كازينو

mainThumb

31-03-2008 12:00 AM

احسن رئيس الوزراء ، فعلا ، بالغاء ترخيص الكازينو الذي رخصته الحكومة السابقة ، وبتجاوز غرامة المليار دولار التي في الاتفاقية ، فافتتاح كازينو في الاردن هو كارثة غير مقبولة.

ما تسرب من معلومات حول المستثمر الذي يريد اقامة مشروع سياحي متكامل ، من ضمنه كازينو ، في منطقة البحر الميت ، يشير بشكل واضح الى ان الترخيص للكازينو بقي سرا في عهد الحكومة السابقة ، وقد فوجئت الحكومة الحالية ، بمطلب المستثمر ان يتباحث مع المسؤولين ، حول المشروع ، لتتكشف بقية التفاصيل ، ويعجب المرء كيف تم الترخيص لكازينو في الاردن ، خصوصا ، ان هناك محاولات سابقة جرت ايضا لترخيص كازينو في العقبة ، فلم تنجح هذه المحاولات ، حين كان الرئيس الحالي ، رئيسا لسلطة العقبة الخاصة.

تذكرت كازينو اريحا ، الذي رخصته السلطة ، وهو الكازينو الذي حصل على ترخيص وعلى مقربة منه كان وما يزال المسجد الاقصى محتلا ، وقد كنت دوما اشعر باستياء بالغ حين اسمع اسماء اثرياء عرب وفلسطينيين ومعهم اسرائيليين ، يأتون الى كازينو اريحا ، للعب القمار ، على ارض محتلة ، تم تحويلها ، الى بقعة لتقديم خدمات الفرفشة والسهر.

من يريد بذريعة "الانفتاح" تحويل البلد الى شقة ليلية ، يريد شطب البلد وهوية البلد العربي المسلم ، واذا عزلنا العامل الاجتماعي عند النظر الى اي مشاريع ، نكون قد سمحنا بخراب البلد ، وهدمها من الداخل ، ولعل السؤال يأتي دائما لمصلحة من يتم هدم البلد من الداخل ، ولماذا لا تتم اعادة مراجعة شاملة لما وصلنا اليه من وضع العاملات الاجنبيات المتدفقات للعمل في القطاع السياحي ، وفرملة ما يجري من انفتاح متزايد ، على صعيد تحويل البلد الى مجرد ساحة فندقية.

لا يجد المرء سوى ان يشعر بالامتنان لرئيس الوزراء الحالي ، على الغاء ترخيص الكازينو ، ونرجوه ان يطلب من الوزراء لديه تقديم دراسة حول الجانب الامني والاجتماعي ، حول الخدمات التي تقدم باسم السياحة ، كم عدد مراكز المساج الموجودة ، كم من مركز عليه رقابة فعليا ، كم عدد النوادي والبارات ، هل هناك شبكات فساد اخلاقي تديرها اجنبيات سرا في البلد ، اين يتواجد هؤلاء ، اين هي شققهم ، ما حجم التغيير الحاصل ، وما هي خطة الحكومة لوقف هذه المفاسد ، خصوصا ، انه ليس من مصلحة احد ان تصبح سمعة الاردن في دول الجوار ، انه بلد يقدم المتعة الحرام ، وانه مجرد سرير لعابري الطريق وشذاذ الافاق ، الذين بامكانهم ان يقلبوا وجوههم والذهاب الى بانكوك بحثا عن الرذيلة.

كازينو.. في الارض المباركة المقدسة ، ارض الرباط ، ارض ابوعبيدة عامر بن الجراح وجعفر بن ابي طالب، حقا انها مهزلة لا يمكن السكوت عليها.

m.tair@addustour.com.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد