لقاء الخريف .. هل من شروط أردنية للمشاركة

mainThumb

02-10-2007 12:00 AM

حان الوقت لجلوس الاردن على طاولة المفاوضات الفلسطينية - الاسرائـيلية

العنوان الرئـيسي للتحرك السياسي في المنطقة هو لقاء الخريف الذي سيعقد في واشنطن تشرين الثاني المقبل. الجانب العربي يعتبره الفرصة الوحيدة المتاحة الان لاحياء مشروع السلام المتعثر وفشله يعني احراجا كبيرا لدول الاعتدال. اسرائـيل من جانبها لا تبدو مستعدة لصفقة تاريخية ومنذ الان تدعو الاطراف العربية الى التحلي بالواقعية ازاء النتائج المتوقعة من لقاء الخريف.

وسط التوقعات الحذرة والمتشائمة من اللقاء, وحده الرئـيس الفلسطيني المتفائل بفرص النجاح, وهو ما يثير دهشة المسؤولين الاردنيين الذين يتساءلون عن سر هذا التفاؤل.

مرد تفاؤل عباس حسبما ينقل عنه هو التقدم في المباحثات بينه وبين رئـيس الوزراء الاسرائـيلي التي تدور حول صيغة اتفاق يجري التفاوض عليه بين الجانبين تمهيدا لعرضه على اللقاء الدولي.

الجانب الاردني يطلع اولا باول على ما يدور بين الجانبين الاسرائـيلي والفلسطيني ويبدي عباس حرصا شديدا على وضع القيادة الاردنية بصورة اللقاءات مع اولمرت.

التقييم الاردني لنتائج تلك اللقاءات متواضع للغاية الا اذا كان عباس يخفي بعض التفاصيل المهمة.

هل يخشى الاردن صفقة فلسطينية - اسرائـيلية على غرار "اوسلو"؟

يستبعد الساسة الاردنيون شيئا من هذا القبيل. فحتى لو اعاد التاريخ نفسه فان الظروف تغيرت تماما كما تبدل القادة في الطرفين.

لكن الرهان على النوايا لا يجوز في السياسة. السلطة الفلسطينية المأزومة بعد فشل عملية السلام واختطاف قطاع غزة تريد انجازا بأي ثمن يعيد هيبتها ويضمن استمرارها. والرئـيس الفلسطيني واقعي جدا في المفاوضات وبحكم خبرته في "اوسلو" يعد القائد الفلسطيني المؤهل لعقد صفقة جديدة مع الاسرائـيليين.

والمفاوضات في هذه الجولة تتعلق بقضايا الحل النهائي "القدس, اللاجئين, المياه, الحدود وشكل الدولة" وكلها قضايا تمس الامن الوطني الاردني ومستقبل الدولة السياسي واذا ما اخذنا في عين الاعتبار ما يدور في اسرائـيل وواشنطن من نقاش مستمر حول خيار الكونفدرالية فان على الاردن ان يبدي حذرا شديدا حول ما يجري بين عباس واولمرت وطواقم الطرفين.

على الدوام اكد الاردن انه لن يكون بمنأى عن المفاوضات حول قضايا الحل النهائي ويبدو ان لحظة جلوس الجانب الاردني على طاولة المفاوضات قد حانت الان. سياسيا لم يعد يكفي القول اننا في الاردن نريد حلا يقوم على صيغة الدولتين فقط لان هذا القول يشكل نصف الشعار. ينبغي منذ الان ان نضيف اليه عبارة اخرى مفادها "ان لا يتعارض الحل مع المصالح الاردنية".

ثمة شروط اردنية لا بد من وضعها على الطاولة قبل الذهاب الى واشنطن فمن حقنا ان نطلع ونوافق على تفاصيل اي اتفاق فلسطيني - اسرائـيلي حتى لا نكون شهودا على صفقة تتعارض مع مصالحنا الوطنية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد