ليبيا تقبل على المزيد من التحولات الخطيرة

mainThumb

21-03-2016 12:54 PM

السوسنة - تشهد ليبيا تتزاحم فيها الأحداث شرقاً وغرباً مؤكدة أن البلاد قابلة لمزيد من التحولات الكبيرة والخطيرة.

 

الأحداث الأخيرة كان محورها بروز حكومة الوفاق في المشهد الليبي حيث أعلن رئيسها فايز السراج بدء مزاولة حكومته أعمالها وقرب دخولها للعاصمة طرابلس بعد أن حصلت على دعم دولي واسع بالإضافة للرعاية الأممية التي تحظى بها انطلاقا من شرعية الاتفاق السياسي.

 

مراقبون للوضع الليبي يرون أن التحركات العسكرية على الأرض هي انعكاس واضح لتغير خارطة الاصطفافات السياسية الجديدة حيال حكومة الوفاق، فلم يعد المشهد الليبي منقسم على ضوء الصراع بين برلمانيي طبرق وطرابلس وجيشي "الكرامة وفجر ليبيا".

 

هوة الانقسام زادت بشكل أكبر هذه المرة فشرق ليبيا الموالي بكامله في السابق للبرلمان الشرعي وقوات الجيش التي يقودها الفريق حفتر انقسم هذه المرة على خلفية إصرار البعض على رفض "المهدي البرغثي" وزيرا للدفاع وتمترس فريق آخر خلف بقائه في حقيبة الدفاع، الأمر الذي عرقل عقد جلسة بمجلس النواب لمنح الثقة لحكومة الوفاق رغم أغلبية الموافقين عليها.

 

وفي غرب ليبيا شهدت أكبر مدينتين انقساما واضحا في المواقف فبينما أعلن المجلس البلدي لمدينة مصراتة تأييده لحكومة الوفاق أعلن المجلس العسكري رفضه للحكومة.

 

وفي العاصمة طرابلس لا تزال بقايا المؤتمر على موقفها الرافض للاتفاق السياسي وبالتالي حكومة الوفاق بينما يسعى أغلبية أعضاء المؤتمر لتشكيل المجلس الأعلى للدولة، وفي أوساط حكومة المؤتمر أعلن رئيسها رفضه لوجود حكومة الوفاق في طرابلس بينما أعلنت وزارة الخارجية في ذات الحكومة في بيان رسمي لها يوم أمس ترحيبها بالحكومة.

 

الضبابية الشديدة في المشهد تعكسها أيضا تغيرات واضحة في خارطة المجموعات المسلحة، فما يقارب الخمس مجموعات مسلحة تنتمي لمصراتة بطرابلس تقف موقف المؤيد للحكومة بينما عارضت مجموعات مسلحة متشددة مرتبطة برئاسة المؤتمر الوطني وجود الحكومة بطرابلس واصطدمت بالسلاح صباح السبت الماضي مع مجموعة أخرى مؤيدة لعدة ساعات.

 

وإلى الغرب من العاصمة طرابلس أعلن قادة وضباط بالجيش عن عقد اجتماع موسع لقوات الجيش الليبي بمنطقة "الرحيبات" الجبلية لضم شتات الجيش بالمنطقة الغربية بحسب تصريحات صحفية لبعض المشاركين.

 

الملفت في الأمر أن الاجتماع أعلن عن مشاركة ما أسماه بــ (غرفة طرابلس - غرفة الساحل الغربي - غرفة الجبل الغربي - غرفة المنطقة الغربية) وتأكيد ولائها لقيادة الجيش التابعة للبرلمان الشرعي مما يطرح سؤالا عن موقف هذا الاجتماع من حكومة الوفاق ووجودها داخل العاصمة.

 

وسط هذه الضبابية الشديدة وتزايد الانقسام في المشهد يطرح مراقبون للشأن الليبي أسئلة عن مدى قدرة الحكومة على وجودها بالعاصمة وعن القوة التي يمكنها توفير الحماية لها وهل ستحمل الحكومة لليبيا معاني الوفاق الحقيقي أم أنها ستجر البلاد الى احتراب جديد؟

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد