ليخجل الإعلام العربي ، بأشكاله المقروء والمكتوب والمسموع ، من الإستمرار في ظاهرة تقمص دور "المحقان" ، أي المتلقي لكل أوساخ الإعلام الصهيو- أمريكي – الغربي ، ويعيد نشر ذلك بكامل وساخات المصطلحات والمفردات وحتى التوجهات ، وأعني بذلك ما ينشر عن الخوارج الجدد ، فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية الخارجية "ISIS" ، الملقب ب داعش ، والتكرار بأنه تنظيم الدولة الإسلامية ، رغم ما يحويه ذلك من إساءات مدروسة لأعداء الإسلام وفي مقدمتهم يهود بحر الخزر ومن يسير على ضلالهم لديننا الحنيف .
داعش ليس تنظيم الدولة الإسلامية ، فعن أي دولة يتحدثون ، ونحن نرى جماعات مرتزقة تتمدد في العالم على طريقة "النسخ واللصق " ، وحسب المصلحة الأمريكية على وجه الخصوص ، وما بعث هذه الجماعات المرتزقة التي تضم كبار الخوارج الجدد وأيتام البوسنة والهرسك وعددهم 20 ألفا ، وقد إختفوا من معسكراتهم في البوسنة والهرسك عام 1992 ، ولم يحظوا سوى بخبر يتيم ظهر للمرة الأولى والأخيرة آنذاك ، ولم يتابعه أحد ، رغم أهمية وفداحته ، علما أنه لو إختفى طفل واحد ، فإن وسائل الإعلام لن تهدأ قبل العثور عليه .
كما أن هذه الجماعات المرتزقة تضم أيضا مرتزقة جماعة "البلاك ووترز" العالمية الأمريكية ، التي إرتكبت الكثير من الجرائم اللا إنسانية في العراق ، وطاردها العراقيون وحتى الأمريكيون في المحاكم الأمريكية وصدرت بحقها احكام ، وهذا ما دعا صناع القرار فيها للتحول إلى الزي الإسلامي حتى لا يقال أن الفرنجة يعبثون في بلاد العرب والمسلمين ، وعليه هاهم يمارسون دورهم الإرهابي القذر في بلاد العرب والمسلمين برداء الدين الإسلامي وبلحيته ، وبالتالي فإن الفائدة ستعود على يهود بحر الخزر وحلفائهم في اليمين الغربي الذين لا يطيقون رؤية الإسلام ينتشر في الغرب خوفا على مصالحهم ومكانتهم.
السؤال الملح الذي يفرض نفسه هو : هل يعقل أن تستنفر 61 دولة ومن بينها أمريكا وروسيا ، لمحاربة داعش ، ومضى على هذه الحرب قرابة العام ، ولكننا ما نزال نرى هؤلاء الخوارج الجدد يتمددون ويظهرون هنا وهناك كحصان طروادة ، وكأنهم يرتدون طاقية الإخفاء ، علما ان السي آي إيه الأمريكية كانت تقول إبان الحرب الباردة ، أن لديها أقمارا تجسس تستطيع كشف النملة في شوارع موسكو إن كانت ذكرا أم انثى.
كما أن تسليح داعش وما لديه من معدات وسيارات ونراها في الصحراء ، تظهر وكأنها للتو خرجت من المصنع ، وترى من أين حصلوا عليها وكيف وصلت إليهم ؟ وعموما رحم الله شهيدنا الطيار معاذ الكساسبة الذي كشف السر ، فأسقط الأمريكان طائرته ، وأوعزوا لداعش بقتله ، إضافة إلى النفط الذي يتاجر به داعش ، والسؤال :من يشتري منه هذا النفط ؟ وكيف تتم الصفقات ؟ وما هي الطريقة التي يتفقون عليها للدفع ؟
معروف أن نيويورك تتطلع على كل تحويلة مالية في العالم ، حتى لوكانت دولارا واحدا ، فكيف تتحرك حسابات داعش وهي بالمليارات ؟ وكذلك الشباب الغربي المسلم وحتى غير المسلم الذين يلتحقون بداعش بعد التواصل الإليكتروني المسبق وافتفاق على الحركة وفي أي مسار ، علما ان الرقابة على الإتصالات لا تنقطع .
هذه الأسئلة التي تضرب الذ اكرة ، تؤشر فيما لو تعامل معها المختصون بطريقة واقعية ، تقودنا إلى حقيقة مفادها أن داعش تنظيم مخابرات الدول وليس تنظيم الدولة الإسلامية.