الصحفي والكاتب بدر عبد الحق في ذمة الله

mainThumb

03-02-2008 12:00 AM

عمان –السوسنة - توفي الأديب والكاتب الصحفي بدر عبد الحق صباح اليوم بعد صراع طويل مع المرض . ويعد الزميل المرحوم عبد الحق من اشهر الكتاب الصحفيين خلال العقود الماضية ، وكان مديرا للتحرير في العربي والدولي بجريدة الرأي .

وتشاطر اسرة السوسنة ذوي الزميل المرحوم احزانهم ، وتدعو الباري عز وجل ان يلهمهم الصبر والسلوان وان يتغمد فقيدهم بواسع رحمته .
 
نبذة

ولد بدر الدين محمد أحمد عبد الحق في الزرقاء عام 1945، حصل على ليسانس شريعة إسلامية من جامعة دمشق عام 1968، عمل في ملاك وزارة التربية والتعليم منذ تخرجه وحتى عام 1972، ثم عمل سكرتيراً لتحرير جريدة الوحدة، ومديراً لتحرير جريدة الوثبة، وكاتباً ومحرراً في جريدة البيان، وجريدة الفجر.. ثم عمل رئيساً لتحرير صحيفة الأيام في البحرين، وسكرتيراً ثم مديراً لتحرير مجلة أفكار، كما عمل محرراً وكاتباً لعمود يومي في جريدة الرأي، وانتخب لأكثر من مرة عضواًفي الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، ورئيساً لنادي أسرة القلم الثقافي في الزرقاء، وراسل عدداً من الصحف العربية، وعمل مراسلاً لإذاعة صوت فرنسا في عمان، وهو عضو نقابة الصحفيين الأردنيين، ورابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب والأدباء العرب.

مؤلفاته:

1-(3) أصوات (مجموعة قصصية) مشتركة مع القاصين خليل السواحيري وفخري قعوار، عمان: المطبعة الأردنية، 1972.

2-حرب الجليل (حول الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان) عمان: دار الجليل، 1983.

3-شهادات جنود الاحتلال (حول الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان) عمان: دار الجليل، 1984.

4-أوراق شاهد عيان في غرائب هذا الزمان (مقالات)، عمان: دار الكرمل، 1986.

5-الملعون (مجموعة قصصية) عمان: مكتبة عمان، 1990.

6- صمت شاهد عيان، قصص ومقالات، تحرير حسين نشوان، أمانة عمان الكبرى 2004
 
من مقالات المرحوم عبد الحق

مشروع لإنشاء "دولة"!!

*بدر عبد الحق

استأذن الروائي العربي الكبير، "إميل حبيبي"، في استخدام كلمة "المتشائل"، لوصف مشاعري، تجاه "الخطوة الوحدوية"، التي خطتها دول الخليج مؤخراً، بإنشاء "مجلس للتعاون والتنسيق" فيما بينها.

وللذين لم يقرأوا رواية "الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي النحس.."، أقول: إن المتشائل، هو ابتكار لغوي، يقصد منه، التعبير عن الحالة، التي يجتمع فيها التفاؤل والتشاؤم معاً.. وهي الحالة، التي وجدت نفسي فيها، أثر الإعلان، عن إنشاء المجلس المذكور.

فأنا "متشائم"، عندما انظر إلى المسألة، من موقع المواطن العربي، الذي يعيش من ذأكثر من 50 سنة، سلسلة من "التجارب" الوحدوية "الاحتفالية"، التي تنتهي بمجرد الانتهاء من التوقيع على صكوكها، وتبادل وثائقها.

لكني "متفائل" عندما انظر إلى المسألة من موقع المطلع، الذي عاش في الخليج سنوات طويلة، ورأى عن قرب، كيف أن شعب تلك المنطقة، هو شعب واحد، بالمدلول الحقيقي لهذا المصطلح، لا بالمدلول الذي يفهم من البيانات المشتركة العربية، التي تؤكد أن شعبي أي دولتين، تبادل زعيماهما الزيارات، هما شعب واحد.

فالواقع، إن الخليجيين، هم أكثر شعب عربي، تربط أفراده وتجمعاته، خصائص مشتركة، منذ ما قبل الفقر واللؤلؤ، وإلى ما بعد السيارات الأمريكية والنفط.

والواقع أيضاً، هو أن "هذا النفط"، سبب مباشر ووحيد، في تحويل الشعب الواحد، إلى شعب ودول وإمارات..

كيف..؟ هذا هو "مربط الفرس".

مثقفوا الخليج "وهم كثيرون وشديدوا الخصوصية" يضعون السيناريو التالي، لقصة نشوء أول دولة في الخليج.

يقولون: كان رئيس قسم العلاقات العامة، في الشركة صاحبة امتياز التنقيب عن البترول، في تلك المنطقة، يفكر بمشروع جديد لتجميل صورة شركته في أذهان الناس، وإقناعهم بأهمية ما تقدمه لهم من خدمات لتطوير "مجتمعهم" سياسياً وثقافياً واجتماعياً.. فأعد "مشروعاً" يقضي بإنشاء "دولة مستقلة" تصيد عصفورين بحجر واحد، فهي من جهة، ستشكل حماية لامتياز التنقيب، من منافسة الشركات الأخرى، وهي من جهة ثانية، ستتيح للسكان، فرصة الحصول على "وظائف" وستنقلهم من مجتمع قبلي مغلق، إلى مجتمع "منفتح" على الدنيا..

وهكذا أعد رجل العلاقات العامة الذكي، مشروعه المدهش، متضمناً "كل" مقومات الدولة: علم زاهي الألوان، نشيد وطني تعزفه فرقة محترفة، جوازات سفر فاخرة الطباعة، شارات وملابس جميلة لرجال الشرطة، ثم اختام وسجلات ومكاتب وأصابير ودبابيس..

ولأن صاحب المشروع، كان "يعرف" إن وجود دولة، يقتضي وجود خصائص مميزة لسكانها، فقد بذل جهداً كبيراً، في البحث عن "الخصائص المطلوبة"، وعاونه في ذلك فريق من الباحثين المختصين بجمع التراث، وكانت النتائج مذهلة: فقد اكتشف مثلاً، إن "الدشداش" التي يلبسها سكان المنطقة التي ستقوم فيها الدولة الجديدة، تمتاز بلسن قمشي رفيع، يتدلى من أعلى العنق، إلى وسط الصدر، بينما لا يوجد مثل هذا اللسان، في المناطق المجاورة... واكتشف أيضاً أن الراقصين والراقصات في الأفراح الشعبية، في منطقة المشروع، يميلون برؤوسهم من اليمين إلى اليسار، بينما تميل رؤوس الآخرين من الأسفل إلى الأعلى، واكتشف كذلك، إن كمية "الهيل" التي توضع في القهوة المرة، هي أكثر، من منطقة المشروع، منها في المناطق الأخرى.. الخ هذه "الاكتشافات"، التي أقنعته بأن سكان المنطقة، ينتمون إلى حضارة مختلفة، وأنهم بالتالي، جديرون بأن يحيطوا أرضهم بحدود، ويصنعوا لأنفسهم دولة..

وهكذا كان.. فقد وافق مدير عام الشركة، على المشروع الذي تقدم به رئيس قسم العلاقات العامة، وأصدر قرارين بهذا الخصوص: الأول يقضي بمنح موظفه النشيط، علاوة مجزية، والثاني يقضي بإسناد تنفيذ المشروع، إلى الحاكم البريطاني للمنطقة.

إلى هنا ينتهي "السيناريو".. ومن هنا، كما اعتقد، تبدأ المهمة الحقيقية، لمجلس التعاون والتنسيق الخليجي.

فالخطوة الأولى، التي يجب أن ينفذها المجلس، هي إعلان بطلان "الاكتشافات" التي استند إليها رجل العلاقات العامة، السالف الذكر، لتبرير مشروعه، بحيث يتوحد تفصيل الدشاديش الخليجية، ويتوجد اتجاه ميلان رؤوس الراقصين والراقصات في كل دون الخليج.

وإلى أن يتم ذلك سأظل "متشائلاً" وسيظل "سعيد أبي النحس" جاثماً فوق صدري، وصدور كل العرب، المحبين للوحدة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد