حكومة ونواب

mainThumb

06-12-2007 12:00 AM

امام الحكومة الجديدة ، استحقاقان ، هما طلب الثقة من مجلس النواب ، ثم مناقشة الموازنة ، ومن الصدف ، ان يأتي الاستحقاقان ، في فترة متقاربة ، مما يعني اننا امام عاصفة كلام نيابية.

المشكلة ، تتلخص في كون غالبية النواب ، هم من النواب الجدد ، وهم يرغبون ، اما بطرح قضايا دوائرهم الانتخابية ، واظهار التزامهم ، بشعاراتهم ، او لتشكيل هوياتهم ووجودهم ، منذ اليوم الاول ، وسيجد النواب في جلسات الثقة ثم الموازنة ، الفرصة ، لنجومية غير مسبوقة ، يعززها بث التلفزيون المباشر ، او تغطية الجلسات ، من جانب التلفزيون ، والصحف.

غير انه من غير المعقول ، ان تستمع الحكومة ، لكل النواب ، في فترة متقاربة ، وفي مواضيع متشابهة ، فجلسات الثقة سوف تتناول السياسات الاقتصادية والاجتماعية ، ثم سيكرر النواب ، ذات المطالبات والقضايا ، خلال جلسات الموازنة ، وهو امر غير محتمل ، ان نسمع النواب مرتين ، وكل مرة ، تستهلك عدة ايام ، من تاريخ المجلس ، ووقت الناس ، وكلف التغطية التي تتكبدها وسائل الاعلام ، عموما.

قد ننتظر ، اسلوبا راشدا ، هذه المرة ، فماالذي يمنع ان يتقدم نواب كل محافظة بكلمة واحدة قصيرة ، وان يجتمع نواب كل محافظة ، ويضعوا خطوط هذه الكلمة ومتطلباتهم الوطنية ، او المتعلقة بدائرتهم الانتخابية ، وماالذي يمنع ان تكتفي كل كتلة ، في حال تشكلت الكتل ، بكلمة موحدة ، ولماذا يبقى اداء النواب فرديا واستعراضيا ، وكأن النائب ، لايتحدث للحكومة ، ولكنه يحاول اسماع ناخبيه ، وهو اسلوب مرهق ، وليس له جدوى ، ابدا ، سوى اضاعة الوقت وزيادة الكلف المهدورة.

وقد يكون على وسائل الاعلام ، ان تقرر منذ اليوم ، وبشكل موحد وجماعي ، تحديد التغطية ، بمائة كلمة مطبوعة ومنشورة للنائب الواحد ، فورق الصحف كلفته مرتفعة جدا ، وليس من واجب الصحيفة ، ان تنفق عشرات الاف الدنانير يوميا ، لنشر معلقات ، هي في حقيقتها دعاية نيابية ، متواصلة...والا فليدفع النواب اجور نشر كلماتهم ، باعتبارها اعلانات ، خصوصا ، ان القارئ الاردني ، لن يقرأ سطرا واحدا ، سوى ختمة هذه الجلسات ، من حيث عدد اصوات الذين منحوا الثقة او حجبوها ، وكذلك الامر في الموازنة.

اذا كنا نتحدث عن الاصلاح ، فهناك اصلاحات مبكرة يجب ان تتم ، اهمها ايجاد الية ، لسيل الكلام المنهمر على رؤوس الناس والحكومات ، بشكل عام ، اذ اننا لسنا مضطرين ، لاضاعة الوقت وسماع كل نائب مرتين ، في الثقة والموازنة ، خصوصا ، ان المضامين ستكون متشابهة الى حد كبير ، ولعل التلفزيون ايضا مطالب ، باحترام رغبات الناس ، وضبط النفقات ، فلا يتم بث الجلسات على الهواء ، منعا للاستعراض ، وان يتم الاكتفاء بملخص مابعد نشرة اخبار السادسة ، او الثامنة.

كل مانتمناه ، ان يحترم النواب ، وقتهم ، ووقت الحكومة ، واعصاب الناس ، وان يبحث هؤلاء عن طريقة جديدة ، غير الصراخ والوعيد ، واثارة العواطف ، فذاكرة الناس ليست مسلوبة ، وهمومهم كثيرة ، لاينقصها ، مزيد من البطولات ، على صدور الناس ، وخير الكلام ، ماقل ودل.

اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، وأهون الحالتين ، البحث عن حل وسط ، بطرح كلمات جماعية ، بدلا من التقافز وراء المنصات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد