بعد نتائج الانتخابات الإيرانية .. أي مستقبل ينتظر الأزمة السورية؟

mainThumb

28-02-2016 09:16 AM

‏شهدت إيران العديد من التطورات الكبرى أكدت أهمية رسوخ وحدتها الوطنية وتعدديتها السياسية, وأثبتت صوابية ‏النهج السياسي الإيراني الذي نجح في إفشال مخططات عزل إيران ومحاصرة دورها الإقليمي والدولي, فقبل كل ‏إنتخابات إيرانية وخاصة انتخابات مجلس الشورى الإسلامي ومجلس خبراء القيادة تعلو أصوات حملات التضليل ‏المعادية لإيران للإيحاء بتناقضات أو ضعف في الوحدة الإيرانية وقوة الشعب، لكن الشعب الإيراني وكما في كل ‏استحقاق إنتخابي أثبت بوعيه السياسي وبمشاركته الفعالة والواسعة "بنسبة مشاركة 58 % من الناخبين الإيرانيين" ‏بأنه حريص على تعزيز خياره الحر والوقوف بوجه اعداءه.‏
‏ ‏
اليوم يتساءل المراقبون والمحللون في الشأن الايراني والدولي عما الذي يمكن توقعه في الإنتخابات الإيرانية؟، حيث ‏تكتسب هذه الإنتخابات أهمية كبرى إذ من الممكن أن تحدد مصير البلاد في الفترة القادمة، ومن خلال مراقبة ‏التطورات ودخول المنطقة في حروب متعددة وشائكة بالإضافة الى التحديات وصعوبات المرحلة المقبلة مع وجود ‏التدخلات الغربية فيها, الأمر الذي جعل هذه الانتخابات هي المحرك الأساسي والرئيسي الذي سيحدد مستقبل الإقليم ‏والطريق الوحيد لمعرفة كيف ستكون سياسة إيران ومن رئيسها الجديد، لذلك سيكون لهذه الانتخابات تداعياتها في ‏رسم الخارطة الجديدة للمنطقة بأكملها.‏
‏ ‏
في سياق متصل تملك إيران الدور المحوري في كل القضايا والأمور التي تحدث في المنطقة ولابد من وجودها ليكون ‏هناك حل للمشاكل والأزمات التي تشهدها المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية التي تعتبر اساس ومحرك ‏الواقع المعاصر، فموقف إيران هو الأساس في ايجاد حل للأزمة السورية، إذ ترى إيران أن الأزمة السورية لا يمكن ‏حلها عسكرياً وتجد بأن الحل السياسي هو السبیل الوحید للخروج من هذه الازمة، وإنطلاقاً من ذلك قدمت ايران مبادرة ‏من ستة بنود لحل الأزمة, ونصحت دول المنطقة بإتخاذ الحلول المناسبة من خلال ترك الشعب السوري هو من يقرر ‏مصیره بنفسه عبر الإنتخابات وصنادیق الاقتراع، في إطار ذلك فقد أعطى التحالف السوري الإيراني السوريين قوة ‏إقليمية, حيث باتت إسرائيل وحلفاؤها تتحدث علناً على إنها تريد فك التحالف السوري الإيراني عبر مفاوضات مع ‏دمشق بعد أن كان قادة إسرائيل ينظرون الى سورية بأنها دولة ضعيفة, ولا تستحق النظر إليها وانه ليس لديها ما ‏تقدمه, لذلك مكن الدعم الإيراني والعمق الذي منحته ايران لدمشق من التلويح أكثر من مرة بخيار عسكري ضد ‏إسرائيل , كما دفع بالإسرائيليين الى التخوف من القدرة العسكرية المتنامية خصوصا بعد التجربة الإسرائيلية في ‏جنوب لبنان مع حزب الله عام 2006 , و العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2009 .‏
‏ ‏
في نفس السياق إن حضور إيران على الساحة الإقليمية والدولية يشكل عنصر الاستقرار والأمن لذلك يقر الجميع ‏بتأثير دور إيران الإيجابي في المنطقة، ويؤكدون انه لا يمكن إرساء وتعزيز الامن في المنطقة من دون مشاركة ايران ‏في جميع الملفات العالقة، وأن دور ايران أساسي في حل كل الملفات الدولية والإقليمية، ورغم كل ما يجري في ‏المنطقة ورغم كل الدخان المتصاعد في ساحاتها، فإن نتائج الانتخابات الإيرانية، ستؤشر بالمدى الذي ستذهب إليه ‏طهران في مقارباتها لقوس الأزمات المُتفجر حواليها, بدءاً من سورية مروراً بالعراق وليس انتهاء باليمن ومستقبل ‏علاقاتها مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي وأيضاً تركيا واقليم كردستان وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية, ‏التي ستبقى العلاقة معها, نقطة صراع بين المحافظين وبين حكومة روحاني الذي يتمسك بتحسين علاقة بلاده مع ‏واشنطن, فيما المحافظون ما زالوا يرون فيها "الشيطان الأكبر"، كما إن هناك ملفات كثيرة تواجه الرئيس الإيراني ‏القادم وعلى رأسها أزمة البرنامج النووي الإيراني وحل الصعوبات التي تواجهها طهران اقتصاديا وسياسياً، لأهمية ‏ذلك تراقب دول المنطقة بحذر نتائج الإنتخابات  لمعرفة ما ستكون سياسة إيران بعد الإنتخابات، وكيفية تعاطيها مع ‏الأزمات، وكيف ستكون طريقة تعاملها مع دول المنطقة؟.‏
‏ ‏
في إطار ذلك يمكن القول إن الدول العربية تستطيع أن تكسب أو تخسر من برنامج إيران النووي، وذلك بحسب ‏موقفها السياسي في مرحلة المواجهة الحالية بين إيران والدول الغربية، فإذا سعت الدول العربية الى فتح صفحة جديدة ‏وشفافة مع إيران ودعمت حقها في إكتساب التكنولوجيا النووية السلمية فإن ايران النووية ستصبح رصيداً إستراتيجياً ‏للدول العربية، ومنها تستند التكنولوجيا العسكرية، وإليها تلجأ وقت التصعيد مع إسرائيل، وإذا نجحت إيران في بناء ‏سلاح نووي فستخسر تلك الدول لأن واشنطن في هذه الحالة ستسعى للتفاهم مع إيران وتتقاسم المصالح والنفوذ على ‏حساب الدول العربية.‏
‏ ‏
مجملاً.... يمكنني القول إن العالم يتطلع بأسره الى الإنتخابات الإيرانية لأنها القاعدة الأساسية لكل المسائل والقضايا ‏التي تهم المنطقة كون مستقبلها متوقف على هذه الإنتخابات وطريقة تعاطي الرئيس الجديد مع الوضع الراهن، التي ‏من شأنها أن تلقي بتداعياتها على الأمن في منطقة الخليج ومنطقة الشرق الأوسط برمتها، لأن إيران تمتلك المفاتيح ‏لحل الوضع المتدهور والمتأزم في المنطقة. ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد