حكومة الاردن

mainThumb

10-12-2007 12:00 AM

التحديات التي تواجه المملكة اكثر من ان تُحصى, من عجز الموازنة واعباء المديونية وارتفاع اسعار النفط الى احتمالات فشل مفاوضات (انابوليس) في الوصول الى سلام تقبل به الاجيال. اضافة الى قائمة اخرى من التحديات لا تقل اهمية, مثل مسألة تمويل مشاريع المياه, وانتهاءً بقضية البطالة وسوق التشغيل والعمل.

كومة هذه التحديات تجعل من العام المقبل عام اختبار لقدرة البلد, حكومة وشعباً على مواجهة التحدي وتخطي العقبات والازمات. الاردنيون لا يبخلون بالعطاء ولا بالتضحيات عندما يطلب منهم الوطن ذلك. لكن الوصول الى النجاح تقرره السياسات التي تتبعها الحكومة لادارة موارد البلاد وتوزيع عوائدها.

حجم التحديات المطروحة يجعل مهمة حكومة الذهبي من اصعب المهمات واخطرها في تاريخ الحكومات خلال العقدين الماضيين, هناك تحديات اقتصادية ومالية غير مسبوقة امام فاتورة نفطية في حالة تصاعدية, تأخذ معها الاسعار الى ارقام فلكية لا تحتملها جيوب المواطنين, ولا تستوعبها قدراتهم في توفير المعيشة المعتادة لاسرهم.

وتحديات سياسية, قد تكون أُسقطت من برنامج الحكومة تحت ضغط اهتماماتها بالموضوع الاقتصادي, لكنها لم تسقط من حسابات المجتمع الاردني المنشغلة اوساطه السياسية والثقافية بهمّين, الاول: القلق على حاضر ومستقبل الاصلاح السياسي في البلاد, بسبب ما شاب الانتخابات الاخيرة من ممارسات لا تبشر بالخير, والهم الثاني: وصول القضية الفلسطينية الى منعطف حاسم تبدو احتمالات تصفيتها كبيرة, لأن الفشل في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بشروط السلام العادل هو فشل استراتيجي يهدد أمن الأردن واستقراره.

من دون خطاب شامل للحكومة الجديدة في التعامل مع الشأن الداخلي والخارجي ستقع بمثل الازمات التي وقعت بها الحكومات السابقة, عندما تعاملت مع القضايا والاحداث بالقطعة وباسلوب الفزعة ورد الفعل, حتى ان الحكومة ما كانت لتفرغ من اقرار الموازنة في مجلس الأمة حتى تلحق بها ملحقات موازنات جديدة, فلا يعرف المواطن تفسيراً لوعود لم تنفذ, ولا هو يستوعب خططاً جديدة تظهر فجأة من دون مقدمات. ويظل السؤال الاكبر اذا كانت الحكومة عاجزة عن اقرار موازنة لعام واحد. فكيف ستنجح في التخطيط لمستقبل بلد واجيال?

اهم وعد ننتظره من رئيس الوزراء الجديد, ان لا ي?Zعِد?Z بما ليس في استطاعة حكومته, واقوى انجاز, ان ينجح الذهبي في بناء فريق وزاري مؤسس على خطاب اقتصادي - سياسي - اجتماعي يعكس فكراً موحداً لوزراء تسودهم وحدة الشعور بالمسؤولية التضامنية, بمعنى انه اذا اخطأ وزير يتحمل الفريق كله المسؤولية.

ضعف الادارة وعجزها يقفان خلف معظم المشاكل التي واجهت البلاد, مثل تكرار قضايا المياه الملوثة, والتسمم الغذائي وانتقالها عبر المحافظات, واخر ذلك مشكلة التسمم في حليب المدارس التي نحاول في الصحافة تجنب متابعتها, حرصاً على استمرار "الوجبة المدرسية", غير ان العجز الاداري يُصرّ على افشال هذه المهمة الوطنية الكبيرة بخطأ هنا وتقصير واهمال هناك.

نتطلع بأمل نحو فريق حكومي موحد برئيس قوي يمسك بخيوط الادارة من دون اي استثناءات لوزير او حقيبة, لأن الحكومات منذ ان كانت الدولة كانت دائماً عامل القوة والاستقرار والتنمية, وصورتها في عيون الناس هي التي تساعدها على مواجهة التحديات وتخطي الازمات.

بمثل هذه المواصفات, تكون الحكومة, حكومة الملك والشعب وحكومة الاردن التي تطمئن لها العقول والقلوب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد