ما وراء الأكمة .. في العراق

mainThumb

29-09-2007 12:00 AM

لا يمكن أن تكون المصادفة وحدها هي التي جمعت بين حدثين مهمين يتعلقان بالشأن العراقي في يوم واحد ، فقد حصل نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي على مباركة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني لمشروعه المسمى «العقد الوطني» في نفس اليوم الذي أقر فيه مجلس الشيوخ الامريكي اقتراح السناتور الديموقراطي جوزف بايدن تقسيم العراق الى ثلاث مناطق سنية وشيعية وكردية؟
ورغم الاختلاف الظاهر بين المشروعين الا أنهما يتفقان على أن المخرج الوحيد من الازمة الحالية في العراق يكمن في فكرة الفدرالية (وهي الاسم الآخر للتقسيم).
ورغم ان بعض المسؤولين العراقيين قد اعترضوا على مشروع الكونغرس الامريكي بتقسيم العراق ، الا أن الاعتراض جاء فقط من باب أن الطروحات المتعلقة بمستقبل العراق يجب أن تأتي من داخل العراق ، وأن العراقيين أدرى بشؤونهم.
وأحسب أن سبب غضب بعض المسؤولين العراقيين يعود الى أن بايدن تسرع في تقديم مشروعه وأنه سرق الفكرة منهم وأن أي ترويج عراقي لقضية الفدرالية الان قد يبدو متساوقا مع طرح الكونغرس الامريكي ، وبالتالي فقد حرق بايدن فكرة كانت تطبخ على نار هادئة.. ولذلك كان لا بد أن يسارع الهاشمي في نفس اليوم ليأخذ مباركة السيستاني على فكرة «العقد الوطني» لاضفاء الصبغة المحلية التوافقية عليها.
ان التسابق الدولي والداخلي العراقي على طرح فكرة الفدرالية في نفس اليوم يدل على ان وراء الأكمة ما وراءها ، ويشير الى ان فكرة تقسيم العراق الى ثلاثة كانتونات اصبحت مطروحة بقوة ومقبولة من الفاعلين السياسيين في داخل العراق وخارجه.
ومعنى هذا ، ان العالم العربي الذي يتمسك دائما بخيار انكار الواقع كما فعل قبل الحرب على العراق عندما اصر محللوه وساسته على استبعاد قيام امريكا بشن الحرب حتى أخذوا على حين غرة عندما اندلعت الحرب ، اقول ان العالم العربي مطالب الان بالتفاعل مع فكرة الحل الفدرالي في العراق على انها طرح جدي يحظى بموافقة مرجعيات سياسية مهمة في داخل العراق وفي عواصم صنع القرار في العالم.
وعليه فان سيناريو قيام كيانات شيعية وسنية وكردية اصبح قاب قوسين أو ادنى من التشكل بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات خطيرة على الامن القومي العربي.. والمطلوب ان يتوقف العرب عن لعبة انكار الواقع وان يتعاملوا مع هذا الطرح على انه الخيار القادم بالنسبة للعراق.. فهل يدرك العرب ذلك؟، وماذا في جعبتهم للتصدي لهذا الخطر القادم؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد