.. إنها معركة !!.

mainThumb

17-10-2007 12:00 AM

لو أن الإعداد لمؤتمر الخريف المقبل ، أو الشتاء المقبل لا فرق ، لم يكن على كل هذا المستوى من الصعوبة والتعقيد والشدِّ والجذب لكان يجب النظر إليه على أنه مجرد محطة عابرة على هذا الطريق الشائك الطويل وأنه لن يكون إلا مناسبة لإلتقاط الصور وتبادل عبارات المجاملة وإضافة ملفٍ جديد إلى مئات وألوف الملفات السابقة .

أمّ?Zا وأن الأعداد لهذا المؤتمر قد تحول إلى معركة فعلية وأن مفاوضات التوصل إلى جدول أعمالٍ له قد إستدعت كل هذا الإستنفار فإن هذا يعني أن الأميركيين جادون هذه المرة وأن المسألة ليست مجرد مسرحية للضحك على الذقون أرادها جورج بوش في نهاية ولايته لتحسين صورته ومن قبيل العلاقات العامة .

إنه أمرٌ طبيعي ألا يكون الذهاب إلى هذا المؤتمر بجدول أعمالٍ فعلي سهلاً وهيناً وبدون كل هذا الذي يجري ، فالفلسطينيون علمتهم مسيرة نحو عقد ونصف من المفاوضات ألا يعتمدوا على حسن نوايا الأميركيين وألا يذهبوا إلى مؤتمر كهذا المؤتمر بدون ضمانات وبدون خريطة طريق واضحة وبدون أن يعرفوا حقيقة خطوة ما بعد الخطوة المقبلة ولهذا فإن هناك كل هذه المواجهة المحتدمة وإن هناك كل هذا الشد وكل هذا الجذب وأن هناك كل هذا التشاؤم .

لو أن المسألة مجرد عملية قفزٍ في الهواء ومجرد ما يسمى بـ وهم الحركة فإنه لم تكن هناك ضرورة لكل هذه المواجهة المحتدمة الآن .. ولذلك فإنه ليس ضرورياً أن ينعقد مؤتمر الخريف المقبل في موعده في تشرين الثاني ( نوفمبر ) المقبل إذا هو لن يكون حلقة في سلسلة متصلة معروف منذ الآن متى تبدأ ومتى ستنتهي وكيف ستبدأ وكيف ستنتهي .

لأن عملية السلام معركة متوِّجة للمعركة بالسلاح بل وهي أصعب وأقسى منها ولأن القضية الفلسطينية قضية معقدة وهي محور الصراع في هذه المنطقة فإنه على الشامتين أن يأخذوا راحتهم وأن يتمادوا في الشماتة فالمواجهة ستستمر قبل مؤتمر الخريف المقبل وبعده وهذا المؤتمر نفسه قد يتأجل مرة ومرات .. والمهم هنا هو تمسك الفلسطينيين والعرب ، الذين يقفون بالأفعال إلى جانب الفلسطينيين ، بحقوقهم وهو ألا يذهبوا إلى هذا المؤتمر من قبيل وهم الحركة وممارسة سياسة القفز في الهواء .

إنها معركة مشرفة ويجب عدم إدارة الظهر لها ، كما يفعل العدميون وتجار الشعارات الصاخبة والأفعال القليلة .. والفلسطينيون بعد كل هذه التجارب المريرة لا يستطيعون السيـْر ، كما كانوا في سنوات سابقة بعيدة وقريبة وراء شعار : قلْ كلمتك وامشِ .. إنه لا خيار أمامهم إلا أن يغوصوا في الأوحال حتى الأعناق وأن يطرقوا كل الأبواب وأن يقفوا للإسرائيليين عند كل منعطف وأن يثبتوا للعالم كله أنهم يدافعون عن قضية عادلة وأنهم جادون في خوض معركة السلام كما كانوا جادين في خوض معركة السلاح .

ما هو البديل ..؟! .

إنه حتماً ليس التفريط وليس المراهنة على الأوهام وهو أيضاً ليس ما يفعله أولئك الذين وضعوا أنفسهم في قاطرة لا تسير على سكة قضيتهم والذين قاموا بما قاموا به في غزة ثم أغلقوا على أنفسهم وعلى شعبهم هناك الأبواب وأداروا ظهورهم لقضيتهم وللعالم كله .. إن البديل هو هذا الذي يجري الآن حيث تخوض القيادة الفلسطينية معركة قاسية بالفعل هي معركة هذا المؤتمر الذي حتى وإن هو تأجل فإنه يبقى هو البديل الذي لا بديل غيره .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد