنة خفافيش الظلام أن يطول ليلهم،  فالنور لابد من أن يقهر الظلام، فسورية اليوم بمعادلة جيشها قوية ‏وعزيزة وتحمل جراحها لتصنع الإنتصار التاريخي، فمحور المقاومة اليوم يخوض معركة الأمة العربية، ‏ويتحتم على الجميع الوقوف الى جانبه، والجيش السوري بكل فئاته القتالية وبالحاضن الشعبي تزداد تقدماً الى ‏الأمام ويلقن العدو الدروس في الصمود و الثبات، وأخيراً فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يبدأ أعداء ‏سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما بدأ حزب الله وإيران وروسيا وسورية والعراق، يشكلون محور القوة ‏والتصدي لأي عدوان خارجي يهدد أمنهم وإستقرارهم؟.‏
 
Khaym1979@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد