شركات التامين وفاتورة دخول المستشفى بسبب حادث سير

mainThumb

27-03-2008 12:00 AM

عندما يتعرض الانسان الى حادث سير يؤدي الى اضرار جسمانية تصيب انسانا آخر فانه من المفروض اول ما يفكر به السائق المتسبب للحادث هو العمل على انقاذ المصاب وتخفيف الضرر عنه وهذا واجب انساني يتحتم عليه ان يقوم به بدون خوف او تردد لان اي حادث سير من المؤكد ان يكون غير متعمدا او قاصدا ايذاء نفسا بشرية وهذه التصرفات اذا تمت بصورة صحيحة و اخلاقية لابد لها ان تخفف من مصيبة اهل المصاب التي بالتالي تؤدي الى تخفيف ردة الفعل لديهم ومن الممكن وشعبنا الاردني بطبيعته طيبا وشهما فانه يؤدي الى تسامحهم مع متسبب الحادث .

وهذه الاخلاق الحميدة التي يتمتع بها شعبنا يجب ان لا تستغل من اي جهة كانت وخاصة ان شركات التامين وبموجب نظام التامين الالزامي الذي تم العمل به في عام 2002 والذي رفع بموجبه سقف التغطية التامينية للنفقات الطبية للاصابات الجسدية من حوادث السير الى 5000 دينار هي التي ستقوم بدفع مسؤوليتها بغض النظر عن فاتورة المستشفى حتى وان صدر حكم بذلك لان النظام المعمول به قد حدد المبالغ المتوجب دفعها من قبل شركة التامين وبالتالي يجب ان تعلم الجهة الطبية التي ستقوم بعلاج المصاب ان وجود شركة تامين ستقوم مستقبلا بدفع مبلغ الفاتورة ليس معناه كنزا مفتوحا لها ويجب ان تراعي الله ودخل المواطن عند اي حالة ادخال لها بسبب حادث سير ولما كانت جميع المستشفيات والخاصة منها بنيت على المبدأ التجاري واهم هدف لها الربح فانه يجب ان لايغيب العنصر الانساني والمبدأ الاخلاقي لها لاستغلال المتسبب بالحادث او اهل المصاب والبدء بطلبات ما أنزل الله بها من سلطان وعلاجات وتحاليل وادوية واقامات في المستشفى بداعي او بدون داعي ويجب ان يطبق في هذه الحالات الحد الادنى للاجور الطبية التي نصت عليها تسعيرة نقابة الاطباء .

للاسف ان اول ما يتم التفكير فيه في اي مستشفى خاص عند دخول مصاب بحادث سير هو كيفية استغلال هذا الوضع وحلب المواطن الداخل بأكبر مبلغ ممكن واستغلال الحد الاعلى للاجور الطبية متناسين حالة الناس ( مغارة علي بابا وانفتحت ) وهذه الجملة ليس من باب المدعابة بل ذكرت في احد المستشفيات الخاصة ومن اعلى ادارة فيها علما ان الذي ذكرها طبيبا ومن امثاله كثير ولا اريد هنا ان اغير اخلاق الناس لان الجمله المعهودة عند اي مناقشة للفاتورة يكون الرد ( هو ليش انت الي دافع ما هي شركة التامين راح تدفع) نريد تذكير المستشفى بان اموال شركة التامين ليس سائبا يحق لكل من هب ودب ان يغرف منه ويمشي بل يجب ان يعلم الكل بان تلك الشركات لا تقوم بتسديد الفاتورة كما هي بل هناك جهة طبية مختصة تقوم بتدقيقها وتلتزم بدفع الحد المعقول للفاتورة مما قد يتسبب في خسارة كبيرة لدافع الفاتورة وبالتالي فان المشكلة للاسف بدلا من ان تكون مع المبالغة في الاجور يتم تجييرها على شركة التامين على انها لا تريد الدفع مما يزيد حالة التوتر بينها وبين المواطن .

ان ما يحدث من مغالطات في رسالة المستشفيات الانسانية هو نفسه الذي يحدث عند مراجعة المصاب الى عيادة الطبيب الخاصة والغريب بالامر ان الطبيب يرفض التنازل عن رأيه وكأنه دستور لا يمكن تغييره ويتحدى كل من يناقشه من شركة التامين بل وترفض شركة التامين دفع المبلغ وبالتالي يكون الضحية هو المواطن الذي يبدأ بالزعيق لموظف التامين علما انه امتنع عن هذا التصرف عند الطبيب الذي هو سبب المشكلة لانه قد اوهمه بان شركة التامين ستدفع لك هذا المبلغ بمجرد انك رفعت صوتك ويقول له اذا كان فيهم رجل يحكي معي ويناقشني بالسعر .

ومن هذا المنبر فانني ادعو المستشفيات الخاصة بضرورة وضع ضوابط لعلاج اصابات حوادث السير بما يتناسب مع الحالة الصحيحة للمصاب دون مبالغة واعطاء المريض حقه بالكامل ويجب ان تقوم هيئة التامين باصدار تعليمات بالتنسيق مع الاتحاد الاردني لشركات التامين ووزارة الصحة بالاستعجال في تطبيق التعليمات الخاصة بالمعالجات الناجمة عن حادث السير بتقديم وثيقة التامين الالزامي التي هي بمثابة التزام من شركة التامين بالحدود الممنوحة لها للتغطية وليس كما يتم الان هو الانتظار لحين اصدار قرار من المحكمة يدين شركة التامين المتسببة علما ان المواطن المصاب يجب ان يأخذ حقه لا ان يضيع بين شركة التامين والمحكمة لان غالبية قضايا التامين تاخذ وقتا كبيرا ويقوم بعض مدراء الدوائر القانونية بشركات التامين بالمماطلة بالدفع منتظرين قرار الادانة علما ان الحادث وبموجب مخطط كروكى واضح مدينا لهذه الشركة ولكن ارضاء المديرالعام وكأن قلبهم على الشركة وخائفين على مصلحتها فانهم يقومون بهذه المهمة التي غالبا ما تؤدي الى مضاعفة المبالغ التي كان من الممكن التصالح عليها وتجعلها تتغرم اكبر بكثير بموجب قرار المحكمة وعندما يصدر الحكم تكون الجملة المعهودة والمبرر الذي يجب ان يحاسب عليه هكذا تريد المحكمة وانا حاولت التخفيف ولكن القاضي كان ضدنا دون ان يعترف بانه كان هو السبب في دفع هذه الزيادة في المبالغ التي كان من الممكن توفيرها فيصفق المدير العام لهم .
RABEH_BAKER@YAHOO.COM


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد