التلفزيون الأردني ليس لنا غيره

mainThumb

20-10-2007 12:00 AM

كثيرون يتخذون مواقف سلبية من التلفزيون الاردني من دون ان يشاهدوا ما يقدم من برامج, وآخرون يحكمون عليه سلبا من خلال برنامج واحد. والواقع اننا كأردنيين لا يوجد لنا تلفزيون وطني آخر وبالتالي فان ما نشاهده على شاشته غير متوفر على اية شاشة فضائية اخرى. ولهذا ادعو الاردنيين ان يخصصوا جزءا من وقتهم الطويل الذي يجلسون فيه امام جهاز التلفزيون لمشاهدة ومتابعة ما يبثه التلفزيون الاردني من برامج.

قد يسارع البعض بالقول انني اروج للتلفزيون مع كثرة ما فيه من نواقص وسلبيات. والواقع انني ادرك هذه النواقص والسلبيات واستطيع ان اعدد منها الكثير, لكن دعونا نلجأ الى الموضوعية وهي ان نحكم على ما يقدمه التلفزيون بقدر ما نشاهد على شاشته من برامج, وان لا نحكم عليه غيابيا, او تضامنا مع العادة الدارجة في المجتمع الاردني بانتقاد التلفزيون مع اضافة عبارة »انا لا اشاهده«.

مرة اخرى اقول, ان ما نستطيع ان نشاهده من برامج ولقاءات وحوارات على شاشة التلفزيون الاردني حول شؤون وطنية ومحلية وقضايا الناس لا يمكن ان نجده او تتاح لنا فرصة مشاهدته على شاشات الفضائيات العربية والسبب بسيط, ان هذه الفضائيات تهتم بعناوين الاخبار السياسية واحيانا الاقتصادية لكنها لا تضع برامج محلية تخص مجتمعنا المحلي او مجتمع غيرنا من الشعوب العربية.

كل هذه المقدمة من اجل ان اثني على برنامج شاهدته الاسبوع الماضي (لعروة زريقات) وفيه حشد غفير من شباب الجامعات الذين تحدثوا وتحاوروا بكل حرية حول الانتخابات الطلابية في جامعاتهم.

مثل هذه البرامج ثمينة جدا, ليس فقط بالنسبة لي كصحافي وكاتب ومتابع لقضايا المجتمع بسبب مهنتي, لكنه ثمين ايضا للطبقات السياسية والمثقفة, لصانع القرار ولرب الاسرة, لانه ببساطة يسمح لنا ان نُطل على بعض ما يفكر فيه الشباب الاردني وما يحملون من مواقف نقدية او رؤى لقضايا المجتمع, بما في ذلك الانتخابات بصورها المختلفة.

حتى نشرات الاخبار, رغم ما فيها من نواقص مهنية كبيرة, فانها تستحق ان يشاهدها المواطنون لانها تأتي بما لا تأتي به الفضائيات الاخرى من اخبار محلية ومشاهد تصور بعض جوانب حياتنا في الاسواق والجامعات والمستشفيات وفي الريف والمدينة.. الخ.

نحتاج للتلفزيون الاردني بقدر حاجتنا الى صحافة حرة مستقلة والى مجلس نيابي بانتخابات حرة. نحتاج الى حملة وطنية لدفع الحكومة لرصد موازنات اكبر للتلفزيون كي ينتج البرامج الكافية لتلبية حاجات المجتمع الاردني, بدءا من حق المواطن في الحصول على المعلومات الى فرصة رؤىة الناس بعضهم بعضا وتواصلهم مع قضاياهم اليومية ومد الجسور بين المجتمعات المحلية المختلفة.

التلفزيون الوطني, الذي ليس لنا غيره, بحاجة لدعم الجميع, واول الدعم يكون بحرصنا على متابعته, والتفاعل مع برامجه, ونقدها عندما يتطلب الامر ذلك, لكن علينا كمشاهدين ان لا ندير ظهورنا الى الشاشة التي نرى فيها انفسنا ووطننا, والتي من دونها ستكون خياراتنا في المشاهدة افلاما مترجمة, ذبحا وسلخا, او رقصا وفنا رخيصا او تضييع وقت ثمين على شؤون غيرنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد