الأبواق!! .

mainThumb

28-11-2007 12:00 AM

كل الشتائم التي وجهت إلى مؤتمر أنابوليس والحكم عليه مسبقاً وقبل أن يُعقد بالفشل كان قد وجّ?Zه العدميون والمزايدون مثلها وأكثر إلى اتفاقيات كامب ديفيد الشهيرة التي استعادت مصر بموجبها كل ذرة تراب من أرضها المحتلة وبالطبع إلى وادي عربة التي لم تمنع الأردن من الاستمرار بمساندة الشعب الفلسطيني ومساندة منظمة التحرير والسلطة الوطنية.

حتى ذهاب ياسر عرفات، رحمه الله، إلى الأمم المتحدة في العام 1974 فإنه لم يسلم من الأبواق الفلسطينية التي كانت ولا تزال تصدح لإطراب الآخرين وذلك رغم أن ذلك الذهاب قد حقق لقضية فلسطين قفزة نوعية هائلة حيث اعترف بها العالم كله وحيث اعترف هذا العالم أيضاً بمنظمة التحرير كحركة تحرر وطني تقود شعبها لدحر الاحتلال عن وطنه المحتل.

إنها ظاهرة قديمة - جديدة فهناك دائماً في الساحة الفلسطينية من يشكل امتداداً لنظام من الأنظمة داخل هذه الساحة وهناك دائماً من هو بندقية للإيجار تستخدمها القوى الخارجية ضد البنادق الشريفة والنظيفة ولذلك فإنه ليس غريباً ولا مستغرباً أن يتردد صدى ما قاله علي خامنئي ومحمود أحمدي نجاد ضد أنابوليس والحكم المسبق عليه بالفشل في غزة وفي المخيمات الأسيرة في لبنان وفي مقرات التنظيمات الوهمية التي لا وظيفة لها إلا هذه الوظيفة فهذا المؤتمر يكفي أن كل من ذهب إليه ذهب إلى تظاهرة دولية لا يجوز الغياب عنها بغض النظر عن النتائج وسواءً كانت إيجابية أم سلبية.

إنها عادة قديمة فهؤلاء الذين يملأون غزة نواحاً وتحسراً على ياسر عرفات كانوا قد إتهموه قبل مماته بأكثر مما يتهمون به محمود عباس ( أبو مازن ) الآن وكانوا قد شككوا بوطنيته عندما أبرم صفقة أوسلو التي حكم اليمين الإسرائيلي على إسحق رابين بالموت لأنه وقعها وعندما ذهب إلى كل محطات التفاوض التي ذهب إليها وآخرها كامب ديفيد الثانية وحتى عندما كان محاصراً في مبنى المقاطعة في رام الله ويرسم إشارة النصر بيده وهو يهتف : شهيداً شهيداً شهيداً . لم يكتشف هـؤلاء الذين يرددون الآن بطريقة ببغاوية كل ما يقوله خامنئي ونجاد بمـــؤتمر أنابوليس والحكم المسبق عليه بأنه فاشل.. فاشل.. فاشل أنهم ارتكبوا جريمة لا تغتفر بحق ياسر عرفات إلا بعد مماته فهم قبل رحيل هذا الرجل الذي أعطى حياته كلها لقضية شعبه كانوا يقولون فيه ما يقولونه اليوم في محمود عباس الذي لم يخرج عن الخط الذي كان يسير عليه سلفه ولو بقيد أنملة.

لم يستطع هؤلاء الانتظار ليروا ماذا سيسفر عنه هذا المؤتمر ليحكموا عليه الحكم الذي يستحقه فهم مجرد أبواق جاهزة لا أكثر ولذلك فإنهم ما أن ردّ?Zد?Z خامنئي ومحمود نجاد بأن أنابوليس فاشل حتى سارعوا إلى تكرار ما قاله ليس مرة واحدة وإنما ألف مرة : إنه فاشل.. فاشل.. فاشل .

إن هؤلاء سواءً الذين حوّ?Zلوا غزة إلى تورا بورا عندما كانت قاعدة لـ قاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري أو الذين يمارسون جهادهم بالتنقل بين الدوحة وطهران والضاحية الجنوبية من بيروت لم يحكموا على هذا المؤتمر هذا الحكم المسبق من زاوية مصالح الشعب الفلسطيني وعلى أساس القضية الفلسطينية.. أنهم حكموا عليه من زاوية إيران والمخاوف الإيرانية وانطلاقاً من أن محمود أحمدي نجاد وصفه بأنه لن يكون أكثر من مجرد غطاء للحرب الأميركية المنتظرة على بلاده.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد