ان العفوية والطيبة في العمل والتعامل مع الاخرين لاتوجد الا عند شخص له تجربة قاسية مع الاخرين هذه التجربة تولد لدية ردة فعل مغايره عما واجهه في حياته العملية فهو لم يعامل الاخر كما عومل ذات يوم.
رجل احتل موقعا متواضعا في احدى مؤسساتنا الحكومية يلتقيك بابتسامته الهادئه وبنظرته التي لاتكن الا الحب لكل الناس لاتجد عنده الصورة النمطية التي تجدها عند كثير من المسؤولين الذين يعملون في مراكز متقدمة في الدوائر والمؤسسات الحكومية فبطريقته الهادئة يكسر كيمياء وروتين المواعيد التي ترهق المراجعين له من اجل معاملة ما وهو بذلك يعطيك جرعة من امل ان الخير لازال موجودا وانه ليس بالضرورة ان يكون كل الموظفين يحملون نفس الجينات العدائية في التعامل لابل استطاع علي ملحم ان يغير كثيرا من الافكار التي كنت احملها عن كثير من المؤسسات والدوائر الحكومية مع انني لم التق هذا الرجل في سابق الايام ولم اسمع به لكن عن طريق الصدفه ومن خلال معاملة ما استطعت ان اتسلل الى هذا الكنز من الاخلاق والكاريزما القوية في الاجراء واتخاذ القرار فعلي ملحم لايؤمن من خلال مشاهدتي بارسال معامله ما مع مراسل او يكلف غيره بها بل يقوم هو بنفسه بكل الاجراءات التي تفضي لارضاء ضميره اولا واراحة المواطن ثانيا وهذا يترتب عليه السرعة في الانجاز وامتصاص غضب المراجعين الذين ياتون اليه من مسافات ممتده امتداد هذا الوطن.
هذا الرجل لم تلده امه على بساط اخضر ولم يجلس على موائد الاغنياء والمترفين ولم يتسلق على ادمية الاخرين كي يحصل على ترقية او رسالة شكر من هذا المسؤول او ذاك ولم يقبل لنفسه ان يحتل مركز غيره .
تسعة وعشرون عاما من العمل والجهد المتواصل في معترك الحياة تركت فيه اثرا لاينم الا عن وقار وانفتاح على الاخر فالشيب الابيض براسه له سحر اخر يشعر من حوله بالطمانينة والهدوء وان لمس منك تذمرا يحاول بالخبرة ان يدفن هذا التذمر بما يرضيك ويرضي ضميره الحي فنعم الرجل.
علي ملحم يشعرك ان الكثير من المؤسسات الاردنية لازالت بخير وان الطخطخة التي تثار حولها من هنا وهناك هي مجرد زوبعة بفنجان وان البيروقراطية والتلكؤ التي تسود بعض المؤسسات لايمكن ان تنسحب على الاغلبية.
ليس بالضرورة ان اقول لك اين يعمل هذا الرجل فشرف واخلاقيات المهنة الصحافية تجعلني اتكتم على موقع الرجل كي لايقال انني ماجور المهم انني التقيت هذا الرجل ومن بدري ربما التقيه بعد هذا التاريخ او لاالتقيه ابدا وان الاستدلال عليه لن يكون الا من خلال معاملة لك تحط رحالها في مكتبه المتواضع الذي يعج بالاضابير والاوراق والكتب الصادرة والوارده وايضا يعج بابتسامته ومحبته وطيبته وهذا يعطينا اكبر الامل ان الوطن الذي يوجد في كواليسه امثال هذا الرجل سيبقى بخير.
احترامي ياعلي ملحم لقد استطعت ان تختصر وتغير مفاهيما كانت لدي ولدى غيري عن كثير من المؤسسات والدوائر التي تجعل الانسان يدور في حلقة مفرغة فبطيبتك بنيت جسرا من الامل بين المؤسسىة والواطن وانت تستحق ليس وساما بل اوسمة لكن يكفيك تلك الاوسمة التي يمنحك اياها كثير من المراجعين كعربون محبة واحترام فمثل هذه الاوسمه هي التي يكتب لها الخلود.
انا مدرك ومدرك جيدا انك بعد قراءة هذا المقال ستدخل غرفتك وستبكي كأن لم تبك من قبل لانك لم تكن تعرف قبل هذا التاريخ انك كنت مدرسة في العطاء والطيبة والمحبة احترامي يا رجل ولكل رجل يتمتع بصفاتك احترامي لاسرتك التي تنجب هذا الصنف من الرجال.