الحكومات تأتي وتذهب ويقاس أدائها وحجم إنجازاتها بمقدار ما أسهمت به في خدمة المواطن وإسعاده وجعل حياته أكثر ازدهارا ومنعة وكرامة.
والحكومات هي قائمة على أمر الشعوب بمعنى أنها أجيرة عندها تعمل لصالحها وتتأثر برضا الرعية عنها وعليه فإن الحكومات في الدول الديمقراطية تستمر أو تطرح الثقة في نفسها من قبل الشعب أو تستقيل أو تعمل على إجراء انتخابات مبكرة لتحدد حجم قوتها وشعبيتها ورضا الناس عن أدائها. من هنا فإن استطلاعات الرأي ينظر إليها ببالغ الأهمية من قبل الحكومات وتعتبرها مؤشرا على الرضا والدعم الجماهيري لبرامجها وسياساتها.
يا ترى إلى أي حد ينسجم وضع حكومة الدكتور عبدالله النسور مع هكذا مؤشرات ديمقراطية لقياس رضا الشعب عن أداء هذه الحكومة المنحوسة؟ وإلى أي مدى يهتم الدكتور النسور أصلا وحكومته بنبض الشعب والمزاج العام والسخط الجماهيري على حكومة البلاد؟ نعم نستغرب هنا أن يتم اتهام بعض الأردنيين مثل السيد لؤي الرحاحلة بالإساءة للدولة الأردنية وللنواب الذين من المفترض فيهم أن يراقبوا الحكومة ويطيحوا بها ويدافعوا عن مصالح الشعب في الوقت الذي نرى حكومة النسور قد غلب عليها طابع التنمر والافتراس والإمعان في التضييق على الناس وتصعيب سبل عيشهم. لم يبقى شيء يمكن لشياطين الإنس والجن التفكير برفعه وجعل الوصول إليه عزيزا صعب المنال إلا وفعلته حكومة النسور. قسمات الدكتور النسور وبسماته وابتساماته وكلماته وشروحاته كلها تقول "لأذيقنكم المر ولأشحدنكم الملح".
ماذا بقي لهذه الحكومة البائسة من شر تفعله أكثر من أن تشق على الناس في مأكلهم وملبسهم وتدفأتهم وكهربائهم وماءهم وترخيص سيارتهم وزيادة ضرائبهم؟ ماذا بقي على حكومة النسور من شر تفعله أكثر محاباتها في التعيينات القيادية وتفضيل الأبناء والأنسباء والأصهار والجيران لتقوم بعد ذلك بالتشدق والادعاء بالنزاهة والاستقامة؟ وهل بقي شر لهذه الحكومة أكثر من سعيها الحثيث للتضييق على حريات الناس والقعود كل مقعد لكل من تسول له نفسه أن يصدق المادة (15) من الدستور التي تضمن للأردنيين حرية التعبير والتفكير والاعتقاد؟ نعم نسأل هنا هل يهتم الدكتور النسور وحكومته بمؤشرات الرأي العام ورضا السواد الأعظم من الأردنيين عن أداء حكومته السيء وغير المسبوق إلا من قبل حكومة سمير الرفاعي الأول قبل خمسة عقود ونيف من الزمان!!! هل يقيم السيد النسور وحكومته وزنا للرأي العام وللنواب وللمعلمين وغيرهم من المعذبين في الأرض نتيجة سياساته غير الحكيمة؟ وهل يتذكر النسور حديث خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم عندما دعا رب العزة قائلا" « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ ». - رواه مسلم ، ونحن بدورنا نقول اللهم أشقق على عبدك وابن عبدك عبدالله النسور فقد"دوخ عبادك وشحدهم الملح".
أما السؤال الأهم الذي لا نجد إجابة عليه فهو لماذا لم يسأم الملك من هذه الحكومة في الوقت الذي عافها وسئمها السواد الأعظم من الشعب الأردني وتحديدا الطبقة الوسطى والفقراء والفلاحين والتجار؟ ألا ينص الدستور على أن الحكومة تعمل باسم الملك ونيابة عنه ؟ وهل ما تقوم به هذه الحكومة يعجب الملك انطلاقا من المثل القائل "ما يفعله الحراث يطيب للمعلم"؟.
وهل كان من الممكن أن تدوم هذه الحكومة لأكثر من ثلاث سنوات لولا رضا ولي الأمر عنها وعن سياساتها؟ نعتقد بأن هذه الحكومة ممثلة بسياساتها وقرارتها التي زادت من معاناة الأردنيين ومن مديونيتهم وعجز موازنتهم وفقرهم وبطالتهم حكومة تعمل على تنفير الناس من بلدهم وإضعاف انتمائهم لوطنهم وتثويرا للناس على نظامهم السياسي وأولي الأمر فيهم .
لا نعلم لماذا يتم اتهام بعض الأحرار والكتاب بالتحريض ضد الدولة وتقويض نظام الحكم في الوقت الذي تستثير حكومة النسور نقمة الشعب وتستفزه وتؤلبه عبر قرارتها وسياساتها وضرائبها على بلده ونظامه السياسي وأولي الأمر فيه ؟؟؟أعتقد بأنه من الأولى أن توجه تهمة تقويض نظام الحكم وتعريض أمن واستقرار الدولة للخطر لحكومة الدكتور النسور ممثلة برئيسها وليس لبعض الأحرار الذين يكتبون أراءهم عبر الصحف أو وسائط التواصل الاجتماعي.
نقولها بصوت عالي أن الأردنيين سئموا هذه الحكومة ولم يعد لهم الطاقة لتحمل المزيد من الآلام والمعاناة وأن استمرارها يشكل خطرا على أمن الوطن ويمكن أن يستنفذ ما تبقى من معاقل دعم النظام فهل من مدكر!!!!