اغتصاب سائحتين بريطانيتين

mainThumb

17-10-2007 12:00 AM

في الاخبار يوم امس ، وعلى لسان الناطق الاعلامي باسم الامن العام ، معلومات عن القاء القبض على شخصين قاما باغتصاب سائحتين بريطانيتين حيث القت الجهات المختصة القبض عليهما.
في بقية الاخبار ايضا ، ان كلا الشخصين عرضا على السائحتين ممارسة الجنس ، فلما رفضتا ، قام الشابان ، بعملية الاغتصاب ، والجريمة وقعت في الاغوار ، بعد ان كانت الصبيتان قد باتتا ليلة لدى سيدة في الاغوار ، بعد ان فاتهما باص السياح العائد الى عمان ، حيث اوكلت السيدة الى الشابين ، في اليوم التالي ، مهمة ايصالهما الى عمان ، على الرغم من معرفة السيدة انهما من اصحاب السوابق ولهما ملفات امنية عامرة.
الذي لم يستطع ارهاب التفجيرات تحقيقه ، في هذا البلد ، يحققه ارباب السوابق ، ففي دول اخرى ، تحدث عمليات تفجير او خطف للسياح ، او قتلهم احيانا ، مما يؤدي الى تدمير السياحة في دول كثيرة ، اما نحن فيتحقق الامر لدينا بطريقة اسوأ ، حين يتم اغتصاب فتاتين اجنبيتين ، في وضح النهار ، وحين نتوقع ان تقوم الصحافة البريطانية ، بنشر القصة المخزية ، وحين تعود الفتاتان الى بلدهما ، وتروي كل واحدة منهما قصتها للصحافة البريطانية الشعبية والجادة على حد سواء. ما ينفقه الاردن على الترويج للسياحة ، او لسمعته ، يهدره اخرون ، كل بطريقته ، فسائق التاكسي ، القادم من المطار يشبع الاردن شتما جراء الوضع الاقتصادي ومن اجل ان يدفع المسافر خمسة دنانير اضافية ، والمريض العربي الذي يأتي للعلاج ، يكتشف ان المستشفى بالغ في الفواتير ، او انه تعرض لعملية بيع الى صاحب شقة مفروشة مقابل نسبة محددة للسمسار ، وطالبة الطب العربية تنام في سكنها آمنة فيصعد مجرم لاغتصابها عبر درج الطوارئ ، والسائحة الاجنبية ، تنام آمنة وتصحو مغتصبة ، وهكذا تنخرنا مشاكل محددة ، بما لم ينخرنا به الارهاب او الخراب الذي عم من حولنا وحوالينا. ليس مناسبا الاستغراق في الحديث عن حرمة الاغتصاب ، وعن الجريمة الكبيرة ، فلا احد يختلف على ذلك ابدا ، وانما الواجب ان نتحدث عن كل انواع التصرفات التي تؤدي الى تشويه سمعة البلد ، في الخارج ، واظهاره وكأنه غابة بلا قانون ، فحادثة مثل اغتصاب السائحتين ، عند نشرها في الاعلام البريطاني والاجنبي كفيلة بهدم حملات الترويج السياحي لخمس سنوات مقبلة على الاقل ، فلماذا يأتي السياح الى بلد ، تنام فيه السائحتان عند سيدة اردنية ، وفي الصباح يتم اغتصابهما على يد معارف السيدة ، ولماذا يأتي العرب الذين يريدون علاجا ما دام سائق التاكسي والمستشفى وصاحب الشقة يشهرون سكاكينهم لتقطيع الضيف الذبيح. هناك حاجة لمراجعة كل الثغرات التي يتم عبرها تشويه سمعة البلد ، وان لا نتراخى في معالجة التفاصيل ، اذ ان هناك دولا تراخت تدريجيا في معالجة تفاصيل محددة ، فصارت سمعتها قائمة على الرشوة او الدعارة وغير ذلك من قصص ، واحسب ان اصحاب القرار ، يعرفون اين هذه الثغرات ، وكيفية معالجتها ، فما دامت هناك هيبة ودولة وقانون ، فنحن بخير ، والا...فان علينا ان نتوقع المزيد من الفضائح ، ولو جرت مراجعة لكل التعليمات واشكال المتابعة ، في المواقع الاساسية الخدمية والسياحية والعلاجية ، وغير ذلك من مواقع لوجدنا من يحسب حسابا قبل ارتكاب كل هذه الجرائم ، بدلا من ارتكابها بقلب ميت ، ثم بحثنا عن تبرير "موضوعي" والقول ان المجرمين من اصحاب السوابق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد