مقبرة جماعية للأحزاب السياسية الأردنية
جولة واحدة من الاتصالات الهاتفية مع قادة الأحزاب السياسية الأردنية ، تكفي لرصد "المزاج العام" الذي يحكم الحركة الحزبية في بلادنا ، وهي تقترب من لحظة الحقيقة والاستحقاق ، لحظة الولوج إلى "المقبرة الجماعية" التي حفرها لها قانون الأحزاب السياسية الأخير بإحكام.
أحدهم ، نعى حزبه مبكرا ، واعتذر لكوادره ونشطائه على طريقة أمانة عمان واعتذاراتها عن الأشغال على الطرق: "نأسف لإزعاجكم ونعمل لخدمتكم"... اعتذار صديقنا لكادرات حزبه ، أقرب ما يكون إلى "النقد الذاتي" والإحساس بالخيبة والأسف لتصديق وعود الإصلاح والديمقراطية ، ومن حسن حظ صديقنا ، أن الحزبيين لا يطالبون بتعويض نهاية الخدمة ، أو راتبا تقاعديا من الضمان الاجتماعي ، وإلا لكانت أوضاعه صعبة للغاية.
آخر ، ويترأس حزبا قوميا ، تهدد وتوعد ، نسي الحزب وتذكر العشيرة وأفضالها وإسهاماتها في بناء الأردن والذود عن نظامه ، لكن المطاف بصديقنا سينتهي على ما يبدو ، معارضا في الخارج ، أو هكذا يلوّح صادقا أو على أمل أن ينظر بشأنه.
آخرون كثر ، ينتظرون موعد الخامس عشر من نيسان ـ أبريل ، بقلق وترقب ، إذ اعتبارا من ذلك اليوم ، سيفقد هؤلاء صفتهم كأمناء عامين ، وسيفقد معهم عشرات غيرهم ، صفاتهم كأعضاء مكاتب سياسية وقيادية في أحزابهم ، وسننتهي إلى عدد من الأحزاب ، لن يزيد عن أصابع اليدين على الأرجح.
الأمناء العامون للأحزاب التي صوّبت أوضاعها وتلك السائرة على هذا الطريق بثقة ، يشعرون بأنهم أمام ولادة جديدة ، لكأن حزبهم نشأ للتو ، بصرف النظر عن الطريقة التي تم بها جمع تواقيع وشهادات "لا حكم عليه" ، بصرف النظر عن الوسيلة التي استخدمت لتجديد صلاحية الأعضاء القدامى المنتهية صلاحيتهم والخارجين من الخدمة ، أو بشراء الأعضاء المؤسسين من قوائم المواطنين الذين باعوا أصواتهم بالأمس في الانتخابات البرلمانية ، ومضى على حصولهم على الجنسية الأردنية عشر سنوات على الأقل.
قلة قليلة هي الأحزاب التي لم تشكُ نقصا في الأعضاء والكوادر والنشطاء ، والتي كان بمقدورها أن تلتقي مع شروط قانونها الجديد ، دون عنت أو "مال سياسي" ، ودون أن تضطر لإحياء العظام وهي رميم.
الوجه الآخر لحراك الأحزاب ، اضمحلالا واندثارا واندماجا ، يتعلق بالقانون ذاته ، وبالآراء والمواقف التي دافعت عن ضرورة "رفع الحد الأدنى للأعضاء المؤسسين" والتي صدرت في الغالب من فئتين من الناس: فئة ليست لها أية دراية فكرية أو عملية في العمل الحزبي ولم تنخرط يوما في أية أحزاب سياسية ، وفئة من أشخاص عرفيين ، يكنون مشاعر العداء للأحزاب والحزبية ، ويعملون بنظرية كل من تحزب خان.
وحتى لا نكون ظالمين أبدا لهؤلاء ، نقول أن القاسم المشترك الأعظم بين تبريراتهم وحججهم يقول أن رفع عدد الأعضاء المؤسسين سيساعد على دمج الأحزاب المتقاربة سياسيا وفكريا ، وسينهي ظاهرة تشرذم العمل الحزبي ، وسيفضي إلى تشكيل كتل وأحزاب سياسية كبرى ، توطئة لتداول سلطة سلمي وديمقراطي.
لقد نجح هذا "التيار" في تحويل وجهة نظره إلى "قانون" ، ونحن نتحدى أن يثبت أنصاره اليوم ، أن قانونهم الجديد قد نجح في تحقيق أي من الغايات المذكورة ، فلا الأحزاب اندمجت على نطاق واسع ، ولا التي توحدت منها ، ازدادت فعاليتها ، ولا نحن انتهينا إلى تشكيل كتل كبرى.
قد يكون من الصائب القول ، أن "سكرتارية" مراكز الدراسات ووزارة التنمية السياسية هي المستفيد الأول والأخير من القانون ، إذ ستحتفظ بعد اليوم بقائمة مختصرة من الأسماء والعناوين وأرقام الهواتف ، أما الأحزاب السياسية ، فغارقة في وحل اليأس والإحباط ، ويسير كثير منها إلى "مقبرته الجماعية" التي سيدوّن على شاهدها العبارة التالية: "هنا ترقد الأحزاب السياسية الأردنية" و"هذا ما جناه القانون رقم 19 لسنة 2007 علينا ، وما جنينا على أحد".
الأمم المتحدة: جهود مكثفة لوقف إطلاق النار في لبنان
20 مليون دينار لإنهاء أزمة الصرف الصحي غرب إربد
حزب الله: 100 قتيل و1000 جريح بصفوف الاحتلال الإسرائيلي
البرلمان العربي يدين تصريحات وزير إسرائيلي بشأن الضفة الغربية
حزب الله: المناورة البرية الإسرائيلية جنوب لبنان مصيرها الفشل
كيفية تفعيل وضع الطائر الطنان في واتساب لتغيير الأيقونة
البرلمان الأردني: صورة الوطن وتحديات الديمقراطية
ولي العهد يبحث التعاون بين الأردن وصندوق المناخ الأخضر
مشجع عراقي يستقبل رئيس مشجعي الأردن بالبصرة .. فيديو
نقابة الأطباء تكشف مخالفات خطيرة بقطاع التجميل غير المرخص
ولي العهد يؤكد ضرورة تعزيز الاستجابة الدولية لأزمة غزة
القسام تعلن تدمير آليات إسرائيلية وإصابة جنود شمال غزة
فوزان للبقعة وصما بدوري الدرجة الأولى لكرة القدم
إحالة الفنان عمرو دياب إلى المحاكمة العاجلة
مهم للجمهور الأردني .. طريقة شراء تذاكر حضور مباراة النشامى والعراق
إيقاف ملحمة شهيرة في العاصمة عمان عن العمل
توضيح من الضمان بشأن رواتب تقاعد الشيخوخة
تحذير لمالكي السيارات الكهربائية .. تفاصيل
السفارة الأردنية في واشنطن تعلن عطلة رسمية الإثنين المقبل
الأميرة منى الحسين تؤدي مناسك العمرة
زيت الزيتون .. موسم جيد ومواصفات دقيقة واستقرار سعر التنكة .. فيديو
الأرصاد: عودة الأمطار الرعدية إلى المملكة بهذا الموعد
امتحان تنافسي بالداخلية والصحة والزراعة والأوقاف والصناعة .. أسماء
بشرى سارة للأردنيين الراغبين بحضور مباراة النشامى والعراق
من هي صاحبة شخصية دونا في مسلسل العميل
وظائف شاغرة في التربية .. تفاصيل
إغلاق محطة محروقات وتحويل 19 أخرى إلى النائب العام