أولويات المواطن الأردني

mainThumb

26-10-2007 12:00 AM

يقول استطلاع الرأي الذي قام به المركز الأردني للبحوث الاجتماعية أن أولوية المواطن الأردني اقتصادية. وهذا اتجاه جديد ، حيث كنا نظن أن الشعب الأردني مسيّس ، وأن اهتماماته سياسية في المقام الأول ، واقتصادية بعد ذلك.
هذا التطور يدل على مرحلة انتقال من الاهتمامات العامة إلى المعاناة الشخصية ، وهي صفة للمجتمعات المتقدمة التي حلت مشاكلها السياسية ، كالحريات العامة والديمقراطية ، وأصبحت تركز على مستوى المعيشة ونوعية الحياة.
في الأردن وجميع البلدان العربية لم يتم حل القضايا السياسية ، فهناك قضية فلسطين ، وتعثر الديمقراطية ، والحاجة المعترف بها للإصلاح السياسي المفقود ، فلماذا إذن تتحول اهتمامات المجتمع إلى الاقتصاد؟ ولماذا تحل القضايا الوطنية محل القضايا القومية.
أحد التفسيرات لهذه الظاهرة أن المواطن الأردني خاصة ، والعربي عامة ، وصل إلى حالة اليأس في المسار السياسي ، فقضية فلسطين غير قابلة للحل العادل في ظل الظروف الراهنة ، والإصلاح السياسي مجمد حتى إشعار آخر ، أما القضايا التي تعبّر عنها الشعارات القومية ، مثل الوحدة العربية ، فقد أصبحت في مرتبة الأحلام ، وربما تثير السخرية. وحتى الانتخابات البرلمانية تقابل بقدر من البرود وعدم الاكتراث.
أولوية المواطن الاقتصادية التي تدور حول جدلية الدخل والإنفاق ، الضرائب والأسعار ، الفقر والبطالة ، تعني أن الأفق العام لهموم المواطن أصبح محلياً بالدرجة الأولى ، فما يحدث في غزة والضفة أو العراق أو لبنان أو السودان يظل مهماً ، ولكنه لم يعد يثير نفس القدر من الاهتمام والمتابعة الحثيثة كما كان الحال في السابق. ومن المحتمل أن يكون الأمن والاستقرار اللذان ينعم بهم الأردنيون قد أسهما في انتقال الاهتمام من السياسة إلى الاقتصاد.
وإذا كانت الصحافة مرآة المجتمع ، تعكس همومـه واحتياجاته وتطلعاته ، فقد كان من الطبيعي أن تنتقل الأخبار المحلية من الصفحات الداخلية إلى صدر الصفحة الأولى ، وأن يختار القراء الأعمدة التي تعالج القضايا المحلية ، اكتفاء بقراءة عناوين المقالات التي تعالج الشؤون العربية والعالمية.
هذا لا يعني إهمال القضايا العربية والدولية ، فهي موجودة وستبقى ، وكل ما هنالك أن مرتبتها على سلم أولويات المواطن تراجعت لحساب القضايا المحلية التي تمس حياته اليومية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد