في زمن عزّ فيه وجود الفرسان في الشرق والغرب ، بسبب هيمنة وسيطرة يهود بحر الخزر على مفاصل صناعة القرار ، خرجت علينا وزيرة الخارجية السويدية المبجلة الفارسة النبيلة مارغوت والستروم ، لتؤكد مقولة أن الخير في هذه الدنيا لن ينقطع ، وإن ساد الشر لمرحلة طويلة ، وأن الضمير الإنساني لن يموت وإن جرى تخديره لفترة ، وهكذا خلدت هذه الوزيرة الفارسة النبيلة نفسها ليذكرها التاريخ ، ويثبت بصمتها الإنسانية ، ويعزز جرأتها ، لتصبح مثالا يحتذى بها بين القادة وصناع القرار ، وأيم الله أن غالبية صناع القرار في أوروبا يغبطون هذه الفارسة المبجلة ، لأن الله سبحانه وتعالى حباها بالجرأة والصرامة في قول الحق ، وتحدي يهود بحر الخزر ،الذين هيء لهم انهم سيطروا على العقل المسيحي الغربي ، وصولا لتهويده من خلال المسيحية الصهيونية التي أسسوها دعما لباطلهم.
قبل يومين تحدثت هذه الوزيرة الفارسة النبيلة ، التي تمثل الضمير الأوروبي ، إلى تلفاز بلادها ، وأعلنت الحقيقة أن مستدمرة إسرائيل التي تمثل مملكة "إسبرطة " هذه الأيام ، هي سبب كل أنواع التطرف الإسلامي في الشرق الأوسط لأنها أغلقت كل أبواب الأمل ، كما أنها تحدثت بكل الصراحة المعهودة عندما إتهمت مستدمرة إسرائيل بأنها تقف وراء إرهاب باريس الأخير ، وكأنها تحفظ سفر الإرهاب الصهيوني عن ظهر قلب ، وتعرف ملف التآمر اليهودي حتى على من يقدمون الولاء والطاعة لهم ، فهذا ديدنهم ولن يتوقف ، وهي بذلك تريد القول أن أصحاب الحق الفلسطيني ونظرا لتخاذل أمتيهم العربية والإسلامية عن نصرتهم ، تنازلوا عن معظم حقهم في فلسطين ،وإعترفوا بحق يهود بحر الخزر فيها ، على أمل أن يحل السلام ويتوقف القتل وسفك الدماء ، الذي لن ينحصر في منطقة الشرق الأوسط ، بل سيعم العالم وأوروبا على وجه الخصوص ، كما أعربت عن تخوفها من إنجراف الشباب السويدي مع الخوارج الجدد فرع الإستخبارات السرية الخارجية الإسرائيلي "ISIS" ، الذي أطلقوا عليه داعش ، وألبسوه رداء الإسلام ، لتشويه هذا لدين الحنيف ، والإسلام منه براء.
لم تأت هذه الفارسة النبيلة بجديد ، لكن ما فعلته هز الوجدان وحرك المشاعر ، عند الرأي العام الغربي الذي إكتشف عنصرية وإجرام يهود بحر الخزر ، وخاصة إبان الإعتداءات الوحشية الإجرامية المتكررة على غزة ، وقيام فتية من الفلسطينيين الذي أتقنوا فن التعامل مع التقنية الجديدة وجعلوا ما يحدث في غزة من جرائم وحشية أمام نظر وبصر الجميع ، وهذا ما إضطر كبريات الصحف الأمريكية التي كانت وما تزال تحت السيطرة الصهيوينة تنشر بعض الصور ، رغم رفضها المسبق قبل إنكشاف الفضائح.
لقد سجلت هذه الوزيرة الفارسة سبقا في الغرب المسيحي ، ما يبشر بالخير أن ضمير الغرب المسيحي لم يمت ، وسوف لن يبقى إلى الأبد رهينة التضليل والهيمنة اليهودية –الصهيونية ، ويقيني أن الغرب قريبا سوف يشن حملة ضد من فرضوه عليه ، بأنه نبي الإصلاحات مارتن لوثر كينغ ، وهو الذي أعاد الإعتبار لليهود الذين كانوا مكروهين جدا في الغرب ، نظرا لطبيعتهم التآمرية وإنحباس الشر في نفوسهم ، وتعاليهم على البشر بحجة لا طعم لها وهي أن الله فضلهم على غيرهم من البشر ، وأنهم شعب الله المختار ، ولست مبالغا ان ملائكة السموات حاليا ترقص طربا لأن ضميرا غربيا مسيحيا صحا وإستيقظ من سباته وخاطب يهود بحر الخزر بحقيقتهم ، دون خوف منهم أو وجل ، ولذلك حق أن نصف هذه المرأة الحكيمة الجريئة بأنها فارسة نبيلة.
إنها النصيحة التي يتوجب على حكماء الغرب ان يسدوها ليهود بحر الخزر ، وهي أن يتخلصوا من عقلية إسبرطة ، ويغادروا قلعة وحصن التعنت ، لأن ذلك ليس في مصلحتهم على المدى البعيد ، فقد تعبوا وأتعبوا العالم معهم ، ومع ذلك ورغم أن العرب والمسلمين خذلوا الفلسطينيين ، فإن الفلسطينييين لن يكلوا أو يملوا من التضحية بأرواحهم فهم خاسرون لا محالة وفي كل الظروف ، ولذلك فإنهم حاليا يبرمجون خسارتهم ان تكون ربحا في الدنيا والآخرة ، وهذا ما قالته الفارسة النبيلة والستروم.
لا أظن ان هذه الفارسة النبيلة تجهل انها أزعجت عش الدبابير ، أو أنها لم تكن تتخيل أن يهود بحر الخزر سوف يفتحون باب جهنم عليها ، ولو كانت كذلك لما أصبحت وزيرة خارجية لبلادها التي إتسمت بكل الصلاح والإصلاح المبكر ، وعاش شعبها مرتاحا سيد نفسه .
لقد كانت هذه الفارسة النبيلة تعرف مسبقا ما سينتظرها بعد مكاشفتها للرأي العام السويدي قبل العالمي ومصارحته بالحقيقة المرة ، وهي على قناعة تامة بأن التغلغل الصهيوني في بلدها سوف يحاول العبث في السويد التي نحب ، ولست مستغربا من إصدار الأوامر للخوارج الجدد داعش بأن ينفذوا عملا إرهابيا في السويد ، ردا على فارستنا النبيلة وليقولوا لها هاهم من تدافعين عنهم يعبثون في بلدك ، علما ان العابثين هم الصهيوينة واليهود ووليدهم داعش.
كعادتهم فإن يهود بحر الخزر ، لجأوا إلى قربتهم المخرومة وإتهموا الفارسة النبيلة وزيرة خارجية السويد التي نحب ، بالإنحياز للفلسطينيين ، وبالعداء للسامية ، علما أن السامية براء من يهود بحر الخزر إلى قيام الساعة ، وعلى العرب والمسلمين أن يجندوا أنفسهم للتضامن مع هذه الفارسة النبيلة وان يدافعوا عنها ، تقديرا لشجاعتها وجرأتها في قول الحق الذي عجز عن قوله رجال في مراكز صنع القرار الغربي خوفا على مناصبهم.