فرق كبير

mainThumb

31-03-2008 12:00 AM

كان جدي يشرب كل صباح"كاسة"زيت زيتون. وأذكر مرة باغته وهو يمارس"هوايته"المفضلة ، عرض عليّ مشاركته ، فرفضتُ ، وعلى الفور"بطحني"ودلق"كاسة"زيت في فمي ، ومن يومها" وأنا مش طبيعي .،

كانت المرأة حين تلد"يطقشون"لها عشر بيضات و يعدون لها"جاط عجّة" و"طنجرة كراوية"و"ابريق قرفة" ، غير الكبدة والطحال ، لكي تسترد عافيتها وترم عظمها.

كان الرجل يجلس على"برميل"من العدس المجروش وبجانبه"رأس بصل"اكبر من"رأس الرجاء الصالح"وخمسة ارغفة من الحجم العائلي ولا يقوم الا بعد ان يلتهمها جميعا . كان الواحد منا ينام ملء جفونه و"يشخر"بمنتهى اللذة والحرية ويقوم يلتهم بطيخة"على الريق".

أحد الاصدقاء ، حدثني مرة عن شخص ـ من بلدياته ـ ، عاد من العمل مهدودا من التعب والقى بنفسه الى جانب السرير ـ على الارض ـ ، وفي الظلام مد يده فالتقطت يداه شيئا ما يشبه الخيار او الفقوس. ومن شدة الجوع ظل يلتهم" سحّارة"ما وقعت يده عليه ، ليكتشف في اليوم التالي انه انما التهم"سحّارة كوسا".

و.. هذه الايام ، .. نأكل بلا نًفس. ونكتب بلا نًفس ونحب بلا نًفس ونتزوج بلا نًفس وننجب بلا نًفس ونعمل بلا نًفس. حتى علاقاتنا اصبحت تتم بطريقة آلية ميكانيكية ، مصلحية ، مؤقتة ، ولهذا سرعان ما تختفي بسرعة. لم يكن الرجال كما كانوا في السابق ولا النساء كما كن ايام ستي وستك. الذي كان يشرب"الزيت والبيض" صار يصاب بعُسر الهضم اذا ما تناول صحن س?Zلطة.

والمرأة التي كانت تلهم"طشت عجة" صارت اليوم تأكل حبة زيتون وسنتمتر جبنة وتقول : بكرة لازم اعمل"دايت ".

نمارس حياتنا بنفوس مغلقة. نأكل بتعب وننام بتعب ونعمل وكأننا في"كسّارة ".. والنتيجة واضحة،

talatshanaah@yahoo.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد