صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - المكان .. غرفة صف مساحتها 40 مترا مربعا .. الزمان .. ثاني يوم دراسي من الفصل الثاني .. درجة الحرارة متدنية جدا .. باب المدرسة ما زال يكتسي ثوبا من الجليد .. علاء الدين في الصف الاول.. عمره 6 سنوات .. يداه الصغيرتان داخل جيب معطفه الذي هو مصدر دفئه في صفه اضافة الى ابتسامته هو وزملاؤه ال" 35 " الموجودون معه في الصف ..تقول مديرة مدرسته لوكالة الانباء الاردنية ..لدينا في المدرسة ثلاثا وعشرين "مدفأة كاز" .. ولدينا وقود كاف تم تزويدنا به من وزارة التربية والتعليم ..لكن بداية الفصل الدراسي مكتظة بالمسؤوليات .. ولا وقت لاشعال المدافىء .. اما الساحة الخارجية فامكانيات المدرسة لا تسمح بازالة الجليد عنها وننتظر حتى تذيبها اشعة الشمس.

وتضيف.. المدرسة التي اديرها والبالغ عدد طلبتها 850 كانت مركزا لتصحيح اوراق امتحان الثانوية العامة .. وعند بدء الدوام كان همنا اعادة ترتيب المقاعد في الصفوف وهي مهمة ليست سهلة بسبب عدم توفر العدد الكافي من الاذنة في المدرسة .

يوم امس وزعت ايضا معاطف المكرمة الملكية على المدارس واليوم توقع بعض الطلبة ان يتم توزيعها عليهم..حتى ان بعضهم جاء بلا معطف ..الا ان ادارات المدارس كما تقول مديرة مدرسة اخرى ما زالت مشغولة بالامور الروتينية والاكاديمية الاخرى ..

استعدادات المدارس كانت تختلف من مدرسة الى اخرى وفق المشرف التربوي عبد النعيمات الذي التقته وكالة الانباء الاردنية خلال جولتها على بعض المدارس ..

ويتابع ..يوم امس حالت الظروف الجوية الصعبة دون وصول بعض الطلبة الى مدارسهم ..اما اليوم فان معظم المدارس التي زرتها ملتزمة بالدوام المدرسي وعدد طلبتها شبه كامل وكذلك هيئتها التدريسية ..

ويقول.. من المفترض ان يكون لكل مدرسة فريق انقاذ وطوارىء وهذا حاصل في معظم المدارس في المرحلة الثانوية ..اما المدارس في المرحلة الاساسية فان ادارات المدارس تستطيع ان تكون اكثر فاعلية في حل بعض القضايا والمشكلات الصغيرة التي قد تعترضها في الظروف الاستثنائية .

مدافىء الكاز في بعض المدارس التي تجولت بها وكالة الانباء الاردنية مصفوفة في المخازن وقد يأتي الشتاء المقبل دون اشعالها .. وبعضها بالفعل لم يتم استخدامه علما بانه تم توزيع 32 الف مدفأة على مدارس المملكة بمكرمة ملكية سامية .

مدافىء الغاز متوافرة في غرف الادارة والمعلمات في بعض المدارس .. الا ان معلماتها اشرن الى ان اسطوانة الغاز يتم شراؤها على حساب المعلمات الخاص .

مدرسة اخرى قالت مساعدة مديرتها ان المدافىء متوافرة ..لكن المشكلة في توفر الوقود مبينة ان مديرة المدرسة تقدمت بطلب الى وزارة التربية والتعليم من اجل تزويدها بكوبونات الوقود يوم امس ولا زالت تنتظر الموافقة التي لا تتوقع الحصول عليها قبل يومين على الاقل .

وتشير الى انه عادة ما يتم تخصيص 700 لتر من الكاز لغايات استخدامها في تدفئة المدرسة الا ان لجان تصحيح الثانوية العامة الذين كانت المدرسة احد مقراتها استهلكت الكمية كلها لتتفاجأ الادارة بعدم وجود "نقطة كاز واحدة " .

الامين العام للشؤون الادارية في وزارة التربية والتعليم الدكتور احمد بطاح قال ان المدافىء في جميع مدارس المملكة متوفرة وكذلك كوبونات الوقود بل ان المدارس الحديثة تتوفر فيها تدفئة مركزية .

وقال ان عدم وجود مصدر لتدفئة الطلبة في بعض المدارس تعود مسؤوليته الى المدرسة ذاتها مشيرا الى ان لجنة التخطيط في الوزارة اقرت صرف سلفة متجددة للمدارس التي تم استهلاك الوقود المخصص لها لتزويدها بالمحروقات وسد حاجتها .

واعرب عن امله في ان يتصرف مديرو المدارس والمعلمون كما يتصرفون في منازلهم من خلال قيامهم ببعض الاعمال البسيطة التي تحول دون احداث ارباك في مدارسهم وان نغرس جميعا روح التعاون في نفوس طلبتنا .