مؤتمر الفرصة الاخيرة

mainThumb

27-11-2007 12:00 AM

انها فرصة العرب المعتدلين كما هي فرصة للاسرائيليين. صحيح انه مؤتمر اليوم الواحد, لكنه عنوان لمنعطف كبير في تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي.

بعد ان ينفض السامر في انابوليس سيذهب الفلسطينيون والاسرائيليون الى مفاوضات مستمرة, اولمرت وحكومته يريدونها مفاوضات من اجل المفاوضات, اما عباس ووفده فيريدونها خاتمة التفاوض وولادة الدولة الفلسطينية.

بالتجربة التاريخية اثبت الاسرائيليون انهم بارعون في اكتساب الوقت والتفاوض من اجل التفاوض. وهنا يأتي دور رايس ومن خلفها بوش, فاذا تحولت المفاوضات الى ما يريده الوفد الاسرائيلي فإن الفرصة الاخيرة للسلام ستنهار. وفي هذا خسارة للمصالح الامريكية المنغمسة في حروب الشرق الاوسط وازماته, كما انها بالدرجة الاولى خسارة (للمعتدلين) الفلسطينيين والعرب.

العرب الذين تخلوا بسرعة عن دبلوماسية المبادرة العربية لصالح مبادرة بوش ورايس. لا يملكون ترف اضاعة الفرصة الاخيرة لان ذلك ان حدث يعني طي ملف (المفاوضات) كوسيلة لتحرير الاراضي العربية والفلسطينية, بما يفرض ضغوطاً جديدة في مناخ المنطقة لصالح القوى التي ترى ان الصراع المسلح هو السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق.

حتى لا تضيع فرصة (المفاوضات الجديدة والاخيرة) لا بد من اعادة حقن الدبلوماسية العربية بمنشطات التضامن مع استعادة الوعي بوحدة المصير, ودلالاته ان الامن والاستقرار في المنطقة اما ان يكون شاملا او لا يكون.

ان اولمرت الذي يرأس تحالفا مفككا من احزاب اسرائـيلية متنافسة ومتصارعة غير قادر على اعطاء عباس ما قدمه باراك الى عرفات بضغط من كلنتون في كامب ديفيد الثاني.

لكن اولمرت وحتى باراك لا يملكان غير الانصياع لما تقرره ادارة بوش اذا ارادت ذلك. وهنا يأتي دور العرب جميعا في الضغط على هذه الادارة لتنفيذ وعودها باقامة دولة فلسطينية بمعايير السلام التي تضمنتها المبادرة العربية.

من دون الاستعداد العربي لتشكيل جبهة سياسية واعلامية في مفاوضات انابوليس لدعم المفاوض الفلسطيني فان شيئا لن يحصل هناك غير السيناريوهات المُعدّة سلفا من قبل تشيني وانصار اسرائـيل في الولايات المتحدة من اجل تصوير اولمرت بانه رسول سلام, وبان الفلسطينيين يرفضون بركاته وعطاياه للشعب الفلسطيني.

العرب وليس الادارة الامريكية مطالبون بان يحققوا انجازا في مفاوضات انابوليس. اقلّه خطاب ينسجم مع مبادرتهم للسلام. فحواه, ان السلام المقبول شروطه معروفة, والا فان امريكا وليست اسرائـيل هي من يحتل الارض الفلسطينية والعربية بدعمها السياسي والعسكري والاقتصادي اللامحدود للاحتلال في الضفة وغزة والقدس والجولان وشبعا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد