الافعى

mainThumb

02-10-2007 12:00 AM

* هذا أسوأ احتلال يخضع له بلد..

* وربما ان الثقافة هي التي تضررت اكثر في "العراق", فمن قتل العلماء, او دفعهم الى الهجرة, الى سرقة كنوز المتاحف, الى تشريد الكتاب والشعراء الى عواصم شتى جعلتهم ظروف الاقامة فيها يبيعون مكتباتهم الشخصية التي حملوها معهم الى الشتات بأبخس الاثمان في مدن لا تقرأ. ومن ثم العمل في صحف ومجلات لم يحصلوا منها على اي مكافأة او مردود . اضافة الى اللوحات الفنية, والمنحوتات, والمقتنيات التي بيعت بمثابة "خردة".. و"الخافي اعظم".

* وها أنذا اتحدث عن نفسي: اقمت في "بغداد" قبل سنوات وسنوات/ كنت طالباً في واحدة من جامعاتها, وكنت أتردد على مكتباتها الزاخرة بكتب رائعة, وبأسعار في متناول تلميذ مثلي, فاشتريت مرة رواية ما زلت احتفظ بها هي "الحب في زمن الكوليرا" لكاتبها الروائي الكولمبي الفذ "ماركيز". ويا لها من مصادفة, فقد عدتُ البارحة الى هذه الرواية ليتأكد لي ان "العراق العظيم" يتعرض ويخضع لأسوأ احتلال وهي مفاجأة: لقد تحوّل اسم الرواية العتيقة تحت نير الاحتلال الى "الكوليرا في زمن الحرب"...

* "الكوليرا" تجتاح "بلاد الرافدين", وأنا متأكد ان للجرثومة "شهادة منشأ" حسب الاصول, وهناك "ورشات محلية" تستقبل الوباء لتوزيعه في بلد ظل نظيفا منذ ان نزل "جلجامش" الى الماء القراح ليستحم, وهذه حكاية, فقد حصل "جلجامش" من السماء على عشبة تُعيد له شبابه كلما شاخ, ولكنه فقد هذه العشبة عندما نزل الى الماء ليستحم: كان وضعها على ضفة الماء, فأكلتها أفعى..

* هذه جرثومة لها "شهادة منشأ". وللأفعى "شهادة منشأ" أيضاً.0



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد