الكلام عن تدميرسورية ليس جديداً فهي تواجه اليوم كل أشرار العالم حاملين كل أسلحة الفتنة والتخريب والقتل، ولكن لا شك إن إنتصارنا على الإرهاب والقوى المتطرفة ليس مستحيلاً، فسواعد أبناء سورية أقوى من مخططاتهم حيث إمتزجت دماء أبناء الشمال مع كل أبناء المحافظات السورية حاملين راية النصر المؤزر التي سوف تسحق كل بؤر الإرهاب، وسورية سوف تنهي كل المخططات التي كانت تستهدف وحدتها أرضاً وشعباً.
اليوم تتسارع الأحداث في سورية بوتيرة عالية وبدأت الكثير من الموازين والتوقعات تنقلب على رأس مخططيها بعد التحركات القوية للجيش السوري لتحرير مناطق كانت في يوم ما تعتبر من المعاقل الصعبة والمهمة لقوات داعش والتي لا يمكن حتى التفكير بالإقتراب منها، ليتمكن الجيش السوري من قلب موازين المعادلة ويبدأ بالزحف والتحرك المعاكس لتسقط معاقل وحصون داعش في معظم المناطق السورية.
بعد الكشف عن عدد من مخططات لعمليات إرهابية ضد قوات الجيش السوري فقد أعلن حالة الاستنفار القصوى بعد أن خصصت قوات الجيش غرف عمليات بكافة فئاتها الميدانية والتشكيلات والمناطق العسكرية على مستوى كافة المحافظات السورية لمتابعة تطورات الوضع الأمني أولاً بأول وسرعة التدخل في حالة وجود أي محاولات للفوضى أو الإرهاب، كما بدأ الجيش بتنفيذ خطة مشتركة تسمى "الكماشة" لشل حركة التكفيريين نهائياً وتصفية وقتل أكبر عدد منهم من خلال الدفع بقوات إضافية من رجال الجيش الى مختلف المدن والمناطق السورية، للقضاء على الإرهاب وطرد المجموعات المتطرفة من أرضنا، كما أكدت قيادة العمليات المشتركة بين الجيش السوري وحلفائه، أن نيران المعارك فتحت على الجماعات المسلحة في جبهات حلب كافة بعد خرق الهدنة من خلال تكثيف الطلعات الجوية بشكل مستمر ورصد تحركات العناصر التكفيرية ونشر أعداد كبيرة من الأكمنة الثابتة والمتحركة مع تغيير أماكنها بشكل دائم لطرد داعش والمجموعات المسلحة الأخرى.
في هذا السياق شن الجيش السوري بمساندة حلفاؤه هجوماً مفاجئاً على مخيم حندرات في ريف حلب الشمالي، ومنطقة الشيخ مقصود وهذا من شأنه وضع الفصائل المسلحة بين فكي كماشة، ويؤديان إلى التضييق عليها بشكل كبير وقطع الشريان الوحيد الذي يصل إلى الأحياء الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة، وقد كان مثل هذا التلاقي حصل عدة مرات في السابق، كان آخرها عندما استغلت "الوحدات" تقدم الجيش في ريف حلب الشمالي وفك الحصار عن نبّل والزهراء، كي تتقدم بدورها وتسيطر على العديد من البلدات والقرى الأخرى، أهمها تل رفعت ومنغ، وبالمقابل، ما زال الجيش السوري يستقدم الحشود إلى ريف حلب الجنوبي من أجل إستعادة العيس بلدة وتلةً، مع إستكمال عمليات الرصد الدقيق للحصول على معلومات موثقة بخصوص أعداد المسلحين على تلة العيس ونوعية عتادهم وماهية التحصينات التي سيعتمدون عليها في المعركة المرتقبة، وفي الإتجاه الآخر ينظر الجيش السوري بقلق إلى تقدم الفصائل المسلحة على الشريط الحدودي مع تركيا، حيث سيطرت هذه الفصائل، بدعم أميركي ـ تركي على بلدة الراعي الإستراتيجية التي من شأنها أن تضعهم تقريباً على مشارف ريف مدينة الباب، المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في ريف حلب الشرقي، وهو ما يعني أن على الجيش، الذي يقف بدوره على مشارف الباب من جهة الجنوب، أن يتحضر بجدية حتى بدء ساعة الصفر.
في السياق ذاته إن حالة الرعب التي يعيشها أعداء سورية اليوم بفعل التقارير الكثيرة التي تتحدث عن الصواريخ الموجودة لدى سورية ومداها البعيد وقوة الجيش السوري وحلفاؤه على إصابة هـذا الإرهاب وإزالته، تتزايد يومياً نداءات الاستغاثة المنطلقة من التكفييرين في مختلف المناطق بسبب شراسة الجيش السوري، ويبقى القول هنا أن تلك العمليات الإجرامية لا يمكن أن تحقق أهدافها، ولا يمكن أن تخيف أو ترهب دولة بقدرة وقوة سورية، فسورية دولة عصية على أي محاولات إجرامية لزعزعة إستقرارها أو إرهاب شعبها، ولن يزيدها ذلك إلا قوة وإصراراً لإستكمال مسيرتها فى بناء وطنها، والحفاظ على وحدتها واستقرارها.
مجملاً...إن من يحلمون بتدمير سورية أو تخريبها أو تفتيتها هم يريدون نحر الوطن من الوريد إلى الوريد، لأن الجسد المقطع لا يمكن أن يستمر بالحياة، وهذا ما يحلمون بتحقيقه على أرض الواقع، لكن إرادة السوريين وحبهم لوطنهم والذود عنه ستقف بوجه هذه المؤامرة، على الرغم من عظمها، وسيحولون هذا الحلم إلى كابوس يقض مضاجع أعداء سورية، وتصبح سورية واحة للاستقرار والمحبة والخير والعيش الكريم لكل السوريين.
Khaym1979@yahoo.com