السوسنة - استدعت ايطاليا سفيرها من مصر بعد فشل وفد التحقيق المصري المتواجد بالعاصمة روما في إقناع السلطات الإيطالية بشأن روايته لملابسات مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، ودفع ذلك إيطاليا إلى وقف التعاون مع الوفد.
وكتب رئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رينزي عبر تويتر "بعد لقاء مع القضاة في روما قررت إيطاليا رسميا استدعاء سفيرها في مصر للتشاور". كما قال وزير الخارجية باولو جنتيلوني كذلك على تويتر "نريد أمرا واحدا هو الحقيقة بشأن جوليو ريجيني".
وجاء قرار استدعاء السفير احتجاجا على غياب أية معطيات ذات أهمية في الوثائق التي قدمها الوفد الأمني المصري بعد يومين من الاجتماعات في روما، وكشف الادعاء العام الإيطالي أن المحققين المصريين لم يقدموا أدلة توضح ظروف مقتل ريجيني.
في حين تمسك الطرف المصري خلال الاجتماعات بروايته التي تقول إن ريجيني قتل من طرف عصابة مختصة في استهداف الأجانب، وأوضح أن الادعاء الإيطالي يرفض هذه الرواية ويتمسك بطلب الحصول على سجل المكالمات الهاتفية للضحية وتسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة التي اختفى منها.
وأعربت أسرة ريجيني عن ارتياحها بعد قرار استدعاء السفير، بينما أكدت رئيسة البرلمان الإيطالي أن بلادها لن تقف مكتوفة الأيدي وأنها ستواصل العمل لكشف الحقيقة.
من جانبه عبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي بيير فرديناندو كازيني عن أمله في أن يتغير الموقف المصري، وأكد الاستمرار في المطالبة بالحقيقة "من أجل عائلة ريجيني وكرامة إيطاليا".
بدوره قال رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الإيطالي لويجي مانكوني "لقد أضيفت إلى وفاة جوليو ريجيني مأساة أخرى، فبعد شهرين ونصف من الأكاذيب المصرية، لا يمكننا استخدام عبارات ملطفة لإهانة ذكائنا من الجانب المصري".
في المقابل، أعلنت الخارجية المصرية في بيان أنها لم تبلغ رسميًا بعد باستدعاء السفير الإيطالي في مصر ماوريتسيو مساري، وأشار بيان للوزارة أن القاهرة تنتظر عودة فريق التحقيق المصري والاستماع إلى تقييمه، "وعلى ضوء ذلك سيتم تقييم الموقف بشكل متكامل وإجراء الاتصالات اللازمة على المستوى الملائم".
يذكر أن ريجيني (28 عاما) طالب الدكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية، كان يُعدّ أطروحة في مصر حول الحركات العمالية عندما اختفى وسط القاهرة يوم 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وعُثر على جثته بعد تسعة أيام وعليها آثار تعذيب.
وأظهر تشريح جثة ريجيني أنه تعرض لتعذيب مروّع على مدى أيام قبل أن يتوفى جراء كسر عنقه، وكانت جثته مشوهة جدا لدرجة أن والدته وجدت صعوبة في التعرف عليه، ورفضت إيطاليا جميع الروايات التي قدمها المحققون المصريون، ومنها تعرض الطالب لحادث سير، وجريمة شنيعة، وتسوية حسابات شخصية.
وتشتبه الصحف الإيطالية والأوساط الدبلوماسية الغربية في مصر بأن يكون عناصر في أجهزة الأمن خطفوا الطالب وعذبوه حتى الموت، الأمر الذي تنفيه الحكومة المصرية بقوة.