بات من الواضح أن الغرب وحلفاؤه إرتكب حماقة كبيرة، وأوقع نفسه في دوّامة لن تنتهي بسهولة، فالرئيس الأمريكي أوباما هو من بدأ الحرب على سورية بيده، لكن لا يمكن أن ينهيها بيده، فلم يعد يبحث عن "صورة إنتصار" في الحرب على سورية، وإنما عن "صورة خروج"، تسمح له أن يدعي أمام الجمهور الأمريكي بأنه إنتصر، فالحرب أظهرت مدى قوة الجيش السوري وقدرته على ضرب وزعزعة أمن ما تسمى بإسرائيل، كما أظهرت إلتفاف الشعب خلف قيادته التي فاجأت الجميع وأربكت الأعداء، وإنطلاقاً من ذلك غيّر أبطال سورية كل المعادلات، وضربوا أروع الأمثلة في الصمود وأثبتوا أن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، والسباق نحو الشهادة، أقوى من داعش وأخواته.
وجه الرئيس الأسد خلال إستقباله وفداً برلمانيّاً روسيّاً في دمشق قبل عدة أيام رسائل قوية في غاية الأهمية, تحمل فى طياتها الكثير من الدلائل دقت ناقوس الخطر في المنطقة، إذ صرح على أن المنطقة بشكل عام، والحالة السورية بشكل خاص تعتبر من المناطق الأكثر عرضة لمخاطر الإرهاب، مؤكداً موقفه الرافض لفدرلة سورية، ومعتبراً أنّ النظام الفدرالي سيدمّر البلاد والمنطقة بـأكملها، كما أن الساحة العربية والإسلامية واحدة والإرهاب الذي يضرب في كل مكان هو واحد، الأمر الذي يتطلب توحيد كل الجهود المخلصة والصادقة لمكافحته ووقف تفشي هذه الظاهرة الخطيرة على شعوب المنطقة والعالم، كما رأى الرئيس الأسد أن استمرار دعم الإرهاب يشكل عائقا كبيراً في وجه أي عمل سياسي حقيقي في سورية، وأضاف ان "ما يقوم به الإرهابيون في سورية هو أخطر بكثير مما تقوم به إسرائيل من أجل دعمهم"، وتابع قائلاً: "لا بد أن نتعامل مع مشكلة عملاء إسرائيل على حدودنا قبل التعامل مع ما يليها من الناحية السياسية"، مؤكداً ان مواجهة إسرائيل تتطلب أولاً مواجهة أدواتها داخل سورية، واعتبر الأسد أن "الأمل بالنصر لدى المواطنين السوريين هو الحافز لمواجهة الإرهابيي"، مستغرباً في نفس الوقت كيف لتلك الدول التي دعمت الإرهاب أن تكافحه، متهماً تعامل الغرب مع الإرهاب بأنه مازال يتسم بالنفاق من خلال مواصلة الغرب إزدواجيته في المعايير.
في الإتجاه الآخر تخوض القوات السورية معارك على جبهات عدة ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة على حد سواء في محافظة حلب في الشمال، كما تمكن الجيش السوري مدعوماً بالقوات الحليفة وبتغطية جوية روسية بدخول حي صلاح الدين بمدينة حلب وسيطر على عدة نقاط داخل الحي بعد عملية تسلل ناجحة تخللها اشتباكات مع المجموعات المسلحة أسفرت عن مقتل المئات من عناصرها وجرح آخرين منهم وذلك في رد الجيش السوري بقوة على خرق الإرهابيين المسلحين للهدنة بحلب، ?ما إستعادت الوحدات العس?ریة جبل القلیعة وبرج العطشانة شرق خناصر بـ ١٥ ?م بریف حلب الجنوبي وبذلك أبعدوا خطر داعش عن طریق حلب خناصر الذی أعید فتحه بعد انتهاء الإشتبا?ات فی محیطه، كما أحرز الجيش السوري تقدماً كبيراً وقام بتأمين مطار السين وسيطر على استراحة الصفا ومثلث تدمر - بغداد - الاردن في القلمون الشرقي بريف دمشق
مجملاً... لقد راهنت القوى المتطرفة والتنظيمات المسلحة على أمريكا وحلفاؤها من العرب وخسروا رهانهم الكبير بعد فقدانهم التعاطف الشعبي وإرتكابهم المجازر بحق المواطنين، وراهنت الإدارة الأمريكية على المليشيات والجماعات المتطرفة فخسروا جوادهم الذي بدا أنه غير قادر على كسب السباق مع الملايين التي خرجت ترفض إستمرار وجودهم في سورية، لذلك فإن تقدم الجيش السوري وحلفاؤه في مختلف المناطق السورية، شكّل ضربة قوية للدور الغربي والإسرائيلي في سورية، فهذه المعركة حاسمة بالنسبة للمنطقة بأسرها، بدليل توحّد محور المقاومة في جبهة واحدة، وإنطلاقاً ومن هنا يجب على واشنطن وإسرائيل وحلفاؤهم إعادة النظرة في الرهانات السياسية الخاطئة التي يتبعونها.
في إطار ذلك يمكنني القول، إنهم واهمون بأن يفكروا ولو لحظة من الوقت بأن بإمكانهم الإنتصار على إرادة الشعب السوري وجيشه، وواهمون من يحلمون بإستمرار الأوضاع الحالية إلى ما لا نهاية، وواهمون من يمارسون مهنة خفافيش الظلام أن يطول ليلهم، فالنور لابد من أن يقهر الظلام، فسورية اليوم بمعادلة جيشها قوية وعزيزة وتحمل جراحها لتصنع الإنتصار التاريخي، فمحور المقاومة اليوم يخوض معركة الأمة العربية، ويتحتم على الجميع الوقوف الى جانبه، والجيش السوري بكل فئاته القتالية وبالحاضن الشعبي تزداد تقدماً الى الأمام ويلقن العدو الدروس في الصمود و الثبات، وأخيراً فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يبدأ أعداء سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما بدأ حزب الله وإيران وروسيا وسورية والعراق، يشكلون محور القوة والتصدي لأي عدوان خارجي يهدد أمنهم وإستقرارهم؟.
Khaym1979@yahoo.com