الاعتداء على السفارة .. رسالة ايرانية الى دمشق

mainThumb

28-11-2007 12:00 AM

الاردن اول المتضررين من اي تنازل فلسطيني في "انابوليس"

تصرف الايرانيين تجاه السفارة الاردنية في طهران عشية لقاء "انابوليس" قوبل بالاستغراب والاستهجان في الاوساط الاردنية. رسميا استدعى وزير الخارجية بالوكالة ناصر جودة السفير الايراني في عمان وابلغه استهجان الاردن لقيام متظاهرين ايرانيين بالاحتجاج امام السفارة الاردنية ورشقها بالحجارة.

مرد الاستغراب من التصرف الايراني يعود لاكثر من سبب, فالاجتماع مع الاسرائيليين لا يعقد في عمان وانما قرب واشنطن والمشاركة فيه لا تقتصر على الاردن, فهناك 12 دولة عربية من بينها سورية ولبنان بالاضافة الى الجامعة العربية ودول اسلامية قريبة لايران. بصرف النظر عن موقفنا كمراقبين وسياسيين من "انابوليس" لا اظن ان مشاركة الاردن كانت مفاجئة لايران التي تعرف انه يبذل منذ سنة تقريبا جهوداً دبلوماسية مكثفة لاقناع الادارة الامريكية بالتحرك لحل القضية الفلسطينية حلا عادلاً قبل انتهاء ولاية بوش.

وعلاقات الاردن مع امريكا واسرائيل ليست سراً اكتشفته طهران امس.

لو ان المتظاهرين الايرانيين نظموا اعتصاماً امام السفارة السورية او اللبنانية في طهران لكان الامر مفهوماً كون دمشق حليفاً قوياً لايران وتتخذ موقفاً متشدداً من اي اتصالات او مفاوضات مع اسرائيل, لكنها قررت المشاركة في اجتماع انابوليس بعد استجابة الادارة الامريكية لمطالبها, واعتقد ان القيادة السورية فعلت الصواب عندما اتخذت هذا القرار.

بهذا المعنى فان الاعتداء على السفارة الاردنية في طهران او حتى التظاهر امامها يعد تصرفا خارج السياق.

يعتقد بعض المراقبين ان ايران غاضبة من مشاركة دمشق في لقاء انابوليس وتعتبرها اختراقاً امريكا لما بات يعرف بحلف المتشددين في المنطقة, ويربط هؤلاء المراقبون بين مشاركة سورية وما يتردد في اوساط دبلوماسية, عن خلافات ايرانية سورية تجاه التعامل مع بعض ملفات المنطقة وخاصة الملف اللبناني. وتشعر ايران وفق تقدير المحللين ان الاردن لعب دوراً في اقناع سورية بالمشاركة في لقاء انابوليس ولهذا السبب وجهت غضب المتظاهرين نحو السفارة الاردنية لكنها في ذات الوقت تبعث برسالة عتب الى "الاصدقاء" في دمشق واحتجاج على التقارب الاردني السوري.

تخشى ايران على مصالحها في المنطقة اذا ما حققت عملية السلام مع الاسرائيليين نجاحات ملموسة, وهذا من حقها, لكن التصرف بطريقة استفزازية تجاه دول المنطقة يعزز من مشاعر العداء لايران, ويساعد واشنطن على ترويج مخططاتها المعادية لطهران وحشد الحلفاء ضدها في اي مواجهة عسكرية محتملة.

لقد استعجلت ايران في رد فعلها, فلقاء انابوليس ليس مرشحاً للنجاح لان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي غير مستعدين لتقديم التنازلات المطلوبة واذا ما فكر الجانب الفلسطيني بتقديم تنازلات, فان اول المتضررين واول المحتجين هو الاردن وليس ايران.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد