صحيفة السوسنة الأردنية

حديث اليوم هو رسالة من احد المواطنين يكتب عن مجموعة قضايا اهمها تعيين خريجي معلم صف، لغة انجليزية. وهذا الموضوع ليس خاصا بشخص او عائلة، بل بكل خريجي هذا التخصص. لن نذهب بعيدا في التفاصيل ولنترك للرسالة ان تعرض هذه القضايا بلغة الاب الذي يبحث عن كل دينار للانفاق على دراسة بناته، ثم لا يجد فرصة عمل نتيجة قرارات حكومية مفاجئة.

تقول الرسالة: " لي ابنتان الأولى تخرجت من جامعة البلقاء، تخصص معلم صف- لغة انجليزية عام 2005/2006، بدرجة امتياز، خلال ثلاث سنوات فقط. وتقدمت بطلب توظيف لديوان الخدمة المدنية واصبح ترتيبها "الاول" منذ سنة تقريبا، ولم يتم تعيينها إلى الان. وللعلم ايضا لم يتم تعيين اي معلم صف- لغة انجليزية هذا العام في محافظة الزرقاء! اما الثانية؛ فهي في الفصل الاخير من دراستها الجامعية، وفي الجامعة نفسها والتخصص نفسه، ومتفوقة ايضا في دراستها الجامعية.

المفارقة الجلية ان تخصص معلم صف- لغة انجليزية تم استحداثه عام 2003 ليدرّس بالجامعات الاردنية، وفي عام 2005/2006 تم الغاء تدريس هذا التخصص المستحدث، بينما الطلبة لا يزالون على مقاعد الدراسة الجامعية.

ومن خلال اتصال هاتفي مع ديوان الخدمة المدنية مستفسرا عن موضوع تعيين ابنتي فأجابني الديوان بانه "بناء على كتاب من وزارة التربية موجه للديوان بعدم تعيين معلم صف- لغة انجليزية، وتعطى الاولوية لتخصص لغة انجليزية وادابها".

ما دامت الجامعات تخرّج افواجا متتالية من تخصص لغة انجليزية وآدابها سنويا بل وفصليا، فمتى سيلحق الدور لتعيين معلم صف- لغة انجليزية. فهذا يعني عمليا وقف التعيين لمعلم صف- لغة انجليزية. اذن اين سيوظف خريجو معلم صف- لغة انجليزية ما دامت وزارة التربية ترفض تعيينهم في الوزارة وهي المجال الحيوي لتخصصهم! ولمن تكون اولوية التعيين اذا لم تكن لهم، بينما خريجو اللغة الانجليزية وادابها مجال تعيينهم واسع جدا. وما ذنب من درسوا هذا التخصص الذي اقرته الوزارة وألغته خلال السنتين! من يتحمل المسؤولية في ذلك؟ اهم الطلاب؟ ام من اقره والغاه خلال السنتين؟

وما دامت الوزارة تعترف في ردها على استفسارات القراء في إحدى الصحف اليومية حول هذا التخصص انها وجدت التركيز على اللغة الانجليزية ضعيف وطلبت وكتبت للجامعات زيادة التركيز على مساقات اللغة الانجليزية. فإنّ هذا "الاكتشاف العظيم" يطرح سؤالاً أخطر وهو من وضع المساقات لمعلم صف- لغة انجليزية؟

وزارة التعليم العالي ومؤسساتها هي التي قامت باستحداث هذا التخصص ووضعت مساقاته. وبما ان الوزارة تعترف انها اخطأت فمن الواجب الا تحمل الطلاب واولياء امورهم اخطاءها القاتلة بحق المواطن الذي يضحي بالغالي والنفيس من اجل تدريس ابنائه ويستدين من اجل ذلك.

لا ذنب لنا. بل يجب محاسبة من اخطأ واجرم بحق الوطن والمواطن محاسبة عسيرة، ايا كان موقعه. ايضا اطالب ويطالب المتضررون، وهم كثيرون، باعادة الاعتبار لهذا التخصص فورا؛ فمثل هكذا قرارات واجراءات تسيء للوطن والمواطن على حد سواء هذا اولا. وثانيا: الطلب من وزارة التربية التراجع الفوري عن قرارها بعدم تعيين معلم صف- لغة انجليزية والايعاز لديوان الخدمة بتعيينهم ومنحهم الاولية لان وزارة التربية مجال عملهم الحيوي.

وقد ابلغ المدير المالي للجامعة التي تدرس فيها بناتي، ان لكل منهن منحة من وزارة التعليم العالي، وذلك منذ ما يزيد على ستة اشهر، ولم يتم صرفها إلى الان. فلا أعرف ما السبب؟ علما ان ابنتي تخرجت منذ عام 2005/2006، كما ذكرت انفا. وابنتي الأخرى في الفصل الاخير من دراستها الجامعية".

sameeh.almaitah@alghad.jo