التاكسي الطائر يغزو سماء ساو باولو

mainThumb

25-02-2009 12:00 AM

لا تكاد حركة المرور تتقدم قيد أنملة في شوارع مدينة ساو باولو البرازيلية في ساعة الذروة، وتتحرك طوابير السيارات التي لا تبدو نهاية لها بخطى القوقعة في طرق تتسع لعشر حارات.  وتشق نحو ستة ملايين سيارة وحافلة ودراجة نارية وعربة طريقها بصعوبة عبر شوارع المدينة التي يبلغ عدد سكانها عشرون مليون نسمة، وتنضم ما يقدر بنحو 800 مركبة جديدة يوميا إلى هذا التكدس المحموم، ويقدر المسئولون بالمدينة أنه في أيام الذروة المرورية يصل طول طوابير السيارات المتكدسة لأكثر من 220 كيلومترا، كما تزدحم خطوط مترو الأنفاق المحدودة والحافلات التي يبلغ عددها 15 ألفا بالركاب بحيث لا يصبح ثمة موطأ لقدم، وبالتالي فليس من المستغرب أن يلجأ الأشخاص الذين يمتلكون المال إلى تجنب هذا الإزدحام المروري بالإنتقال عن طريق الجو.

وتعد مدينة ساو باولو أكبر مدينة في العالم توجد بها خدمة التاكسي الطائر بالمروحيات، كما أنها تمتلك أكبر عدد من مهابط الطائرات المروحية "الهليكوبتر".

وبفاصل دقيقة واحدة تهبط وتقلع الطائرات بكل الأحجام سواء كانت بمقعد واحد أو بمقعدين أو ستة مقاعد وذلك في مهبط كامبو دي مارتي شمالي ساو باولو، وعندما بدأ جورج بيتار نيتو الشركة التي يمتلكها بطائرة هليكوبتر واحدة منذ عشر سنوات كان الطلب عليها منخفضا نسبيا.

ويوضح نيتو الذي يمتلك شركة "هيليمارتي تاكسي إيرو" أنه برغم ذلك نمت الشركة مع الرواج الإقتصادي الذي شهدته البرازيل خلال الأعوام القليلة الماضية، وتم توسيع أسطول الشركة ليضم عشر طائرات نفاثة وهليكوبتر، وخلال الفترة من عام 1999 إلى عام 2007 أقلعت طائرات الشركة عشرة آلاف مرة لتنقل رجال الأعمال الذين يحتاجون للوقت بأكثر من إحتياجهم للمال للحاق بالمواعيد الخاصة بأعمالهم.

ويقول نيتو إنه منذ ذلك الحين تم مضاعفة عدد الرحلات الجوية ليصل إلى عشرين ألف رحلة.

وتم تسجيل 420 طائرة هليكوبتر في ساو باولو التي تعد القلب الإقتصادي للبرازيل، وهذه الطائرات تحلق وتدور برشاقة لتهبط فوق أسطح ناطحات السحاب لإلتقاط أو إنزال الزبائن، ويوجد حوالي 300 مهبط للمروحيات في المدينة وتظهر مواقع هذه المهابط في دليل منفصل للمدينة مع صور تبين أماكنها بكل دقة.

وتحصل شركة هيليمارتي على مبلغ يوازي ما يتراوح بين 348 دولارا و 3916 دولارا في الساعة، وذلك يتوقف على أثاث وتجهيزات الطائرة المروحية وعلى حجم وقوة المحرك، ويصل الإرتفاع الذي تحلق فيه الهليكوبتر إلى 250 مترا وتبلغ سرعتها ما يزيد على 200 كيلومتر في الساعة، وتساعد على وصول الركاب إلى غاياتهم بسرعة لدرجة أنهم يشكرون حظوظهم على أنهم نجوا من معاناة الإزدحام المروري في الشوارع تحتهم.

وعلى الأرض تبدو الأمور أكثر بطئا كما لو كان الناس لديهم الكثير من وقت الفراغ، وتستغرق الرحلات القصيرة زهاء الساعة ونصف الساعة، أي أنها أصبحت من الطول بحيث تساعد على إقامة علاقة من الصداقة بين السائق والراكب، غير أن الوقت ثمين بالنسبة للأشخاص الذين هم في عجلة من أمرهم، ويوضح جيمي وايزمان خبير المرور بجامعة ساو باولو في حديث له لوسائل الإعلام البرازيلية أن متوسط سرعة السيارات خلال فترات الإنتقال الرئيسية تقلصت بنسبة 32 في المائة من 25 كيلومترا في الساعة منذ عشر سنوات إلى 17 كيلومترا في الساعة في الوقت الحالي.

ولا يجرؤ على اختصار بضع دقائق من وقت الانتقال سوى راكبي الدراجات النارية المتهورين الذين يندفعون بسرعات مخيفة، ويتسابقون خلال الفجوات الضيقة من الشارع وسط السيارات التي يراوغونها ويتفادون مراياها ويغيرون حارات الطريق بسرعة كلما لاحت لهم فرصة السبق وكأنهم يمارسون الألعاب البهلوانية، وتشير التقارير إلى مقتل راكب للدراجة النارية يوميا في شوارع ساو باولو.

غير أن حركة المرور في سماء ساو باولو بدأت هي الأخرى في الإزدحام، فالطائرات الهليكوبتر أخذت تزاحم الطائرات المدنية الكبيرة التي تهبط أو تقلع من مطار كونجونهاس بالمدينة بمعدل طائرة كل ثلاث دقائق، ويستخدم قائدو المروحيات والطائرات النفاثة ترددا مختلفا في الإتصال.

ويقول نيتو إن ساو باولو هي المدينة الوحيدة في العالم التي لديها مراقبة خاصة لحركة مرور الهليكوبتر لإرشادها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد