قوة العاطفة تحدد نوع السيارة التي تشتريها

mainThumb

17-07-2009 12:00 AM

لا يوجد تفسير واحد واضح لسبب عشق الإنسان لسيارة دون الأخرى، ولكن العاطفة التي يشعر بها مالك السيارة تعتبر أمرا مهما للغاية وهي العاطفة التي تستغلها شركات صناعة السيارات لجذب العملاء إلى طراز سيارة معين.

وقال روديجر هوسيب من كلية علم النفس بجامعة الرور في بوخوم إن "الصورة تمثل كل شيء عندما يتعلق الأمر بسيارة. ولكن هذا ليس له علاقة بالشيء في حد ذاته".

وقال العالم السلوكي إن مكانة المستخدم وعمله لا يلعبان أي دور على الإطلاق فيما يتعلق بالسيارة "إن الهدف هو خلق صورة متسقة مع النفس". وأشار إلى أن صورة السيارة يجب أن تنتقل بطريقة ما إلى الشخص الذي يقودها.

وأوضح هوسيب إنه من المهم أيضا أن يتوحد سائق السيارة مع سيارته والتي ينبغي بدورها أن تثير لديه مشاعر خاصة وعاطفة معينة وذلك اعتمادا على طرازها. وأعتبر أن "السيارة تعبر عن نوع من الفلسفة".

وفي أوروبا، تعبر السيارة "سيتروين تو سي في" عن الساسة اليسارين كما أن الطلبة كثيرا ما يقودونها في حين أن السيارة ميني كوبر الجديدة أصبحت تعبيرا عن أسلوب الحياة. وهناك طرازات أخرى تشير إلى المكانة الاجتماعية أو القدرة على التحرك بسرعة كبيرة على الطريق السريع.

ويرى الأستاذ باولو تومينيلي من معهد جودبراند لثقافة السيارات في كولونيا أن الأمر أصبح أكثر صعوبة أن تنقل صورة معينة لسيارة.

ويرجع هذا الأمر إلى الاختلافات المادية التي كانت موجودة بين الطرازات مثل نظام الدفع على العجلات الخلفية مع فولكسفاجن بيتل ومحركها الذي يتم تبريده بفعل الهواء ونظام الدفع على العجلات الأمامية مثل السيارة فيات 128 التي لا تكاد موجودة حاليا.

واعتبر تومينيلي أنه من أجل مساعدة السائقين على إدراك الفرق في الصورة، أصبح التصميم والتسويق أكثر أهمية.

وتستخدم شركات صناعة السيارات التصميم واستراتيجيات التسويق لخلق قيمة الطراز التي يفسرها عملائها على أنها اختيار لأسلوب الحياة، أو الإحساس بالانتماء.

ومن بين الأسئلة التي يتعين على شركات صناعة السيارات أن تطرحها "كيف يمكنني نقل وتوصيل الرسالة؟ كيف سيفسرها عميلي؟ ".

وأضاف تومينيلي أن الإجابة على هذين السؤالين تعقدت بسبب فترات الاهتمام قصيرة المدى واستعداد العملاء لتجربة أشياء جديدة.

وقال فرانك فيلكه المحلل بشركة "كلاسيك ديتا" وهي شركة مستقلة لمراقبة سوق السيارات الكلاسيكية في ألمانيا إن انطباعاتنا الأولى عن السيارات خلال مرحلة الطفولة هي أيضا عامل مهم عندما يتعلق الأمر بالانجذاب لطراز معين من السيارات.

وهذا يفسر الأهمية الكبيرة التي توليها شركات صناعة السيارات للقيم التقليدية المرتبطة بالطراز الذي تنتجه الشركة.

ومن الأمثلة على السيارات الجديدة التي تحقق نجاح اعتمادا على صورتها التقليدية المعروفة، السيارة ميني كوبر التي تنتجها بي ام دبليو والتي أعادت الشركة إطلاقها في السوق قبل بضعة أعوام. وحافظت ميني الجديدة على الصورة الأساسية لسابقتها ميني التقليدية.

وعلى الجانب الآخر، فشلت فولكسفاجن مع سيارتها نيو بيتل لأن السيارة في الأساس سيارة جولف ولكن على هيكل آخر. وافتقد عشاق السيارة نظام الدفع على العجلات الخلفية ووجود المحرك الذي يتم تبريده عن طريق الهواء، وساهم هذان العاملان في نجاح السيارة بشكل مبهر.

كما فشلت دايملر في إعادة إطلاق سيارتها الفخمة مايباخ، وأرجع فرانك فيلكه سبب هذا الفشل إلى الفجوة الزمنية الكبيرة بين إطلاق السيارتين.

ولم تواجه منافسات مايباخ في رولز رويس وبنتلي هذه المشكلة لأن لديها سجلا مستمرا فيما يتعلق بإنتاج السيارات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد