المنتخب الوطني يدفع ثمن تناحر الأندية

mainThumb

19-10-2007 12:00 AM

أصيب عشاق المنتخب الأردني لكرة القدم بصدمة كبيرة بعد الخسارة المفاجئة أمام منتخب قيرغزستان المتواضع وبنتيجة هدفين مقابل لا شيء في أولى مباريات المرحلة التمهيدية من تصفيات كأس العالم 2010 ، وهي خسارة تحتم على منتخبنا الفوز بفارق ثلاثة أهداف في المباراة القادمة في عمان بعد 8 أيام.
هذه النتيجة ربما تكون الأسوأ في تاريخ منتخبنا منذ أن نفض عنه غبار الهزائم في العام 1992 وحاز على أول بطولة ودية على حساب المنتخب العراقي في عمان ، ومعيار التقييم هنا ليس في حجم النتيجة بل الخسارة أمام فريق يفترض انه متواضع الخبرة والإمكانيات وفي مباراة في غاية الأهمية تمثل بوابة العبور لتصفيات كاس العالم.
لم نشاهد المباراة بسبب غياب النقل التلفزيوني ولكن التقرير الممتاز من مندوب اتحاد الإعلام الرياضي أكد على العرض السيئ للمنتخب وتواضع مستوى بعض اللاعبين وخاصة المحترفين منهم ، وكذلك المشكلة المزمنة في كرة القدم الأردنية وهي ضياع الفرص بسهولة أمام المرمى وعدم وجود هداف متميز على المستوى الدولي ، ومما زاد في مصداقية التقرير أنه لم يضع اللوم على المدرب أو حكم المباراة أو أرضية الملعب أو الجو أو ثقب الأوزون كما هي العادة ، بل أشار إلى ضعف أداء اللاعبين.
هذه الخسارة امتداد لحالة فقدان وزن يعيشها المنتخب منذ مباراته الشهيرة أمام اليابان في ربع نهائي كأس آسيا في العام 2004عندما خسر بضربات الترجيح بعد تغيير مكان تنفيذ الضربات من قبل الحكم ، وبعد تلك المباراة لم تقم للمنتخب قائمة وخسر كل مواجهاته الهامة واختفى عن ساحة المنافسات الإقليمية وهو الآن مهدد بالاختفاء عن خريطة تصفيات كاس العالم.
في نفس الوقت الذي تراجع فيه المنتخب ، تقدم مستوى الأندية آسيويا وعربيا ، فقد حاز الفيصلي على بطولتين لكأس الاتحاد الآسيوي ووصل نهائي بطولة الأندية العربية وتأهل الوحدات وشباب الأردن إلى مراحل نصف النهائية من بطولات عربية وأسيوية.
ويمكن القول أن تراجع مستوى المنتخب رافقه تحسن مستوى الأندية في معادلة واضحة المعالم. منتخبنا لعب في قيرغزستان ومعه 16 لاعبا من الفيصلي والوحدات وشباب الأردن أذهانهم منشغلة بمباريات الأياب في نصف نهائي كاس الاتحاد الآسيوي يوم الثلاثاء القادم ، بعد أن لعبوا مباراة الذهاب قبل 10 ايام.
التوقيت جاء سيئا جدا للمنتخب ، فالمنافسة الشديدة بين الفيصلي والوحدات في بطولة آسيا جعلت اللاعبين في المعسكرين في حالة متواصلة من الترقب والقلق خاصة بفعل ضغط الجماهير ومكافآت الإدارات ، وكانت الأذهان مشتتة تماما عن المنتخب الوطني ، وربما أيضا تدخل عامل الخشية من الإصابة أو حتى تباعد اللاعبين من الناديين عن بعضهما البعض بسبب حالة الترقب للمباراة القادمة. مباراة الإياب ستقام الثلاثاء وسيكون فيها فائز وخاسر ، وسوف تكون هناك حالات من الاستفزاز والغضب والفرح المبالغ به والإحباط لدى الفريقين والجمهور ، وللأسف فإن هذه الحالة سوف تنعكس على اللاعبين عندما يعودون إلى تدريب لا يتجاوز 3 ايام استعدادا للمباراة المصيرية للمنتخب يوم الأحد القادم والتي يحتاج فيها إلى أداء جماعي وإرادة ولياقة ودعم جماهيري لتجاوز عنق الزجاجة الذي دخل به. وبنفس الوقت فإن لاعبي فريق شباب الأردن سيعودون من بيروت بعد مقابلة النجمة اللبناني في البطولة الآسيوية بدون وقت كاف للاستعداد لمباراة المنتخب.
من يشاهد أداء اللاعبين الأردنيين مع أنديتهم وكيف يقدمون كل ذرة عرق ويبذلون جهدا خارقا ويراهم في حالة التراخي والتفكك مع المنتخب يعرف أن المنتخب أصبح يدفع ثمن تنافس الأندية ، والاسوأ من ذلك عندما تأتي مباريات الأندية ضد بعضها لتخرب برنامج استعداد المنتخب في أهم مشاركة له وهي تصفيات كأس العالم ، وإذا خرجنا لا سمح الله من التصفيات فإن المنتخب سيدخل في نفق مظلم لمدة 3 سنوات على الأقل.
batir@nets.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد