حماس فـي غزة إلى أين؟.

mainThumb

16-10-2007 12:00 AM

كيف تحتفل حماس بسيطرتها على غزة وهي محاصرة براً وبحراً وجواً، وتعيش تحت رحمة إسرائيل. هل تستطيع حماس أن تضمن لشعب غزة أبسط متطلبات الحياة مثل الماء والكهرباء والمحروقات، أم أنها تثق بإنسانية إسرائيل.
ما قامت به حماس في منتصف حزيران الماضي من الانقلاب على السلطة الوطنية والسيطرة بالقوة والعنف على غزة، يعتبر من أبرز الأمثلة على المكاسب العسكرية والخسائر السياسية، أو الانتصارات التكتيكية التي تشكل في الواقع هزائم إستراتيجية، فإلى أين ستذهب حماس بالقطاع وبانتصارها الفارغ؟.
قبل انقلاب حماس على السلطة كان إسماعيل هنية رئيساً لوزراء حكومة الوحدة الوطنية في فلسطين التي يعترف بها العالم، وبعد الانقلاب أصبح رئيس الحكومة المقالة في غزة وحدها التي لا يعترف بها أحد، فأي إنجاز هذا؟.
حماس التي سيطرت بالقوة على غزة لا تريد ولا تستطيع أن تحولها إلى دولة قزمة، وهي لا تستطيع أن تسيطر على الضفة، فماذا تريد إذن من الانفصال، وما هو الهدف من السيطرة على المؤسسات الأمنية للسلطة الفلسطينية التي كانت الغارات الإسرائيلية قد أنهكتها. ولماذا رفعت حماس السلاح الفلسطيني في وجه الأخ الفلسطيني، خاصة إذا كان هذا الفلسطيني شريكها في الحكم.
عزلة حماس عربياً ودولياً سوف تفرض عليها، آجلاً أو عاجلاً، الارتماء في أحضان إيران والاعتماد عليها والعمل كأداة لها على حساب قضية الشعب الفلسطيني.
قريباً ينعقد في واشنطن مؤتمر الخريف الذي دعا إليه الرئيس الأميركي لبحث قضية السلام وإقرار مبدأ الدولة الفلسطينية، فماذا يعني انفصال غزة في هذه الحالة غير تقديم العذر لإسرائيل وأميركا؟ وهل يعقل أن يتصالح الفلسطينيون مع الإسرائيليين ولا يتصالح الفلسطينيون مع الفلسطينيين.
مطالبة حماس بالحوار مع فتح غير مجدية وغير ممكنة إذا لم تتراجع أولاً عن انقلابها، وتعيد تسليم مقاليد الحكم إلى السلطة، وتعترف بالخطأ وتعتذر عنه.
حماس كانت حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي وتحولت الآن إلى نظام حكم قمعي، شديد القسوة مع الخصوم الفلسطينيين، وداعية تهدئة مع الأعداء الإسرائيليين. وخسارتها للرأي العام لا تقتصر عليها بل شاركها فيها كل من أيدها ودافع عن فعلتها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد