جولة رايس المكوكية

mainThumb

17-10-2007 12:00 AM

تنهي وزيرة الخارجية الأمريكية, اليوم, جولتها المكوكية التي اجرت خلالها عدّة لقاءات مع المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين من اجل التحضير لمؤتمر الخريف المقبل في ولاية ميري لاند الامريكية.

لقد اسْتُقْبِلت الوزيرة بجملة من التصريحات "العربية" التي تثير الشكوك حول انعقاد المؤتمر وتوحي بوجود مصاعب عديدة ان لم تؤد الى الغاء المؤتمر فقد تفرض تأجيله. لكن يبدو انها مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي, اذ لم نسمع من الفلسطينيين ولا من العواصم العربية من يستخدم قرار حكومة اولمرت, بمصادرة الاف الدونمات من اراضي القدس والضفة الغربية بهدف الاستيطان, كورقة ضغط على الادارة الامريكية لاعلان موقف اكثر وضوحا وحسما من التصرفات الاسرائيلية بما يولد القناعة بجدوى المؤتمر العتيد وباهمية شد الرحال اليه.

من الواضح ان رايس لم تجد اية عقبة حقيقية تتناسب والتصريحات السلبية من المؤتمر والتي سبقت وصولها الى المنطقة. وحتى مسألة الاصرار على جدول زمني للمفاوضات لم تُجب عليه الوزيرة فكل شيء سيترك للامريكيين الذين يستضيفون المؤتمر, وبالطبع لا يستطيعون ان يتركوا صغيرة او كبيرة تتعلق بالمؤتمر من دون المشاورات المسبقة مع الاسرائيليين.

مع ذلك ما يزال المؤتمر المرتقب يشكل حدثا مهما بالنسبة للقضية الفلسطينية, والمشكلة ليست, أبداً, في انعقاده برعاية امريكية او دولية! المشكلة دائما في عجز العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون في استغلال المؤتمر من اجل تسويق موقف قوي وصلب من قضية السلام مع اسرائيل.

موقف يقنع العالم بان الطريق الى السلام يكون بالابتعاد عن المواقف التي تؤيد الاحتلال الاسرائيلي الذي يرفض تحرير الاراضي المحتلة والاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اقامة الدولة وحق عودة اللاجئين.

وبالمناسبة فان جميع المطالب الفلسطينية والعربية المتعلقة بالسلام مع اسرائيل لا تتعارض مع قرارات الامم المتحدة وهي مع الشرعية الدولية ومواثيق حقوق الانسان. مطالب اسرائيل هي التي تتعارض مع هذه المرجعيات جميعا, ومع ذلك تخرج اسرائيل دائما من المؤتمرات "التي تحظى بالرعاية الامريكية" وكأنها الحريص على السلام بينما الفلسطينيون والعرب يرفضونه مثلما حصل بعد مؤتمر كامب ديفيد الثاني.

لا نتوقع من الفلسطينيين ان يعودوا من مؤتمر الخريف بالدولة الفلسطينية الناجزة, على الاقل نتوقع ان ينجحوا في اظهار انفسهم بانهم اصحاب حق وانهم يقبعون تحت احتلال عنصري استلابي مستمر منذ 40 عاما وان لهم 10 الاف معتقل في سجون اسرائيل ومن تُنهب ارضهم ومقدساتهم ومن لهم ملايين اللاجئين المحرومين من وطنهم وهويتهم منذ 60 عاما.

لا نريد من مؤتمر الخريف العودة "برأس كليب" بل على الاقل تحقيق بعض المنجزات التي تقنع اصحاب القرار في امريكا واسرائيل بان لا سلام من دون استعادة العرب اراضيهم المحتلة وحقوقهم المغتصبة.

اعادة بناء المواقف الفلسطينية والعربية وتصليبها هي الوسيلة لجعل المؤتمرات جدّية ومجدية وغير ذلك سيكون مشاهد لسيناريوهات تفاوضية اصبحت قديمة ومملة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد